بقلم : عبدالكريم أحمد الزيدي / العراق

ما لا يعرفه الشعراء
(باب البديع والمحسنات اللفظية )


………………………………………….

اثار موضوع انتقال ملكية النص الشعري الى الآخرين بعد نشره وطباعته بعد تناوله في اول كتاباتنا في المقال آراء وتعليقات غريبة ومبهمة ، ولأهمية بيانه فاني سأتطرق اليه بإيجاز قبل الانتقال الى هذا الباب الهام والمفيد ، ان العبارة التي كتبتها في المقال كانت تعبيرا مجازيا لاهمية ان يستدرك الشاعر او الكاتب هذه النقطة وان لا يرمي بنتاجه الأدبي قبل ان يحرص على تبليغه كاملا غير منقوص وان يتم بإتقان كامل جوانبه ومضامينه لان نشره يعني انتقال حق تفسيره واستقباله صار في عقول والباب المتلقين ليفهموه كلا بطريقته وقدر فهمه له ، هذا اولا وأما النقطة الأهم فان النص بعد نشره يصبح مشاعًا للآخرين وان احتفظ الكاتب بأسمه وقلمه في النص وهذه حقيقة تلزم الأدباء بفهمها وإدراكها .

اما ما يخص مقالنا في البديع واستخدام المحسنات اللفظية فانه له من الأهمية بمكان لا يقل عن مباهاة النص الشعري بغرضه ومعناه ومضمونه وقوة بناءه ورصانته اضافة الى جمال وسلامة نظمه ،
ولان هذا الموضوع بهذه الأهمية فاني سأحاول ما استطعت ان أوجز كل المفهوم ليتسنى بعد هذا للأخرين البحث والاستقصاء لإثراء مفهومه ومعناه.

وكما هو معروف للجميع ضرورة اللفظ والبلاغة والفصاحة في النص الشعري وكتابته ، فان البلاغة علم بذاته أخذ في توصيفه كبار الأدباء والمفكرين العرب منذ بداية نشأ وولادة الشعر العربي ، الا اننا لمسنا بيانه ومعناه في أوائل العصر العباسي حيث ازدهار الثقافة والفنون وولادة الكثير من الأدباء والمفكرين ولعل اهمهم في هذا هو عبد الله ابن المعتز الذي بين تفسير المعنى وبيانه.

فالبلاغة وفنونها عرفت قديمًا بعلومها الثلاثة وهي :

  1. علم المعاني : وهو الذي يختص بالتركيب التي تتألف منه الجملة الشعرية وتناسقها ويهتم بالتشبيه والاستعارة اللغوية التي ربما تطرقنا الى شيء منها في مقالنا .
  2. علم البيان: وهو العلم الذي يختص في البلاغة على مطابقة الكلام لمقتضى الحال ومطابقته للمعنى المراد منه .
  3. علم البديع : وهو ما يهمنا في مقالنا هذا وهو علم من البلاغة العربية يهتم بصياغة الكلام وتحسين الجمل وتزيينها باستخدام المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية .

والمحسنات اللفظية ، هي المحسنات التي يرجع فيها الى تحسين اللفظ فيتبعها هذا التحسين في المعنى ومنها السجع وعادة ما يأتي في النثر فتتوافق فيه على حرف واحد في اخر الكلمة بين فاصلتين ، ومثاله ما جاء في الحديث الشريف ( اللهم اعط منفقًا خلفا ، وأعط ممسكا تلفا ). وكذلك منها الجناس التي فيها يتوافق اللفظين في النطق ويختلفا في المعنى المراد له اضافة الى التصريع بمعنى توافق عروض البيت الاول من القصيدة مع ضربة في القافية فيكون قافية الشطر الاول متوافقة مع قافية نهاية البيت الشعري ، اضافة الى الموازنة والتضمين والاقتباس وقد ذكرنا الاهم ومعناه لضيق المجال هنا.

وأما المحسنات المعنوية ، فهي التي يرجع التحسين فيها الى المعنى ، ومنها الطباق وهو الجمع بين اللفظ وضده في موقع واحد ، والمقابلة التي تعني الإتيان بلفظين لهما معنىً غير متقابلين او اكثر ثم يؤتى بما يقابلها على الترتيب ، ومنها أيضا التورية ، وهي ان يأتي بلفظ له معنيين احدهما قريب ظاهر غير مراد والثاني بعيد خفي وهو المراد اضافة الى المشاكلة والمبالغة والغلو والإغراق وغيرها .

ولكي لا أشتت معلومة المتلقي عن البديع وأهميته ، فيمكن القول ان البديع في الشعر معناه تزيين اللفظ وتحسينه بنوع من التنميق ،اما بسجع يفصله ، او تجنيس يشابه بين ألفاظه او ترصيع يقطع أوزانه او تورية عن المعنى المقصود بإيهام معنىً اخفي عنه باشتراك اللفظ بينهما ، او طباق بالتقابل بين الأضداد وأمثال ذلك .فالجاحظ يقول ان البديع مقصور على العرب ومن اجله فاقت لغتهم اية لغة أخرى واربت على كل لسان .

وعمومًا فان ما يهمنا في الشعر هنا بلاغته اللغوية بمعنى الفصاحة وحسن البيان ، والفصاحة تعني سلامة اللفظ من ثلاثة أمور وهي : تنافر الحروف بمعنى الثقل في نطق الكلمة لاجتماع حروفها على تخريج مشترك، والغرابة التي تعني استخدام الكلمة او اللفظ القليل الاستعمال او المهجور ، وأما الأمر الثالث والأخير فهو مخالفة القياس ومعناه نطق الكلمة بخلاف قواعد تصريفها النحوي .

أما الفصاحة ، فانها قدرة الكاتب وتمكنه من التعبير عما في ضميره بلفظ سليم قولًا وتركيبا ، وفيما يتعلق بالدلائل والأمثلة على ما سبق فان كتاب الله سبحانه وتعالى خير ما جاء فيه من البلاغة والفصاحة والبيان ولربما تجدون فيما يخص الشعر هذه البيانات موجودة في أشعار وقصائد المتنبي وأبو تمام اللذين سبقا غيرهما من الشعراء في هذا .

أتمنى ان اكون قد أضفت لكل المتابعين معلومة تفيد أهل الشعر وعنوانه ، ومن الله التوفيق .
……………………………………………..
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد

بقلم : فوزية أحمد الفيلالي

// موت على أيكة الزقاق//
…..
تائه الفكر شارد العينين على مصب نهر بلا روافد بلا لون مجمد الإحساس. رجلاه على تقويان على حمل حسد ملتوي الأغصان كسلال عناقيد عنب الشام في حضر قائظ مخمور والدهلن يتطاير من أنفه يظاعب سعره الأشعت …يكاد يبتلع تلك ااسيجارة المريضة المتهدمة الأطراف ،يكاد يبتلع الأرض بما حوت يمتص رحيق الحسرة والأسى.
كسر الزمان أنيابه كما كسر أمانيه وهدم اطار لوحات أحلامه،تغيرت ملامحه مع الزمن كما ثوب عجوز تلوث بغبار حرب بسوس…
لم يبق من جماله إلاَذلك الأنف المتصب في وسط وجه عبوس كأنه زاوية قائمة غير قابلة للانكسار على أشعة الضوء الرمادي..
تعثر قلمي في الطريق إليه درجا درجا قبل ان تلتوي قدمي من شدة الاندهاش…!
موت يمشي على عكازتين يهرول الخطى إلى دروب مجهولة …تتساقط أغنياته قطرات دم وقصائده التي كلنت تهز جدور النخل لتملأ الفيحاء رطبا، اخذ منها الحرب موطنا ولونها بحمرة سلاح ممدود بقدود؛مشدود على أكتاف غادرة خفت موازينها ،تهوى صوت الزناد وأسر النساء والعباد بيتها من رماد…
ذلك هو أستاذ “عماد”الذي كان يدرسنا اللغة العربية تقام له الجباه وتهتز…؟!
كسرت الحرب ظهرة وأبادت علمه وأدت بناته في بحور ليست للخليل وإنما لليال حمراء ونبيذ ذليل ،لبس من أسموا أنفسهم بالرواد جلابيب الغرب اغتالوا قصائده،هدموا بيته بطلقات عشوائية لاتخطئ التصويب…
احتسى “عماد” الغربة و الاغتراب وساح في بلاد وجدت للإنسان فغيرها ذلك لدالانسان للاستعباد….

بقلمي فوزية أحمد الفيلالي

انثى في زمن_ الكورونا_الزم بيتك

بقلم : ربيعة الزيات

— تحدي الوجع —


ذاك وجع وهذا وجع
بأشكال وألوان لا تدع
على أطراف الكبد
إلا وشما عميقا لاينتزع
أيها الراقد تحث الرماد
جسد قد احترق
بنار السخط…
على ما قد وقع
إخوة نحن.. على الأخوة
لا نتحد و لا نجتمع
تبكي التماسيح عذرا
وقصدا حتى يرق الفؤاد
لحالها …
فتكسره تحث الضلع
وتنتحب ثانية على ماوقع
لا تكثرت يا اخي…
فرائسنا لا ترتعد
من هذا الجزع
نحن كموتى بين أحياء
الشر من أعينهم
جعل لهم بين ظهرانينا
…….متسع
النفس تحيا بروح ربها
تأبى الانصياع والضياع
و تحث احديتهم الملمعة
….. ابدا لن نجتمع
في أحلامنا المنسية
ذات ليال براحة وهمية
نتذكر الفرح فلا نستطيع
فيأخذنا البؤس إلى حلم اخر
غير الذي قمنا منه بفزع…
فنجد عنده القهر
على أطرافه قد جمع..
ألفت اليد خشونة الزمان
وألف الجسد هذا الوجع
ليس يأخذنا خوف
من أنفسنا ولاهلع
إنما هي خيبات تلازمنا
منذ النشأة الأولى
حتى الممات لا تنقطع
انس ذاك الحزن الذي
من ثديه الهم كان قد رضع
و ارمه من على كتفيك
وكل الاوزار عنك دع
تشبث بعزك و الأمل
فلله شؤون في خلقه وماصنع

ربيعة الزيات

بقلم : يزيد العلوي الإسماعيلي

★ ناخدو قرار ★

أجي ، ياك غير شهر باش سدِّينا علينا بابنا
ما طلبنا البعيد … ما مدِّينا اليد لجارنا
كسكسنا ، برْوَلنا و خبزنا خبزنا في دارنا
ما كرِينا ، ما شرِينا ما طلبنا عون جوارنا
تهنينا …

آش جانا من جار من غير الكساد و ضرب النار ؟
لو كان من زمان تلمِٓينا وحدنا ف الدار
و ما تغرٌِِينا بربيع ، اللي حرق الطوب و لزهار
كن بقينا احرار ، و ما شفنا بعد ربيعنا دمار.
كن تهنينا …

من نهار سدِّينا علينا باب الدار ، بانو شطَّار ،
جابو افكار ، و بدات الخدمة بالليل و بالنهار
تنظّمنا ، ما بقات قمامة ، و صنعنا الكمامة
و بانو فُوهامة ، صنعو جهاز للتنفس،
و هذا افتخار …
و بيننا اننا عيلة ذات كرامة . ذات شهامة
عندنا القادة و العلما ، و عندنا كلشي بإختصار

علاش ما نتجمعوش بعد الوبا ،
و نبنو لنا بيت جنب الغابة ، و نغيّرو مسار
شي بالكرَّاط شي بشطابة ،
نزرعو لثمار نجنيو الصابة ، بعلم و ابتكار
قولو يا رب و نشرعو دابا ،
نفتحو العيون وسط ضبابة ، و ناخدو قرار
دعوة يبداوها الأدبا ،
زجل و فصيح و نثر كتابة ، رسايل ف شعار

يزيد علوي اسماعيلي

بقلم : علي الزاهر / المغرب

حنين الغياب

ها من غبش الأوقات
تهاوى الحلم ،
فلا تترك أشجانك
جنب الوادي ،
إذا ما ودعتك عراجين
النخل العطشى
و لا ترحل وحيد خطاك
ها من قيظ الآه ،
ينسل العمر سريعا
على حافة الصمت ،
تغدو المسافة في غلس الأمنيات
تواريخ الخطو ، بين غمائم
من وجع الانتظار …
ها من وهج الذكرى
تسقط الآهات ،
فلا تسأل الظل
على شفة الصمت ،
عد سيدا لانكساراتك الحبلى ،
حتى يستقيم صداك ،
هناك على صبوات غيابك ،
و امنح لما عاد فيك حضورا ،
لذاكرة تشتهي قمرا
خلف نافذة العمر ،
حتى تستبين سبيلكْ
ها من وجعي ، تستضيء الحروف
فلا تترك الهمسات تعيد
إليك حفيف الريح ،
وحدك هذا القصيد ،
على مسمع النخل ،
تلقيه زغاريد قافية
حبلى بحنين الغياب ….

