بقلم : عبدالجبار الفياض

القادمُ من الشّرق

أيّها الامبراطورُ الأصفر . . .
في كُلِّ مدينةٍ رايةٌ بيضاءُ
في بقعةِ ألم . . .
قُطعتْ رؤوسُ شوارعَ
ألقتْ حملَها على أرصفةٍ
خلتْ بعدَ صَخْب . . .
أفواهٌ
هربتْ حروفُها إلى عزيزِ ما أسرّتْ . . .
عيونٌ
تتحدّثُ بطلاسمَ مُقفلة . . .
الموتى
يغادرون بأسماءٍ ملوّثة
أسقطوا كلَّ ممالكِ النّملِ بلا أسلحة . . .
تراجيديا
إعدامٌ دونَ عصبِ عيون . . .
لم يُتركْ فؤادُ أمِّ موسى فارغاً !
أكذا تنتهي رحلةُ سفنٍ ولمّا تبحرْ بعد؟
نهاياتٌ
يقفُ عندَها الذّهولُ مذهولاً !
. . . . .
أيُّها الأصفرُ
دعني أرَ فيك ما رآه نبيّ في ضعفاءِ عصرِه . . .
مُرْ جنودَك
أنْ يرفقوا بتعساءِ الأرض
هم ميّتون
وإنْ لم يُدفَنوا . . .
فقد سبقكَ لقبرِهم مَنْ لُعنَ بفمٍ جائع
بدمعةِ يُتم . . .
مَنْ تبرّأ من ميّتِهم الثوبُ الأخير . . .
أيُّها الغازي
لقد بلغتَ عصبَ التّحدي . . .
عيالُ اللهِ
يشقون . . .
ينزفون . . .
لكنْ
باقيتُهم باقية
لهم وبهم
يتغيّرُ وجهُ الأرض !
. . . . .
كُسرَ الصّليبُ المعقوف
مُزّقتْ قائمتُهُ الزّرقاء . . .
لم تبخلْ مقابرُ المنبوذين أنْ تضمَّ روحاً
تشوْفَنتْ
لتكونَ الأعلى
ولو على سلّمٍ أحمر . . .
تهالكَ أنْ يُعيدَ ما أكلَ عليهِ الدّهر . . .
لبسَ ثوبَ امبراطورِهِ العتيق . . .
حسِبَ مَنْ سواهُ قطيعَ ماعزٍ
بعصا سيّدٍ لمسود . . .
للقذارةِ أصنامٌ
تُعبد
لابدَّ من فأسٍ
يبعثرُها جُذاذاً
لا تُعادُ لها صورتُها الأولى . . .
. . . . .
العالمُ
ليسَ هذهِ الخارطةَ الشّوهاء . . .
هذهِ الأسماءَ القاتمة . . .
الخطوطَ اللّعينةَ التي يُشنقُ عندَها الزّمنُ حينَ يضيقُ بهِ مكانُه . . .
لا
لقرونٍ
تشابهتْ في حقولِ البقر . . .
وَهَبتْ نفسَها كُلَّ شيء
ليس لداليةٍ أنْ تملأَ كؤوسَ غيرِها . . .
ما أبقتْهُ
ظلٌّ مُحترقٌ في غُرفِ الفَناء . . .
نمْ
أيُّها اللّيلُ
لتتفتّقَ أكمامٌ بعدكَ عن قصائدِ حُبّ . . .
الأَمامُ لا ينظرُ إلى خلفِه
شعلةً أولومبيةً في دربِ السّلام . . .
لمّا يزلْ آدمُ
يزرع
يقطف
لكنّهُ
يرفضُ أنْ يُخرجَ تقويمُهُ عن حسنِه !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
نيسان / 2020

نُشر بواسطة abderahmanesoufi

مهنتي فلاح أزرع الخير وأحارب كل طفيليات الشر الضارة ..

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