علي الزاهر تنجداد المغرب

بقلم : محمد الطايع / المغرب

  • أدب الأفكار وتجليه الواضح ، في نص ،
    قصة حقيرة : ممنوعة من النشر ، للكاتب الناقد :
    عبد الرحمن الصوفي ..

بقلم : محمد الطايع ..

من أعراف الأدب والفن واشكال التعبير الإنساني ، أن مهمة تجنيس المنجز الابداعي ، ظلت إحدى الاختيارات الشخصية التي يختص بها المبدع نفسه ، ( إن هو أراد ذلك : فلا تقليد ملزم بالضرورة ) ففي الكتابة الأدبية ، اتفق الكتاب والقراء والنقاد ، أن الكاتب هو من يعين نوع وجنس النص الذي قام بكتابته ، فيخبرنا قبل أو بعد العنوان ، عن ماهي النص الابداعي الذي يقدمه الينا على أنه قصة أم رواية أم مسرحية أم شعرا أم خاطرة .. ثم يبقى الحكم بعد ذلك للدارس والمتلقي عموما ..

ثم يحضر سؤال الجودة ، حسب المعايير والشروط المطلوب توفرها في نص الابداع ، ومدى توافق ماذهب اليه الكاتب مع تلك الشروط والقواعد التي وان اختُلف في بعض صفاتها وادوات اشتغالها ، كان الاتفاق بشأن السمات الأساسية أمرا لاجدال فيه ، كما هو الشأن في اختلاف الأدباء وقراؤهم حول ( قصيدة النثر ) ، كما أن الحكم الذي يصدره المبدع حول عمله الأدبي ليس نهائيا ، فقد يرى الأديب مثلا ، أنه قد كتب نصا قصصيا بينما يرى عامة المتذوقون أنه إلى السيناريو السينمائي اقرب ، بيد انه تجدر الاشارة الى أن عملية التجنيس والتصنيف هذه ليست اعتباطية ، وذاك ان المعايير التي تتحكم بها ، تحتاج دراية واطلاعا مهما على ما تراكم في هذا المجال من نصوص ابداعية ونقدية على حد سواء ..

ونحن نقرأ نص ( قصة حقيرة : ممنوعة من النشر )
للكاتب والناقد عبد الرحمن الصوفي ، لابد ان نطرح سؤالا في بداية القراءة ، حول المعنى والغاية المراد وصولها من بعدما قام الكاتب بوصف قصته بالقصة الحقيرة ، من الطبيعي أن نسأل ، هل يعقل هذا ؟ إذا كان الكاتب نفسه قد أصدر حكما على قصته بأنها حقيرة ، فما الغاية التي يمكن لنا تحقيقها من بعد ذلك ؟ فأي وأد هذا لفعل القراءة منذ العنوان ، وأي اختلاف مع الذوق السليم ؟

حسنا لابد أن نسلم بداية أن هذا التقديم الغريب للنص هو نوع من التفخيخ الذكي ، والتشويق الذي يعمل على استدراج القارىء الى متن النص ، لان الفضول الادبي لابد ان يدفع القراء على اختلاف اشكالهم للاقبال على النص ، لانه في عالم السرد وعالم الخبر ، يمتلك القبح مثل الذي يمتلك الجمال من قدرة على شد انتباه القراء ، بل إن وقع الحوادث الغريبة والقاسية والعنيفة والمستهجنة أكثر إثارة لنزعة المعرفة منها مقارنة بالأخبار المعتادة او الجميلة والتي قد يصنفها البعض بالايجابية ، بينما يرى كثيرون أن احاديث الزهور ليست سوى تسلية استهلاكية و مخادعة ..

وهنا اعود إلى مسألة التفخيخ ، فأقول من ينتبه جيدا ، للعنوان ، يدرك أن الكاتب عبد الرحمن الصوفي لم يصنف النص الابداعي أصلا ، أولا لأنه من غير الوارد أو المقبول أن تكون هناك من بين الفنون السردية الابداعية ، قصص قصيرة وروايات وقصص حقيرة أيضا ، ثانيا ، سنفهم من خلال مراجعة خفيفة كنوع من التدبر الواعي للجملة ، فنعلم أنها تعود بالوصف على مضمون القصة التي بين أيدينا وليس على نوعها الفني ، فلا علاقة لهذا العنوان بجودة النص ولا التقنيات المتبعة في كتابته ، وذاك أن الاستاذ عبد الرحمن الصوفي ليس أول اديب ، قدم للقراء نصا دون ان يجنسه ، اذ نقرأ المآت من النصوص الابداعية يوميا والتي تدخل في اطار الشعر ، دون ان يخبرنا الشاعر أنها قصيدة ، او ان نصادف قصة غير مسبوقة بإشارة من الكاتب على أنها قصة .. هنا ينبغي الانتباه ، الى أن النص الذي بين أيدينا ، في حاجة لقراءة كاملة واعية ثم يأت من بعد الانتهاء منها والاطلاع الكامل عليها دور التجنيس وتحديد النوعية .. هذا ولا ننكر أن ورود كلمة قصة وحدها وبعدما نقوم بفصلها عن كلمة (حقيرة ) ، تنبه حواسنا وقدرتنا الإدراكية التفاعلية أننا أمام جنس القصة ، إلا انه لا يزال بالامكان أن نترك الأمر غير محسوما ، لأن القرآن الكريم تضمن قصص الأنبياء ( ابراهيم يوسف وموسى ) مع العلم أن القرآن الكريم ليس مجموعة قصصية ، بل هو كتاب تشريع في المقام الاول ، مثلما ضمت الملاحم المسرحية قصصا ، وكذلك فعلت الكثير من القصائد الشعرية ، التي حكت بلغة الشعر العديد من القصص ، ورغم ذلك ظلت تعرف بالقصائد .. وإنني شخصيا أرجأ ماقام به الأستاذ عبد الرحمن الصوفي ، إلى مدى اطلاعه وإلمامه بأنواعية الأدب وأجناسها وتقنياتها باعتباره ناقدا كبيرا ، وصاحب مؤلفات نقدية كثيرة مشهودة على المستوى المحلي والعربي ، إذ لا مكان للصدفة فيما يقوم به هذا المبدع ، فكل خطوة ينجزها تكون خاضعة لتقييم منه مسبق ، وتخطيط واع ومسؤول ، هذا مع إيمانه الشديد بأن الأدب هو من يلقن القارىء أدوات الاستقبال ، وليس العكس ..

حسنا بعد بلوغ نقطة نهاية إثر اطلاعنا على نص ( قصة حقيرة : ممنوعة من النشر ) ، سوف نكتشف و بيسر شديد ، أي القصة المشار اليها في عتبة النص والتي تم اخبارنا عنها ، بأنها قصة حقيرة : ممنوعة من النشر ، فنعلم قطعا أن القصة الحقيرة هي قصة الوزير الملقب ب( المنشار ) وأن الوقائع التي تضمنتها هي ما تجلعها ممنوعة من النشر ، حين تكون فعلا كاشفا لسراديب ومتاهات التآمر على المجتمع ، فالحديث هنا ، والاشارة لاتخص قصة الكاتب ، أولا لأن عبد الرحمن الصوفي لايمكن أن ينعت قصته بالحقيرة ، ثانيا القصة تم نشرها بالفعل ، ولولا انها نشرت لم تكن لتصل الى أيدينا أصلا ، وهكذا وبعدما نصل الى هذه المرحلة من الفهم في التعاطي مع النص ، نكون قد تأكدنا إلى أننا أمام قصتين ، وليست قصة واحدة ، الاولى هي قصة الكاتب عبد الرحمن الصوفي ، والتي لم يخبرنا عنها وعن نوعيتها بل ترك لنا نحن مهمة اكتشاف ذلك ، والقصة الثانية هي قصة الوزير ( المنشار ) والتي أخبرنا الكاتب عنها بانها قصة حقيرة ممنوعة من النشر ،
هكذا نتأكد بما لاشك فيه ، أننا نقرأ نصا تجريبيا خلاقا ، عرف منذ الوهلة الاولى كيف يستغل ذكاءنا كقراء ، ويدعونا للفصل بين النص ( الأم/ الحاضن ) باعتباره منجزا أدبيا له تقنياته اللغوية والفنية ، وبين النص الضمني والذي يحمل قصة سياسية رمزية اجتماعية تروم التلميح والاشارة الى بعض مظاهر الاستغلال ، والتآمر على الشعب من قبل بعض ساسته ..

لقد عمد للكاتب الناقد ، عبد الرحمن الصوفي على تقسيم النص الذي بين أيدينا ، الى ثلاثة أقسام ، نرصدها كالآتي :

1 – قبيل زمن الكورونا ( الربيع العربي ) ، والتي تتضمن تعريفا فنيا خاطفا معتمدا تقنية الرمز وجهة نظر الكاتب حول علاقة الوزير ، بالربيع العربي ، هنا تلزمني إشارة تقنية بسيطة ، أنني أنا ( محمد الطايع ) كل مايهمني هو رصد تقنيات الكتابة ، والأساليب الفنية المتبعة لدى الكاتب ، أما الأراء السياسية ، فإن لي وجهات نظر خاصة فلا اقول بما يخالف و لا ما يتفق مع الكاتب في هذه المسألة تحديدا ، وهذا راجع لمدى تنوع زوايا الرؤية والقراءة للواقع المعيش ، وهذا ليس تطرفا ولا حيادا ، انما هو رغبتي في اعلام القارىء بوجوب فصل رأيي الشخصي الذي أحتفظ به لنفسي في أمور عدة وأنا اناقش قضايا الأدب ، والتي لا اعتقد أنها مفصولة عن القضايا السياسية ، إنما لايجب أن يعتقد القراء أن سائر المهتمين ، بالأدب هم على نفس التوجه و الخط السياسي نفسه ، و حتى في ما يتعلق بالعقيدة و الدين ، فإنني شخصيا لا أرى مانعا من الحديث أدبيا عن كتاب وكاتبات ، اعلن صراحة انني أخالفهم الكثير من الرؤى والافكار المتعلقة بالفهم الديني ، كأن أتحدث عن كاتب حداثي يتبع إيديولوجية معينة ، حداثية علمانية أو حتى سلفية أو صوفية ، وهذا كله لايحول بيننا وبين فضيلة البحث عن القيم الجمالية والانسانية المشتركة التي تحملها الينا النصوص الابداعية ، وتحملنا مسؤولية تعاطي مفرداتها بكل وعي وجدية ومرونة .. لكن وقبل أن أنتقل إلى القسم الثاني ، أود الاشارة إلى أن صفة المنشار والتي أطلقها الكاتب عبد الرحمن الصوفي على الوزير ، وبما اتفق في الأدب الشعبي الشفاهي والأدب المقروء ، هي صفة الاستغلالي الذي لاينظر الى سير الأمور ، الا من منظور المصلحة الشخصية واسترداد الربح ، بعيدا عن أية اعتبارات انسانية أو وطنية ، مما يحيلنا مباشرة على رأي الكاتب الواضح حول قضية الربيع العربي ، وكيف يعتقد كاتبنا بفساد المسؤولين ، مع غياب قيمتي الاخلاص والنزاهة عن مخططاتهم السياسية التي لاتضع أمام اعينها اهمية خدمة الصالح العام ..

2 – زمن كورونا ( زمن الجائحة )

في هذه الفقرة ( العرض ) نلاحظ اعتماد الكاتب ، تقنية المونولوج والتداعي الحر للافكار ، في ما يشبه حركة مسرحية فوضوية مدروسة ومحبوكة تحت انظار مخرج متحكم ، المراد منها ترك انطباع لدى القارىء بتداخل المفاهيم و المناهج والتقارير والشهادات ، والاسماء ، التاريخية التي يجوز اسقاطها على اناس معاصرين ، أو تشبيه اناس معاصرين بآخرين من العصور السالفة ، فنجد اشارة للفيلسوف الفقيه ابن رشد ، الذي حارب وحُورب في ازمنة فتانة ، ونجد حي ابن يقضان الذي عاش وترعرع في الغابة ، ثم لايكتفي كاتبنا ببطل الرواية بل يقوم باستدعاء ابن طفيل شخصيا ، كاشارة ذكية منه الى علاقة فن القصة بالادب العربي القديم ، حيث شاع القول بان القصة القصيرة ضرب مستحدث من ضروب الادب و دخيل على الأدب العربي ، هذا لأن الكاتب عبد الرحمن الصوفي كما اشرت من قبل رجل لايترك كلماته للصدفة ، فكأنه هنا يذكر القارىء بمدى أحقية الكاتب العربي في إثبات حضور موروثه الفني والثقافي في الظاهرة الأدبية العربية بما يوافق رسالته ، إحالة على المصنفات الأدبية القديمة من رسالة ومقامة ومؤلفات ذهب كثيرون إلى أنها كانت مادة خصبة للكتاب الغربيين في انتاج نصوص ادبية مشابهة ..

ومن خلال قراءتنا لهذه الفقرة الثانية أقول مرة اخرى ، سوف يتضح وبجلاء رأي كاتبنا في الظاهرة الثقافية الكورونية التي اختلطت فيها المعايير ، وبات المشهد أشبه ، بصراع يومي مشهود مفاده ، من سوف يتمكن من إقصاء نده في المسرح السياسي ، وربح أكثر عدد من الاصوات ، المؤيدة ، دون أن نغفل أن الصورة خرجت علينا بغلبة واضحة للوزير المنشار مرة اخرى ، والذي عرف كيف يستغل ، عامل الخوف ، باعتماد خطة بني اسرائيل حين اعلنوا للنبي موسى عليه السلام ، رغبتهم في العدس والبصل / و السردين : اشارة اخرى مضافة الى ما تداولته الطبقات الفقيرة ، كوجبة رئيسية للمواطن المغربي ، مع ماتحمله الاشارة من زاوية اخرى ، من اشارات تحيلنا على السردين باعتباره ثروة بحرية طبيعية وطنية ..

3 – الفقرة الاخيرة والتي تضمنت التالي :

عفوا أصدقائي القراء ، توقفت عن مواصلة كتابة هذه القصة …لقد وصلني رسالة عاجلة ، يطلب مني مرسلها أن لا أحتفظ بها لنفسي ، بل مطلوب مني أن أمررها لغيري ، وإلا سأدخل جهنم !!!! بعد قليل ستجدونها في المواقع الخاصة بكم ..

سوف أعتمد هذه الفقرة .. لتبيان وجهة نظري الخاصة بتصنيف النص والذي أشرت إليه في جملة عنوان المقالة ، بأدب الأفكار ، حيث تستخدم الصيغة الفنية الحكائية لتوليد مجموعة من الدلالات ، التي تجعلك تكتشف في النهاية أنك في حضرة كاتب أديب مفكر ، أراد من خلال نص سردي قصصي تجريبي قصير ، ان يبلغ القارىء وجهة نظره في ما يخص المشهد السياسي تزامنا مع جائحة وباء الكورونا الذي هيمن على العالم بأسره ، بينما لن يختلف قارءان أن الكاتب استغنى عن الكثير من أساسيات أركان فن القص الكلاسيكي ، لنقول باختصار ، هناك شخصية رئيسية لكنها سلبية – شخصية الوزير – هناك عقدة لكنها دائرية مادام الواقع مليئا بالمستجدات ، هناك تصاعد درامي لكنه يتسم بالديناميكية ذات بصمة غير ثابتة كأنها بصمة الدماغ نفسه ، فهي متقلبة صعودا ونزولا بما يوافق ايقاع تموجات المد والجزر الثقافي العام الذي حاول الكاتب رصده من خلال توزيع انتقائي للاصوات المتعاقبة على منبر الحكي ، ( ولد بوشعيب ، و الغالية بنت يطو ) وهذه نماذج من النص تعتبر إحالة على أصحاب الفكر المسترزق بالقضايا والذي بات يطفو على الواجهة من خلال الوسائط التواصلية المتاحة ، وبهذا كان النص عموما مشروعا نقديا مجتمعيا سياسيا لظاهرة الإدلاء بالرأي العبثية والمريضة ومدى اسهامها في بلورة وعي عام من النادر أن يكون في خدمة المصير الأمين المشترك ، حيث أبان الكاتب عن احترافية سردية خالية من المغالاة العاطفية ، والاطناب والتطريز اللغوي ، والتشريح والرومانس ، حتى بدا كأن النص روبورتاج مباشر ، بلغة الرمز وبارنوراما اجتماعية تحمل نفس نبرة الازدحام الفوضوي الصاخب الذي يعرفه المجتمع عموما ، وبالنسبة للحل أو القفلة ، يعتبر الجزء الأخير أو الفقرة الثالثة ، مفتاحا هاما لمزيد من الفهم الواجب تقديمه من طرف الكاتب لقارئه ، وفيه تتضح الصورة ويغدو الخطاب جليا ، فهو إشارة قطعية الى وجوب الصدع بالراي ، والاعلان عن وجهة النظر ، وتداولها ضد من يكرسون فكرة التعتيم ومنع نشر الحقائق والقصص التي تشير بكل شجاعة ومصداقية إلى مكمن الداء ..

هكذا قرأت من زاويتي الخاصة ، نص عبقرية الأستاذ الناقد عبد الرحمن الصوفي ، قصة حقيرة : والتي لم تعد ممنوعة من النشر بعدما قام الكاتب بتفجيرها من خلال نص متفرد في الصيغة والأسلوب .

تحياتي للجميع ..

محمد الطايع ، طنجة / 12 / أبريل / 2020

النص الاصلي ..

قصة حقيرة : ممنوعة من النشر

قبيل زمن الكورونا ( الربيع العربي ) :
دعا الوزير الملقب ب ” المنشار ” طبيبه الخاص لزيارته في قصره الشاطئي لأنه يعاني السمنة المفرطة …كتب له وصفة دواء جديدة …اغتنم الوزير الفرصة وسأل الطبيب : ” ماهي المواد الغذائية التي تقوي المناعة عند الفقراء ..!؟ ” ، رد عليه الطبيب ردا لا يحمل خلفية سياسية : ” العدس والبصل والسردين …” .

بمجرد مغادرة الطيبب القصر ، جميع الوزير خدام القصر والطباخين وأبناءه ، يخبرهم بأن طعامهم من اليوم فصاعدا ” العدس والبصل والسردين ” . طأطأ الكل رؤوسهم إلا أبناءه نظروا إليه باستغراب ، فنهرهم قائلا : ” أنتم لا تفهمون في السياسة والاقتصاد … ” …

جملة الوزير المنشار فهم منها الخدم والطباخون ظاهرها دون باطنها ، أكدت لهم يقينا أن الوزير أصبح فقيرا ، بل هو واحد منهم .

زمن كرونا ( زمن الجائحة ) :

اختلط العلم بالجهل ، والكذب بالصدق ، والجد بالهزل ، والدين بالسياسة ، والطمأنينة والرضى والخنوع بالخوف من الجوع الذي أخرج الناس مطالبين ب ” العدس والبصل والسردين ” …كانت أصوات الجماهير تخترق جدران القصر …انضم خدام الوزير و عمال مطبخه إلى الجمهور وشعارهم : ” الوزير مثلنا فقير ، يعيش على العدس والبصل والسردين ” … ردد الجمهور بصوت واحد ” يحيا المنشار …العدل مع المنشار …ارحلوا ارحلوا إلا المنشار… ” ، في هذه اللحظة جمع الوزير أبناءه : ” اسمعوا ما يقوله هؤلاء البلداء …ألم أقل لكم أنتم لا تفقهون في السياسة والاقتصاد …اصبروا أبنائي …بمجرد أن ينجح أول لقاح يحمينا من ” كوفيد” أو الكفن ، سنستقل أول طائرة نحو بلدنا الثاني فهو ” غفور رحيم ” … تفرقت المظاهرة إلى فرقتين يمين ويسار ، تفرق اليمين إلى ميمنات واليسار ميسرات .

بعد زمان الكورنا ( قولوا العام زين ! ) :

يحكي ( ولد بوشعيب ) عن هذا الزمان ، فيقول : ” أنه رأى في المنام حي بن يقضان ينادي في الناس قائلا :

  • ” سلام ! يا سلام ! وسلم تسليما …ضريح البرلمان ياسادة ، جمع أبرز المخططين والقادة … برعوا في كل ميادين القول والخطابة ..صوت عليهم شعب البارصا والريال والسهول والهضاب والغابة ..عجيبة هي مناصب الفخر والمهابة والحصانة وتقاعد بالزيادة …وجوههم متهللة إشراقة وابتسامة ..ابتسم لهم حظ رمز الخروف والهر والجحش والبقرة والدجاجة ….”

ردت على (ولد بوشعيب ) امرأة تسمى ( الغالية بنت يطو ) أمام جمهرة من الحاضرين ، وبحضور ابن رشد في السوق الاسبوعي ” أربعاء الغرب ” قائلة :

  • ” ياسلام ! …ياسلام ! وسلم تسليما …ضريح البرلمان يا سادة ، أحلى نومة فيه بلا غطاء أو وسادة …فيه اصناف مداخلات وكلام وإفادة … في كل مداخلة لحن سياسة و كمان وربابة ..أغلبية ومعارضة وفرق كالعادة …بعد سؤال فريق جواب من وزير بإلمام واستفاضة…يا سلام ! …”

وجاء رد آخر على ( ولد بوشعيب ) من ( بوشتة الحمدوشي ) وهما معا في حمام عمومي ، والشاهد ابن طفيل.. قال( بوشتة الحمدوشي ) :

  • ” ياسلام !…يا سلمى ! ….يامسلمين ! ضريح البرلمان يا سادة ، الحق واليقين …سيرجع الشمعة والحصير ورميد للعلاج من مرض دفين ..وعطايا للقرى سكر وعدس وسردين …وتيسرير لتدريس أبناء الفقراء حساب حل التمارين …ومعلم ترد الجبال زفراته حزنا وأنينا ..التعليم يحتاج لمزانية ترياق وكفن وقراءة سورة يس.. “

أما العيساوي الحلاق فكان له قول آخر أمام تشجيعات ابن عربي.

  • ” ..يا سلام ! ياسلام ! … ضريح البرلمان يا سادة… يا كرام … هبة رزق ونعمة ..لم يصلح العمل إذا كانت الأجسام في راحة ..أبعد الله عنكم الهم والغم وأوساخ الدنيا ولتعش الجيوب في استراحة …ارفعوا الأسعار فالفقر حبيب وليس نجاسة ..لكم الأرض والسماء والماء ، ومنا الطاعة والاستجابة ..لا تخافوا علينا من الغضب ، أجسادنا أخذت من رضاكم المناعة …اركبوا السيارات والطائرات والسفن لا دخل لنا بكم ولا حاجة …كل انتخابات سنقدم لكم الولاء ندعوا لكم بالسلامة ..لن يقبل البحر انتحارنا الجماعي ولا سوق النخاسة … ” .

عفوا أصدقائي القراء ، توقفت عن مواصلة كتابة هذه القصة …لقد وصلني رسالة عاجلة ، يطلب مني مرسلها أن لا أحتفظ بها لنفسي ، بل مطلوب مني أن أمررها لغيري ، وإلا سأدخل جهنم !!!! بعد قليل ستجدونها في المواقع الخاصة بكم 🤗🤗🤗🤗🤗🤗 عبدالرحمان الصوفي / المغرب

بقلم : محمد السعداني / المغرب

درس ضد الإلحاد…._

بيني وبين الموت
شهقة ،
أؤجلها حتى أغتسل ؛
وُضوءٌ أكبر ،
وُضوءٌ أصغر ،
و عقلي الجنب لا يتطهر…
يقولون أن الشعر والفلسفة صنوان
لكن الشعر أكثر بيانا …
ومن أجل ذلك ،
أبني بِطوبِ سقراط أبيات المتنبي
فهل يكون الدين فأسا هدامة…؟
وهل تصير الفكرة إِسْمَنْتاً مُسَلَّحاً
لا ينال منه شك ديكارت…؟
يااااه!!!
كم أحن إلى العدم يا نيتشه ،
فليس ثمة جدوى من هذا الوجود ،
وكل الكون منذور للفناء…
خذني يا نيتشه … خذني لحدود تلك النيرڤانا ،
فقد مللت التعثر بالأحجار والبشر.
وأنت يا داروين !!!
علمني كيف أقد قلبي من الصخر ،
لِأُرْضِيَ حَشْدَ الملأئكةِ الساقطين…؟؟؟
وعلمني كيف أُعريه من العواطف و الأمنيات ،
لأمحو من هيكلي النسبي ختم أصلي و أرتقي…؟؟؟

يُقَهْقِهُ آخري الملحد ،
يُجَفِّفُ الدين على صفيح الفكرة ،
يدخنه بشراهة ،
ينفث دخان الأديان والمعتقدات ،
ويهذي :
ضع تاريخ صلواتك منذ المهد
بحاوية النسيان ،
أنت لست ابن أمك وأبيك ،
أنت أكبر خطايا الله ،
واَلْمُبَشِّرُ الذي وعدك بالخبز ،
وجعلك تصلي الدهر جائعا ،
كل حنطته كانت سراب…
تأمل ميلادك وأنت تفكر في غدك
وأعد قراءة كتلتك المهملة
هل عرفت من تكون…؟؟؟
أنت لا شيء….
أليست الحياة عدا عكسيا…؟؟؟
أليست غنيمة يحوزها الأقوياء…؟؟؟
الضعفاء لا يحضون أبدا بفرصة لعناق الحقيقة
فالقلق المادي يعوق دوما خَطْوَ الخليقة.
عذرا يا فرويد…
سأعيد ترتيب فوضى الخواطر :
الجنس فضيلة
العقل حانة الأفكار الخارجة عن القانون
الروح ساحرة حكيمة
والجسد مختبر لبيدو…
ماذا عن الحب ؟
الحب ؟
أجل الحب …
الحب لغة لا لسان لها ،
ذَكَرٌ يُدْمِنُ ڤياݣرا الخنوع،
ليقيس ملوحة مهبل الثورة،
ويقذف بنطفه النرجسية
في أرحام قلوب تصوم عن التفكير،
تحرم أنعم الكلام،
وتؤدي فروض الطاعة للعشيرة…
العشيرة التي ما زالت تقدم القرابين للآلهة
وتحلف بروح اللات والمعنى
أن أبي من روح الله
وأمي من ضلعه الأعوج
وإخوتي أعدائي الشرعيين….
فإلى متى يتقاذفني حشيش الهذيان…؟؟؟
وفطرتي البيضاء تردعني،
وتهمس في أذن السماء :
لا إله إلا الله…. الشاعر محمد السعداني المغرب

بقلم : محمد كتامي

💖 التغيا ب 💖

آش هذ التغياب

لا قراية فالكتا ب

ولا زيارة لحباب

صابني زماني كذاب

مشى كلشي كيف الشمع ذاب

امشاو حتى الحبا ب

مشى حتى الكتاب

كيف لقريب ينسى القراب

كيف نبنيو بارك من الترياب

يا ك حنا فالدنيا بالمحبة يا لحباب

حلوا عينيكم شوفوا هاد الباب

بيضوا لونكم مالكم غراب

اش هاد التغياب اش هاد الذياب

عمرات الجياب

مضات النياب

كثر الشر كثر التخراب

لاحونا ما بقى صواب

يا ويل من تصاب

تلا ح مور سور المدينة وتسد عليه الباب

باب محجوب بلا حجا ب

والسر ما يعرفوه غير امالين الألباب

لي ما يعيشو تغياب

ما يسدو فوجه مخلوق باب

ما يتعطلوا فجوا ب

ما يحراشو د يما رطاب

ما يفقدو صواب

عارفين كلنا واقفين قدام الراحة و العذاب

عارفين كلشي مكتوب فالكتاب

تقراه الراسك واخا عمرك مدخلتى الكتاب.
قصيدة من ديوان غوانيات مجدوب
للزجال محمد كتامي المغرب
10/04/2020🇦🇱🌴💖🌺💦🌺💖🌴

بقلم : رشيد الأطرش / المغرب

….ظلي على الأرض ….

على الجبل..في ظل الشجر
عند غروب الشمس..من التعب أجلس
جسدي.. أحس ثقله عند قدمي
عيني تركُب العشواء..تبحر

يهدر النهر موجته الرغوية
رياح تغرق في نهايتها
بحيرة تتوسع ..مياهها ساكنة..
في الجزء العلوي من الجبل ..مَزْجر

قفز صوت انتشر في الهواء
الشفق لازال يلقي شعاع الماضي
يصعد .. يبيض حواف الأفق
أوقف المسافر..ودُق جرس الوفاء من الوجر

أتأمل الأرض و ظلي يتجول
شمس الحياة لا تسخن الموتى
من تل إلى تل..
من الجنوب إلى الشمال
من الفجر إلى المغرب
عيني تمشي.. لا تحمل جسدي
في كل نقاط الامتداد
يوجد مكان للسعادة ينتظرني!!
وديان..قصور..كهوف..
أنهار … صخور..غابات…
في كل هذا مكاني..
تقاليد جميلة
ماض جميل..

بداية شمس!..نهاية شمس!
في كل الفصول عيني لا تبالي
في سماء مظلمة ..جسدي لا يبالي
ماذا تهم الشمس؟
لا أنتظر الأيام
اتبع ظلي ..انا أمشي
ترى عيني الفراغ و الصحاري

هناك أجد الأمل ..
على عربة الفجر..موجة أمنياتي
أرض اختلطت بجسدي..ظلي
تسقط ورقة من الشجرة..تمزقها الرياح!
جسدي اختلط بأرضي
رشيد الأطرش…11/04/2018

بقلم : مليكة الجباري / المغرب

أفكك نشيد العزل في زمني
الضجيج عاصفة ذهول
الشعر يتسكع خجولا
عربد الصمت في عيوني
هنا معبد…. وصلاة غائبة
هنا ….سرادق احلام مؤجلة
هنا ….أنت …
إني اتوغل في نورك
بالله عليك …؟
لست حكاية شرد العشق أحداثها
ولا حقلا اسكن الفزاعات قلبه
إني الحلول فيك
في زمن الخرافة والخيمة بلا أوتاد
أكون حكاية الجدة
زينت ليل الصغار بأقراط الدهشة
أكون أسطورة من الشرق في قلب طنجة
فرك الشاعر قصائدها المهمومة
أتزمل بعشقي
ماعدت أنبت كشتلات صبار
مخالب ليلي جرفت لغو أكاذيب النهار
هنا …..أنت
وبياض منديل امي
أفكك نشيد العزل في زمني
احتجز سخريتي من الوقت المهزوم حولي
أمضي ماسحة طالعي
أخبرك ..!!!!
لا أحد ينتمي للشمس
لا أحد ينسج القدر
إني أمضي ….
أرمم جسد الحاضر المثخن بخطايا الطين
اتنمر على مساحة النزول
أملأ ثقوب الغضب
بالصبر موشوم
على مرآتي اشكلك ملاذا
ذاكرة أقحوان
قبائل مشاعر لا تجدد عهد المومياء
أمضي فيك …
معلنة حفلة النوارس
ابارك الشمس والبحر
وملامح وجهك الجنوبي
Malika Ejbari
مليكة الجباري

مقطوع من شجرة / بقلم : أحمد بندريس

مقطوع من شجَرة
بنى له مسكنا خلف أشجار التِّين الشَّوكيّ في حقل مهجور بظاهِرِ المدينة . سقفُه من قصب وسيقان النباتات، فوقها ألواح من المعدن والحجر، بينما تتدلى منه رزم بها ملابس وفواكه جافة ، و معها تتمايل أنسجة رقيقًة مهلهلة تصيد به العناكب طعامَها . وعلى الأرض حصير، وفراش محشو بحَلْفَاء اللِّحَافِ، وأوان فخارية، وقنديل بلون الفحم.
يدخل المدينة باكرا، يجوبها، متسولا، طُولاً وَعَرْضاً، ثم يركن ظهره إلى شجرة عتيقة، عند باب المستشفى الكبير.
صار معروفا لدى الممرضات وبعض الأطباء الظرفاء؛ يسمونه ، وسكان الحي، بالمجذوب، وبعضهم يعتبره وليا مولها.
يعود أدراجه، وقد أظلم اللَّيلُ . يسلم في طريقه على اِمْرَأَةٌ مَهْجُورَةٌ ، أشرفت على الخمسين، اعتادت أن لا تنام قبل أن يلقي سلامه عليها، ويلج مسكنه. هذا دأبه باستمرار.
ذات ليلة من ليالي مارس ، أصابته حمى منعته من النوم، حتى أنه لم يستطع القيام صباحا. بل قضى أسبوعا على الحال نفسه… ولما لم يبق في البيت ما يسد به الرمق، حمل جرابه، ومعه عصا الصبر، وراح يسعى حتى بلغ الشجرة المعلومة.
عندها ، أدركه رجال الشرطة ، ورموا به داخل المركبة، دون مقدمات ، ثم انهال
عليه أحدهم موبخا ، بصوت عال: هل جننت، يا هذا ، ألا تعرف أن الخروج من البيوت ممنوع ؟
نظر إليه الرجل باندهاش، وهمهم قائلا : ممنوع نهائيا ؟ ولماذا، يا ولدي؟
أحكم شرطي ثان وضع الكمامة على وجهه ، وقال بثقة زائدة في النفس: ثمة وباء ينخر الدنيا، وأنت لا تعلم ؟
قال الرجل ، وقد غمرته الدهشة ، ظاهرا وباطنا : ماذا ، ماذا ، يا سيدي ؟ هل تقصد الطاعون ؟ أقسم بالولي الصالح الكبير سيدي بابا ، أنني لا أعلم.
قال الشرطي نفسه : ها قد عرفت الآن ، وعليك أن تختار إما أن تعود إلى بيتك أو … ؟
فقاطعه الرجل ، دون أن يعرف بقية كلامه : أختار الثانية ، يا سيدي ، الثانية .

بقلم : أحمد صداق

أذْْكرُ مَاتذكُرُ الأقوامُ والأُمَمُ
مِلْءُ المدى زُبُرٌ حارتْ بها هِمَم

من سِفْرهَا صُحفٌ تقُصُّهَا عِبَرُُ
عنْ ندَمٍ وعسَى أن ينْفَع النّدمُ

مالي رغِبتُ في الهوى وعنْ مَضضٍ
منْ عَيِّهِ عِللُُ مرْدُوفُها سَقَم

ضاقَ الوُجودُ بِوَرْقاء فقلتُ لها
لاالوجْدُ أغنَى عن البعدِ ولا الألمُ

ناحتْ على الأيْكِ تبكي ومن شغفٍ
تشْكو لمنْ يَنْفِيه البُعْدُ والقدمُ

تأبَى صغارُ الوُرْق شدْوها حزَنا
كمَا تحِنُّ لها الأبْكَامُ والبُهُمُ

أمْسَتْ تنوحُ بقربي تشْتهِي بَرَداً
حيثُ المدى مِرْجَلٌ لا ماؤُهَا شَبِم

باتتْ على الغصْنِ تبكي وعنْ كثَبٍ
وبِتْتُ اشْكُو منْ في سَمْعِهِ صَمَم

ياجارة ما يبكي في الهوى حَيُّ
إلا وحَنَّ عليه الصّخرُ والصَّنـمُ

بقلمي

بقلم الأخت الفاضلة : سوار غازي

سأراك كورونا
بكامل النقصان حولي
أضع عطري وزينتي
أطل على قمري
أطل على الغائبين
من شرفة الحنين
أنا هنا..
واقفة رغما عنك
أهدهد غدي
أرتب أحلامي
أطل على الربيع
أزرع الأمل
في أقصيص الحجر
وأنتظر لأحيا
__✒سوار غازي

قصيدة / التراب المحترق / بقلم : محمد أيوب / المغرب

التراب المحترق
قصيدة
للشاعر المبدع محمد أيوب

سَألتْ جدائلُ شعرِها
تلك السؤالاتِ المعادةْ
هل فارسي العربيُّ في
وَضَح الضحى سرقوا جوادَهْ
وعلى رقابِ حروفِنا
تَهْوي السيوفُ بلا هَوادةْ
حتّى زهور قبورِنا
باتتْ تئنُّ من الإبادةْ
عانقتُ جُرحكَ سيّدي
فَشَمَمْت رائحةَ البلادةْ
وبسطتُ أهدابي التي
للجُرح قد صارت ضِمادةْ
لا حانةٌ تأسو جراحاتي
ولا كهفُ العبادةْ
إنّ اليهودَ على السجودِ
هناك قد وضعوا البيادةْ
تلك الخيانةُ بصمةٌ
ليست لها أبداً إعادةْ
يا حائطَ المبكى الذي
يبكى البعيدُ هنا بعادَهْ
ذُبح السلامُ بمهدهِ
اليوم أعلنتمْ حِدادَهْ
وأشادت الدنيا بمجلسِ أمنكمْ
نعم الإشادةْ
و”صلاحُ” يرقدُ في الثرى
وخُصومُه تخشى رقادَةْ
هانَ الحفيدُ فَماتَ حيَّاً
عندما ألغى جِهادَهْ
هل يقدر الأموات أن
يصفوا لنا شكل الولادة
هم يعشقون ترابنا
عشق البغايا للوسادة
لولا الحياءُ أقولُها
الليلُ ما أبهى سوادَهْ
غضي سوادَ ضفائرٍ
ذَبَحَ الغريبُ لها فؤادَهْ
قد جاء من أقصى البلادِ
يقيمُ في أرضي بلادَهْ
دعنى أسائلُ سيِّدي
أين انطوى زمنُ السيادةْ
مَنْ يُهْدِني شيئاً سأحرقهُ
وأهديهِ رمادَهْ
وسأقطع الكف التي
وضعت على صدري القلادة
يا أيّها النيلُ الذي
فوق الثرى سكبوا عِنادَهْ
ما بال كفِّ الموجِ قد
شُلّتْ فلم تَضغطْ زِنادَهْ
عجباً أموتُ شهيدةً
ولقاتلي أجرُ الشهادةْ

قصة قصيرة بقلم : عبدالرحمان الصوفي المغرب

قصة حقيرة : ممنوعة من النشر

قبيل زمن الكورونا ( الربيع العربي ) :
دعا الوزير الملقب ب ” المنشار ” طبيبه الخاص لزيارته في قصره الشاطئي لأنه يعاني السمنة المفرطة …كتب له وصفة دواء جديدة …اغتنم الوزير الفرصة وسأل الطبيب : ” ماهي المواد الغذائية التي تقوي المناعة عند الفقراء ..!؟ ” ، رد عليه الطبيب ردا لا يحمل خلفية سياسية : ” العدس والبصل والسردين …” .

بمجرد مغادرة الطيبب القصر ، جميع الوزير خدام القصر والطباخين وأبناءه ، يخبرهم بأن طعامهم من اليوم فصاعدا ” العدس والبصل والسردين ” . طأطأ الكل رؤوسهم إلا أبناءه نظروا إليه باستغراب ، فنهرهم قائلا : ” أنتم لا تفهمون في السياسة والاقتصاد … ” …

جملة الوزير المنشار فهم منها الخدم والطباخون ظاهرها دون باطنها ، أكدت لهم يقينا أن الوزير أصبح فقيرا ، بل هو واحد منهم .

زمن كرونا ( زمن الجائحة ) :

اختلط العلم بالجهل ، والكذب بالصدق ، والجد بالهزل ، والدين بالسياسة ، والطمأنينة والرضى والخنوع بالخوف من الجوع الذي أخرج الناس مطالبين ب ” العدس والبصل والسردين ” …كانت أصوات الجماهير تخترق جدران القصر …انضم خدام الوزير و عمال مطبخه إلى الجمهور وشعارهم : ” الوزير مثلنا فقير ، يعيش على العدس والبصل والسردين ” … ردد الجمهور بصوت واحد ” يحيا المنشار …العدل مع المنشار …ارحلوا ارحلوا إلا المنشار… ” ، في هذه اللحظة جمع الوزير أبناءه : ” اسمعوا ما يقوله هؤلاء البلداء …ألم أقل لكم أنتم لا تفقهون في السياسة والاقتصاد …اصبروا أبنائي …بمجرد أن ينجح أول لقاح يحمينا من ” كوفيد” أو الكفن ، سنستقل أول طائرة نحو بلدنا الثاني فهو ” غفور رحيم ” … تفرقت المظاهرة إلى فرقتين يمين ويسار ، تفرق اليمين إلى ميمنات واليسار ميسرات .

بعد زمان الكورنا ( قولوا العام زين ! ) :

يحكي ( ولد بوشعيب ) عن هذا الزمان ، فيقول : ” أنه رأى في المنام حي بن يقضان ينادي في الناس قائلا :

  • ” سلام ! يا سلام ! وسلم تسليما …ضريح البرلمان ياسادة ، جمع أبرز المخططين والقادة … برعوا في كل ميادين القول والخطابة ..صوت عليهم شعب البارصا والريال والسهول والهضاب والغابة ..عجيبة هي مناصب الفخر والمهابة والحصانة وتقاعد بالزيادة …وجوههم متهللة إشراقة وابتسامة ..ابتسم لهم حظ رمز الخروف والهر والجحش والبقرة والدجاجة ….”

ردت على (ولد بوشعيب ) امرأة تسمى ( الغالية بنت يطو ) أمام جمهرة من الحاضرين ، وبحضور ابن رشد في السوق الاسبوعي ” أربعاء الغرب ” قائلة :

  • ” ياسلام ! …ياسلام ! وسلم تسليما …ضريح البرلمان يا سادة ، أحلى نومة فيه بلا غطاء أو وسادة …فيه اصناف مداخلات وكلام وإفادة … في كل مداخلة لحن سياسة و كمان وربابة ..أغلبية ومعارضة وفرق كالعادة …بعد سؤال فريق جواب من وزير بإلمام واستفاضة…يا سلام ! …”

وجاء رد آخر على ( ولد بوشعيب ) من ( بوشتة الحمدوشي ) وهما معا في حمام عمومي ، والشاهد ابن طفيل.. قال( بوشتة الحمدوشي ) :

  • ” ياسلام !…يا سلمى ! ….يامسلمين ! ضريح البرلمان يا سادة ، الحق واليقين …سيرجع الشمعة والحصير ورميد للعلاج من مرض دفين ..وعطايا للقرى سكر وعدس وسردين …وتيسرير لتدريس أبناء الفقراء حساب حل التمارين …ومعلم ترد الجبال زفراته حزنا وأنينا ..التعليم يحتاج لمزانية ترياق وكفن وقراءة سورة يس.. “

أما العيساوي الحلاق فكان له قول آخر أمام تشجيعات ابن عربي.

  • ” ..يا سلام ! ياسلام ! … ضريح البرلمان يا سادة… يا كرام … هبة رزق ونعمة ..لم يصلح العمل إذا كانت الأجسام في راحة ..أبعد الله عنكم الهم والغم وأوساخ الدنيا ولتعش الجيوب في استراحة …ارفعوا الأسعار فالفقر حبيب وليس نجاسة ..لكم الأرض والسماء والماء ، ومنا الطاعة والاستجابة ..لا تخافوا علينا من الغضب ، أجسادنا أخذت من رضاكم المناعة …اركبوا السيارات والطائرات والسفن لا دخل لنا بكم ولا حاجة …كل انتخابات سنقدم لكم الولاء ندعوا لكم بالسلامة ..لن يقبل البحر انتحارنا الجماعي ولا سوق النخاسة … ” .

عفوا أصدقائي القراء ، توقفت عن مواصلة كتابة هذه القصة …لقد وصلني رسالة عاجلة ، يطلب مني مرسلها أن لا أحتفظ بها لنفسي ، بل مطلوب مني أن أمررها لغيري ، وإلا سأدخل جهنم !!!! بعد قليل ستجدونها في المواقع الخاصة بكم 🤗🤗🤗🤗🤗🤗 عبدالرحمان الصوفي / المغرب

بقلم : مجدالدين سعودي / المغرب

تلك النافذة

مجدالدين سعودي – المغرب

1

لا شيء يعجبني
الا ربيع الفراشات
وقصيدة حية
ودفء الهمسات
وبهاء روحي

وصوت دافئ

2

هي القصيدة
منبت الفيوضات
والوقت يحكي
زمن الاشراقات
قالت : لا شيء يعجبني
الا (موسم الهجرة الى دفء الكتابات)
واطلالة من نافذة مشتركة
وبحر التأملات
قلت : لا شيء يعجبني
الا أنت أيها القصيدة
تختالين حروفا متوهجة
شموسا دافئة…
وللطريق نفحات ،

وشطحات …

3

لا شيء يعجبني
الا الملكوت
والابحار الكلي في السماوات
فأخرج من النافذة
الى البدايات
أو النهايات
لأكتب ملحمة عشقي
أنا المتصوف الحقيقي
في المعاني
في الابتعاد
في القواميس
في الاتحاد

في الحروف ….

4

لا شيء يعجبني
الا اشتياقي لتلك النافذة
فأطل على الملكوت
وأناجي الرب
وأعانق قصيدتي بقوة،
بشبق،
بشوق،
برفق،
بعشق …
لأكون أنا التجليات

ونافذتي هي أم البدايات والنهايات …

مجدالدين سعودي – المغرب

بقلم : هشام حسنابي / المغرب

الاسلام السياسي

من مقومات الدولة الحديثة الديمقراطية و الديمقراطية هي العلمانية و العلمانية هي حياد الدولة تجاه المواطنين مما يحقق مبدأ المواطنة، فلا تقوم الدولة بمعاملة مواطنيها و الكيل بمكيالين على أساس الدين أو المذهب او القومية أو العرق أو اللون أو الرأي أو الجنس

الحقيقة أن الإسلام السياسي هو أول من نعى مفهوم الدولة الحديثة فأبو أعلى الموجودي اعتبر أن شكل الدولة الحديثة يعتبر نتاج مسموم للحضارة الغربية و أن الدولة الوطنية هي فكرة سقيمة أفسدت دار الإسلام وأن فكرة الدولة القومية فكرة غريبة على الإسلام لأنها تقسم البشرية على أساس مجموعات عرقية و إثنية بينما يدعوا أبوا أعلى الموجودي إلى رابطة عالمية توحد الأمة و إن إختلفت أعراقها وأجناسها بمعنى الإسلام هو الحل

أوربا حاليا دفنت كل صراعاتها القومية و بدأت التخطيط لبناء الحاضر و المستقبل على أساس المصالح و اللغة المشتركة وبدأت نقاش فكرة الإتحاد الأوروبي منذ خمسينات القرن الماضي ودفنت كل صراعاتها الحدودية و نزاعاتها الطائفية والتوسعية،فرنسا لم تعد تزهو و تفتخر بأمجاد نابوليون و سار التاريخ مجرد تارخ ليس له وقع على الواقع،و ألمانيا لم تعد تطالب بعودة الإمبراطورية الرومانية المقدسة بل كل ما يهمها هو مستقبل الفرد الألماني،واليونان على بساطتها مقارنة بجاراتها الأوربية عرفت حجمها فلا الأحزاب و لا الحكومة ولا الشعب اليوناني طالب بإعادة أمجاد الإغريق الذين هم أصحاب فضل على البشرية أكملها كل ما يهمهم هو العيش برفاه.. و إيطاليا كذلك لم تطالب بعودة روما التي بسطت هيمنتها على كل دول الحوض الأبيض المتوسط فأوربا حاربت فاشية موسوليني و نازية هتلر و شمولية الإتحاد السوفيتي طوت صفحتها و بحثت عن صيغ تعاون مشترك و ألغت الحدود بينها.. حتى الهند و الصين الأكثر تضررا من الإستعمار البريطاني طوتا تلك الصفحة المظلمة و بدأتا علاقة تعاون مشترك مع بريطانيا و اليابان لم تبقى تولول إلى حد الآن على هيروشيما و تطالب بالثأر بل على العكس احتلت اليابان المرتبة الأولى تكنولوجيا و لها علاقات متميزة مع العالم، الأهم بالنسبة لهم هو رفاهية مواطنيهم..

بالمقابل كان هناك ظهور الإسلام السياسي الذي كان نتاج فشل طروحات القومية في العالم العربي بالتحديد الناصرية و البعثية التي التهمت الدول بالكامل دون تحقيق أي وعود و هو ما فاقم الزعم عند الإسلام السياسي بأن الحل الديني هو الحل وله المقدرة على تغيير واقع المسلمين و نعلم أن الشكل المرفق الطبيعي للعقل الديني هو التعصب،بمعنى ستحل السياسة محل الدين أو ستمتزج السياسة مع الدين، أي ستستعير السياسة نفس الخصائص الروحية و النفسية من الدين لتتحول السياسة إلى دين معلمن،كما في الدين سيصبح البشر عبيد لأفكار و رؤى من الماضي البعيد و عبيدا للقادة الروحيين السياسيين بالتالي لا نحتاج إلى تجارب شعوب الحضارات الأخرى و الدول المتقدمة مثل أوربا و أمريكا و تأسيس دولة دينية تقوم على روح الإيمان بينما الدولة الحديثة تقوم على مبدأ روح المواطنة

هذا الإسلام السياسي الذي يتغدى على فكرة الفردوس المستعاد بمعنى النظر الى الماضي و إعادة إنتاجه و من سوء حظ الشعوب العربية و الإسلامية أن عليها سداد فواتير تاريخية قديمة و لا زلنا نعيش حالة ثأرات قديمة بدماء جديدة فكل الحروب الطائفية و الدينية هي عبارة عن آثار مرئية لمتغيرات لامرئية تصيب عواطف و عقول البشر من المؤمنين بالتحديد

فالطغاة الحقيقيون ليسوا هم الطغاة المستبدين بل هم أشباح الماضي أبطال التاريخ الموتى الذين يتحكمون بنا ،الحقيقة إنها أول جماعة تنادي بالإسلام السياسي هم جماعة الإخوان المسلمين بعد سقوط الدولة العثمانية سنة 1924 لتتكون بعد أربع سنوات جماعة الإخوان المسلمين،و تقدم نفسها بديلا للحكم على أنها تمثل الإسلام و بالتالي أي حزب سيعارضها فهو معارض للإسلام و بالتالي لن تقبل فكرة تداول السلطة لأن خروجها من السلطة هو بمثابة محاربتها و منعها من إقامة الدولة الإسلامية

مؤسس هذا التنظيم هو حسن البنا، يريد استرجاع المستعرات التي كانت خاضعة للدولة الإسلامية آنذاك،و حتى استعادة الأندلس كما سماه هو الفردوس المفقود، مفهوم الجهاد عند حسن البنا كان أساس مشروع إقامة الدولة الإسلامية أي نشر الإسلام بالعنف و القتل لهذا كان شعار الجماعة قرآن و سيف، وهو ما ترك ضحايا و قتلى بين أتباع الجماعة و الأنظمة الحاكمة على طيلة 90 عام، يقول حسن البنا إنه في حالة عدم الإستجابة إلى مطالب الجماعة سيتم إستخدام القوة إذا ما لزم الأمر بمعنى استخدام الدين للوصول إلى السلطة و استخدام السلطة لفرض الدين،وهذا الأمر سيتجسد في أجنحة الجماعة و مانفذته من تفجيرات وتخريب و اغتيالات،طبعا مجمل الحركات الإرهابية من قاعدة و حركات إسلامية و أحزاب شيعية إنحدت من معطف الإخوان المسلمين تحديدا السيد قطب، هنا سيخلق عندنا مفهوم الثيوديمقراطية و هو الديمقراطية الدينية على سبيل المثال نظام الحكم في إيران من جهة يعتمد على الإنتخابات كآلية لإنتخاب نواب الأمة و انتخاب رئاسة الجمهورية و من جهة ثانية ولاية الفقيه التي تعتبر فوق السلطة والدستور ، و بإمكانه في أي لحظة عزل رئيس الجمهورية وحل البرلمان،و في العراق هناك انتخابات لكن المرجعية الأخيرة هي سلطة النجف و بالتالي نحن أمام دولة دينية لا تقبل فكرة تداول السلطة

فما هي أسباب وصول الاسلام السياسي؟

السبب هو أن الحريات مقموعة في العالم العربي بواسطة هذه الأنظمة و بالتالي نستنتج أنها في حالة شيخوخة،و غياب الحريات هو أحد أعراض الإنحطاط ولم تنجو منها أي حضارة حتى الآن و بالتالي مجيء الإسلام السياسي دليل على أننا نعيش مرحلة إنحطاط،وحقيقة هذه الجماهير الدينية و الجماعات الإسلامية عبارة عن قطعان تخضع لسلطة قائد روحي بتفويض من السماء، فدور القادة الروحيين يكمن في بث الإيمان الديني و السياسي و الإجتماعي داخل تلك القطعان ليحاربوا بها طواحين الهواء و يزجون تلك القطعان في حروب بإسم الله لا جدوى منها، وكأنهم موكلين عن الله،مستغلين سلاح الإيمان الذي يعادل قنبلة نووية،هذا هو واقع العالم العربي والإسلامي،فالسؤال كيف يمكننا الإنتقال الى مجتمع حداثي علماني؟

الواقع أن بوادر التقدم تأتي من داخل المجتمع نفسه أي من داخل العلاقات التاريخية للعالم الإسلامي نفسه فلا يمكن تنزيل حداثة و علمانية لمفهوم غربي لأنه قد يترتب على ذلك سوء الفهم،فعندما صدر جورج بوش مفهوم حداثة إلى العراق لم يراعي البنى السياسية و الإجتماعية المترسخة في المجتمع العراقي وهو ما حول العراق إلى ركام و حطام دولة،فأصبح الآن دولة ديمقراطية دينية طائفية عشائرية ليس لها مثيل حتى دول العصور الوسطى، حيث تم لي الديمقراطية حتى أصبحت ثيوديمقراطية تجرى فيها انتخابات صورية الفائز فيها معروف منذ البداية،ليس لأنهم يقدمون برامج إنتخابية بل لأنهم يمثلون طائفة معينة أو عشيرة، فكل التيارات الإسلامية تحاول مطابقة الواقع مع الكتاب و السنة و ليس مطابقة الكتاب و السنة للواقع ولأن هذه التيارات حزبية دينية فالاجتهادات الفقهية تصب لصالح هذه التيارات وليس للوطن و بالتالي على المنتمين لها السمع و الطاعة حيث تحل الهلوسات مكان الواقع وحتى لوكان هؤلاء المنتمين علماء ذرة سوف يندمجون بصفات القطيع لأن ملكة الملاحظة و الروح النقدية لديهم سوف تظمحل و تتبخر،فقط السمع و الطاعة!! بما أن عواطف القطيع تكون بسيطة فإن أي فكرة تطرح من القائد الروحي تقبل بسهولة و دفعة واحدة و تعتبر حقائق مطلقة والحقيقة أنها ليست إلا اباطيل و اكاذيب مطلقة،هذه البساطة التي تحميهم من عذاب الشكوك التي تؤدي بهم مباشرة نحو التطرف بإمكانهم لباس أحزمة ناسفة و ذبح قرية بأكملها بدون أن يرمش لهم جفن ومن أهم خصائص الإنخراط بينهم هو تلاشي الشخصية الواعية و هيمنة الشخصية اللاواعية بسبب التحريض و العدوى ثم تتحول هذه الافكار إلى ممارسات و يصبح هذا الإنسان منوم مغناطيسيا

الحقائق ليست مطلقة ولا أبدية لها لحظة ولادة و ازدهار تم ذبول و شيخوخة تم موت، فالأفكار الدينية أصبحت مهجورة من الكثيرين بسبب ثخمتها وعدم ملائمتها للواقع المعيش و تعارض أحكامها مع الطبيعة البشرية و هذا التطور السريع في العلوم و التكنولوجيا و تقنيات الإتصال قد يزيح الايديولوجيات تدريجيا نحو عالم موحد ما بعد الديمقراطية شعاره العيش الكريم .

هشام حسنابي

بقلم : محمد السعداني / المغرب

_ دَرْسٌ في اَلتَّشْريحِ ….___

في المشرحة،
يمسك لساني مشرط اللغة.
هذه اليد ليست مني،
وكفي ذات الأصابع السبعة ؛
مجزرة…
إبهامي حاكم ديكتاتوري،
يحفر الخنادق خلسة،
ليغتال سبابتي بالصلاة…
السبابة أمير شيزوفريني،
نصفه الأعلى ملاك،
ونصفه السفلي شيطان
يدمن نبيذ النفط،
ويرقص عاريا في موسم الذبح،
ليشتري بجزية الحج
خنجرا لإخوته الحمقى…
الوسطى مملكة دون سن الحرب ،
بالكاد تتهجى قرع الطبول،
وتتعلم الهز ببورديل الدرجة الممتازة…
خنصري فتاة قاصر ،
تدمن قصص الحب الرخيصة،
تخيط أثواب زفافها،
وتنتظر الحب على شرفة الأمل…
بنصري جاسوس في فرقة المدفعية ،
يوغر صدور إخوته،
يشعل فتيل الحرب ،
ويمول بسخاء عتاد الخصام…
الإصبع السادسة :
أنا وأنت …
دمنا الذي يشرب دمنا ،
وبعضنا الذي ينهش بعضنا ،
وكلنا الذي يبيع كلنا ،
في سوق الخيانة والانتقام…
الإصبع السابعة ،
تحمل كل الأسماء ،
ولا اسم لها ،
تحكمنا…
تجمعنا…
تفرقنا…
تقتلنا …
تحيبنا…
تتلاعب بنا كحفنة أقزام…

في المشرحة ،
أتعلم زرع القلوب الميتة لأعيش ،
أعيد تركيب كيمياء الروح،
أسكب المحاليل الكاشفة
على سائلي المنوي…
أنا من سلالة أصيلة،
فمن غير جينات رجولتي ؟؟؟
وكيف صرت مخصي الفعل، فحل الكلام؟؟؟
أدخل عينة تاريخي في أفران التعقيم
فتتفحم الحقيقة !!!
أعيد الكرة فينفجر موقد الاختبار…
ولأن حجم الصدمة كبير،
أتوب عن التجريب…

في المشرحة ،
أجرب عقاقير الزهايمر؛
أسكب دمي بزجاجة،
وأضعه على جناح موجة…
الموجة سمكة فقدت زعنفتها ،
وباعت رقاب الثوار لبوصايدن…
أحقن ملوحة البحر في شريان ذاكرتي
لأبيد ديدان الخرافات العفنة،
أقشر عاطفتي لتصير لزجة
وهي تتملص من قبضة الحب،
أتناسل مع روحي
لأترك عند كل موت وريثا يخلدني ،
أدارس “السكوفيلد” خطط الهروب
كي أكون خفيفا
وأنا أعبر حدود الجسد…

في المشرحة ،
أجمع أشلاء بشريتي الضائعة،
أبحث عن مصل لإنسانيتنا المتوحشة
وأزرع شك ديكارت بالأفواه الفارغة…
هيهات…
فهذه السكاكين بكفي تخرق رقبتي،
يدي ما كانت يوما مني ،
و أصابعي سيظلون دائما وأبدا
إخوة أعداء… الشاعر محمد السعداني/ المغرب

بقلم : يزيد العلوي الإسماعيلي

قالوا :
الكلمة رسمة و القلم على حروفها يتراقص
غير زيد زوّق لوانها ، أولا سير دير بناقص

و قالوا :
الزجل فن و سيد الفنون ليه قواعد و متون
تقنوه اهل الملحون،و زرعو لرسامو قانون ★★★★★

يـامـا من قصيد قْرِيت ، لا يفادة لا غُنّة
و من كثرة عيوب النص ، غِير ما زاد تدنّى

يا من حط قلم ف يدو و كتب دون ما يتسنى
افكار تطيب او قياس ، و على مداد تجنّى

دار صورة جنب العنوان ، و لقب به تكنّى
لقب صنعو من نفسو ، حلمو و به تعنّى

و يلا تنصحو يتمرد ، من دون مـا يتأنّى
يجاوب بْجْواب الحنّاية ، العيب ديما ف الحنة

لِيس الكتابة فرض عليك ، او لا هي سنّة
مــا تدخّل مومن للنار ، و لا كـــافر للجنة

تعلّم من كلام شياخ مَن نظمو بالمعنى
كتوب كتبوها بمشاعر ، و مـا داروها مهنة

كلام زين فيه معاني و قياسهم حــامل رنّة
كل ما جُلْتي بين قْسام ، تزيد ف نشادو بنّة

يزيد علوي اسماعيلي 09042020

بقلم : علي الزاهر / المغرب

يا عاشقا في دجنةٍ ، أشواقه ،
جمر جرى صمتا إلى خلواته
هي ذي الدنى بشرارة من بوحها
تأتيك ساعة شهقة بحنينها
ذكرى الألى ذهبوا إلى جهد الخطى
ممدودة كصبابة من ثورة أنفاسه
تجلت في همساته ، أشجانه
حتى غدا في العالمين عِبرة
تجلو الأسى للعاشقين لهم سنا أرجائه
لما سرى بالهمس في صلواته
جرت بما في القلب عشقا دمعةٌ
تركت مدى كلماته شعرا به
نطقت صدى الأمصار في صبواته
و في الحشا غيم سرت برحابها دمعاته
ممشوقة تدنو إلى صمت المدى في عشقه
و الحزن موقده لظى العشاق من لهفاته
تأتي إليه من صدى خطواته
بالعشق قد رسمت وميض صلاته …
هذي القصائد من صداك غمامة
من غيثها أملا يوافينا بشائر لحظةٍ
تسلو بها الأنفاس في غمر الهوى من خطوه
و مدارج شهقة تتلو مواويل الصبا
دمعاتها بالصمت تمضي في المدى
سحرا تباغثنا على عجل صدى همساته …
حتى بنى من لفظه المعنى قصيدة
بمجازها تعلو السهى في حضرة ، دعواته
و الحرف من وهج المعاني يعتلي آفاقه
حتى ارتمت في سطوة آماله
للبوح تبغي سدرة الأتقياء من سبحاته
و الروح في صبواتها ترجو الفدا
تغدو على شغف إلى عليائها
صمتا تعيد صلاتها
ترجو الذي بسط الثرى برحمة في أفقه
فالكل في مسعاه يصبو رغبة
نيل الذي في سره
تجلو الغياهب من سنا أنواره …

علي الزاهر تنجداد المغرب

بقلم : عبدالرحمان الصوفي / المغرب

ق . ق . ج . — درهم ينتقم للملايين !!!! ——
مثل كائن فضائي بمجرد أن تطأ قدماه بقعة تتحول إلى عمارات مثل تلك التي يبنيها الأطفال على شاطئ البحر صيفا من الرمال . الغنى الناعم يحتاج إلى لحية وقاموس مجاز واستعارة وسجادة ، الغنى الفاحش يحتاج دهاء السياسيين وعصمة من يشرع القوانين …على صهوة صحنه الطائر يحمل لافتة مكتوب عليها : ” الحياة والسعادة – لي وحدي – والماء والسماء والهواء ، أما الأرض فأنتم حمولتها الزائدة …سنتخلص منكم بعد حين … ” … الزمن قلاب وبدال كلقب ساقية البار ، لها سبعة أوجه ومائة قناع … تجبر وتكبر فرعون القرن الواحد والعشرين ، غره زبد الملايين والملايير ، وقتله درهم أبيض ملوث في يومه الأسود زمن ” كورونا ” المنتقم العادل الأمين .
بقلم : عبدالرحمان الوفي

بقلم : محمد السعداني / المغرب

شُبْــهَـةُ اَلْكَــلامِ….__

تصرخ القصيدة :
من شق صدر المعنى،
ليقضم خلسة تفاح المجاز…؟
من خرق حَرَمْلِكَ الموسيقى،
ليصير مَقامُ الرست حجازا…؟؟؟
ومن تلاعب بأقراط الإستعارة،
حتى تسير عاريةً في نومها،
لتوقظ سُباتَ المشاعر بهذا المفاز…؟؟؟

تَتَجَشّأُ أصابعي خمرة الكلام:
أنا من فك زِرَّ غوايتها،
أنا من روادها عن سِرِّ حكايتها،
لكني بريء من دَمِ كنايتها…
أعترف أن عمري أَلْفاً ،
وما زلت أرضع الشعر
ولا أقوى على الفطام…
وأعترف أني جنين
برحم قافيتها،
فهل يُلامُ جَنينٌ على شقاوته،
حين يَرْفُسُ حَبْلَ الغرام…؟؟؟

هو ذا سرير بوحك الفوضوي بلا نظام…
نُطَفُ الحبر التي ترسم على الشراشف
شُبْهَةَ الحرام…
رسائلك هنا وهناك ،
تتغزّل بِخَصْرِ فِتْنَتِها ،
وتهيمُ حباً في القَوام…
فإلى متى تُنكر ،
وتداري تورُّطك بِسِرْبٍ من غمام…؟؟؟

ربما … ربما…
فسكرةُ الفكرةِ تغشاني
ويصير صحوي مناما…
وكلما راودني جني الشعر
خبأت رجولتي في حضنها
وصحت زمليني
وغبت…

إدمان إذن هو ما تقول ؟؟؟

وحي هو ما أقول…

حين تخلص روحك من جسدك ،
لتعيش حلمك حرا
بلا قيود،
فأنت نبي…

حين تفرغ شهواتك الناعقة،
وتغوص ملء لذتك،
في حضن قصيدة ،
فأنت نبي…

حين تدير ظهرك للعشيرة
كي تعيش الحياة جهرة،
دون أقنعة ،
فأنت نبي…

وحين تسرد بالعراء بكل فصاحة
قصة مسراك إلى جنة النساء،
وتعود سالما،
فأنت نبي…

إنك تهدذي بدين جديد ،
فمن سيصدقك…؟؟؟

يا سيدي …
صوت الشعر سماوي،
وكلما تحدث شاعر
أنجب رحم الكلام مَسيحاً آخر…
يبرئ القلوب من قسوتها
ويصدع بصوت الحق :
قصيدة صادقة تكفي
ليصير العالم بأسره على دين الحب….. الشاعر محمد السعداني/ المغرب

الحقيقة الغائبة

عندما سأل المحقق قاتل المهندس والكاتب و المفكر الكبير فرج فودة لماذا قتلته؛ فأجاب إنه كافر فقال له المحقق من أي كتاب له استنتجت أنه كافر ؟ فقال أنا لا أقرأ و لا أكتب لكن صدرت عن علماء الدين فتاوى بإهدار دمه فقتلته.

قتل أحد أعمدة الفكر العقلاني يكشف لنا الوجه الحقيقي لتيار الجهل المتغلغل في مجتمعاتنا العربية،في الواقع عدونا الحقيقي ليس الجهل في ذاته و أنما هو التجهيل الممنهج و ترسيخ حقيقة مزورة وتثبيت فكر أحادي في الأذهان من أجل التنشأة ، يغدو مع الوقت حقيقة مطلقة و مسلمة من غير المسموح المساس بها أو التفكير في نقدها..
هذا التجهيل هو الذي تصدى له فرج فودة بكل ما أوتي من عزم و قوة و دفع دمه و حياته ثمنا لهذا الإصلاح و التنوير في مرحلة حرجة جدا في تاريخ مصر و تاريخ عالمنا العربي الحديث ،
عندما يكون القاتل جاهلا و أميا و المقتول مفكرا و كاتبا فلا داعي للسؤال عن أسباب تخلفنا و تربعنا في آخر سلم الأمم الحية تحت الشمس !! هذه الشخصية الإستثنائية اصطدمت بتيار الإسلام السياسي سواء من الإخوان المسلمين أو بعض الجماعات الإسلامية الأصولية التكفيرية المتشددة الأخرى التى زاد نشاطها في فترة الثمانينات في مصر و العالم العربي لأسباب كثيرة يضيق الوقت لذكرها الآن، هذه الجماعات رفعت شعار« الإسلام هو الحل و لا حكم الا تحت تطبيق الشريعة و عودة الخلافة و نادت بدولة إسلامية لا شرقية و لا غربية»، رأى فيها فرج فودة شعارات خطيرة لأنها شعارات رجعية تحاول اجترار الماضي بينما المطلوب هو العمل على مواكبة المستقبل و إرسال الحرية و العدالة الإجتماعية وهذا ما لن يتحقق إلا من خلال دولة مدنية يفصل فيها الدين عن الحكم.

رغم السب و القذف و الأعيرة التي كان يتعرض لها فرج فودة إلا أنه لم يكف عن طرح أفكار من خلال مقالاته و كتبه و محاضراته و ندواته،حين حذرته السلطات أن إسمه وارد في لائحة الإغتيالات بعد إهدار دمه من تلك الجماعات الإسلامية ، رد قائلا في إحدى مقالاته «الرصاص و التعبير العنيف يعبر عن منتهى الضعف، أنتم حجتكم ضعيفة لهذا تلجؤون إلى العنف لو كان لديكم حجة و منطق لواجهتموني بها لرددتم الفكرة بالفكرة، على الدليل بالدليل لكنكم ضعفاء و الرصاص هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن ضعفكم و إضمحلالكم الفكري هذا». فحين ظبطت لائحة الإغتيالات وكان ترتيبه فيها الثالث شعر بالحزن فرد قائلا« أنا حزين جدا لأن ترتيبي الثالث في اللائحة و أعدكم أنني سأبذل قصارى جهدي لأحتل المرتبة التي تليق بي و هي الصدارة»”

اغتيل فرج فودة سنة 1992 عندما كان متوجها إلى مكتبه و الأسوء من قتله هو تلك الحملات التي تشمت منه،و أيضا حملات التخفيف من وطأة الفعل الجرمي من بعض رموز الفكر الاسلامي كالشيخ محمد الغزالي من خلال شهاداته،حيث اعتبره مرتدا و تنفيذ حكم الردة هو القتل، واعتبر قتله تنفيذا لهذا الحكم الشرعي، و الالتباس الذي كان لذيه هو من يحق له تنفيذ هذا الحكم!! فالاعتراض كان فقط على من يقوم بالتنفيذ وليس على القتل في ذاته،و طالب بمحاكمة هؤلاء القتلة ليس بجرم القتل ولكن بالإفتتاث على جهات تنفيد الأحكام الشرعية بمعنى تطاول على اختصاص..

الكتاب الصغير الذي تسبب في قتل فرج فودة هو كتاب صغير يتكون من 100 صفحة هو كتاب« الحقيقة الغائبة» وأنصح كل مسلم و مسلمة بقراءته للتعرف فعلا على الحقيقة الغائبة أو مغيبة قسرا حسب تفكير الكاتب،الكتاب أثار ضجة في الأوساط الدينية كما نقول أقام الدنيا و لم يقعدها.

منذ إنتهاء الخلافة العثمانية وبالرغم من تعذر إقامة هذا المشروع اتجهت الدعوات الى إقامة الدولة الدينية في كل بلد على حدا و عودة الخلافة بمعنى أن الاحكام فيها مستمدة من منابع ثلاثة القرآن و السنة و الثراث الاسلامي للخلافة بغض النظر عن مقرها و من يكون رأسها، و رفعت شعارات أن الحكم لله وحده و أن الإسلام هو الحل وكانوا ينظرون لأطروحتهم أن الإسلام هو دين و دولة أي قرآن و سيف، وأن الحل الفوري و الجدري لكل المشاكل الاجتماعيه و الاقتصادية و السياسية التي يعاني منها المجتمع رهين بتطبيق الشريعة،وكانوا أيضا يبثون بين الناس مقولات و أخبار و سرديات توحي بأن عصر الخلافة الإسلامية على اختلاف عناوينها،كان عصر سيادة و ريادة و تقدم و عصر مجتمع فاضل تسوده الحرية و الإخاء و العدل و الرخاء وأن كل هذا من بركات تطبيق الشريعة الإسلامية وأن كل من يقوم بتقليص هذا الدور فهو كافر و عدو للأمة، وطبعا أن اللعب على هذا الوثر العاطفي سيلقى صدا بين أوساط الناس.

من بين الحقائق الغائبة أن الإسلام دين و ليس دولة بمعنى الإسلام أتى بعقيدة دينية و ليس بحكم سياسي و أن ما يسمى فترة الخلافة لم تستند في حكمها على تطبيق الشريعة، بل أنظمة حكم فردية قائمة على الفرد المستبد يمارس السلطة بأساليب و أدوات و تشريعات دنيوية تحاكي الواقع المعاش، تبتعد في كثير من الأمور عن التشريعات الدينية.ثم أن التاريخ الإسلامي شهد صراعا و تناحرا حادا على السلطة و النفوذ و المال و على الأراضي منذ عهد الصحابة،قتلوا بعضهم البعض إلى آخر خليفة عثماني،مما يكشف لنا أن الصراع كان على النفوذ و الكراسي وليس على خلفية تنفيذ شرع الله كما يزعم التيار الإسلامي ، فهذة حقيقة لا يعلمها الكثيرين،ثم أن فترة الحكم الإسلامي ساهمت في تخلف و تقهقر المجتمعات الإسلامية و بالتالي ليس نموذجا يحتدى به،ولم يوجد في تاريخ الخلافة الإسلامية نوذجا متكاملا للحكم من قوانين وبرامج و أنظمة لإدارات الدولة و آلية لتعاقب الحكم و عزل الحاكم،قدمت لنا ست نماذج تختلف عن بعضها البعض فأبو بكر انتخب بما يعرف بالشورى بينما كان انتخاب عمر بتوصية من أبي بكر و اتخدت طريقة مختلفة لإنتخاب عثمان و ٱستبعاد علي، و معاوية أتى بالسيف واليزيد بالوراثة،يقول لنا فرج فودة أن هناك ستة نماذج بتعيين خليفة فأي منها الأصح و أي منها يجب أن يعتمد !؟ ويقول لنا أنه لا يوجد برنامج واحد و موحد يعطينا نموذجا لهذه العملية على سبيل المثال، أنه ليست هناك آلية لإقالة الحاكم إن أخطأ أو طغى،و أثبت التاريخ أنه يبقى إلى أن يقال أو يقتل..فأنجح النماذج في الحكم هم من فصلوا بين الدين و السياسة،ثم يكمل فودة أن العشرة المبشرين بالجنة قتلوا بعضهم البعض و أنهم مارسوا رذائل حتى الإنسان العادي يترفع عن ممارستها و هذه الأمور لا يعرفها عامة الناس و حتى إن عرفوها يجدون لهم تبريرات لها،و أن هناك خلفاء مروا مارسوا المجون وشرب الخمر وحتى اللواط..فمن الكتاب يمكننا إخراج حقائق أخرى تظهر الفشل التاريخي للدولة الدينية لكن لا داعي للإستفاضة فيها..

يعيد لنا فودة إعادة قراءة تاريخ ثلاثة حقب من حقل الخلافة بطريقة تحليلية علمية و هي الفترة الراشدة و العباسية و الأموية،حاول إبراز أخطاء حكام تلك الحقب التي يحاول الإسلام السياسي إبرازها على أنها حقب ازدهار و رقي.
يطالب البعض بإستلهام تجربة الخلافة الراشدة وتطبيقها على الوضع الحالي!!؟ للإجابة عن هذا السؤال استقرأ فودة هذة الفترة التي استمرت ثلاثين عاما قامت أصلا على اختلاف كبير بين الصحابة طبعا بعدما جرى تحت سقيفة بني ساعدة، عندما عين أبي بكر خليفة و التي رفضها علي و رفض مبايعته،وركز فودة على طريقة انتقال السلطة و يقول أن لو كان هذا هو الأسلوب الأصح لٱتبعه أبي بكر نفسه بل أوصى الخلافة لعمر في كتاب مغلق بايعه عليه المسلمون قبل وفاته بغير أن يعلموا ما فيه،حتى هذا الأمر خالفه عمر من بعده، فحصر الخلافة بين ستة أشخاص اختلفوا من بعده عن كيفية اختيار الخليفة من بين هؤلاء الستة..فعن أي نظام حكم تتكلمون!! ؟وسلط الكاتب الضوء على حروب الردة في فترة أبي بكر لاستخلاص الزكاة من الذين تمنعوا عن دفعها بعد وفاة النبي و عن مشاهد القتل يذكر لنا القصة الشهيرة لخالد بن الوليد و مالك بن نويرة ..وهنا خالف أبي بكر الشريعة و حكم بقانون سياسي و اجتهد لإسترجاع الزكاة لأن فيه مصلحة الدولة و حفظ الإستقرار بعدم التمرد على قرارات الدولة و هيبتها و يقول أن هذا قرار كان سياسيا علمانيا و ليس دينيا،ويذكر لنا أيضا تعطيل عمر لبعض الأحكام الدينية رأى فيها تمتينا و تقوية للدولة نذكر منها مثلا تعطيل سهم المؤلفة قلوبهم فهذا يعتبر قرارا سياسيا اقتصاديا بحثا لأنه يعطل تماما النص الديني و ما تقول به الشريعة،حيث رأى عمر أن هذا السهم لم يعد مستوجيا لأن الدولة أصبحت قوية و لها جيش جرار مع أنه يحمل خزينة الدولة عبئا لم يعد ضروريا،فيطرح فودة تساؤلا هل يحق لنا ان نتمثل بعمر و نعطل حكما و نصا دينيا اذا لم تعد ضروفها قائمة ولم تعد تحاكي الواقع!!؟
كما عطل عمر المتعة و جلد المخمور أثناء الحرب وعدة أمور أخرى و أوقف توزيع الأراضي على الصحابة و استوقف تمليكها للدولة، أي أن عمر لم يطبق الشريعة ولم يلتزم بظاهر النص ويرى فيه الانجح على مدار التاريخ الإسلامي.. أظهر فودة مخالفة علي للشرع حيث قرب أقربائه من بني أمية للحكم ووزع عليهم الأراضي و المناصب العليا خلال فترة خلافته..ويذكر لنا فودة حقيقة خلافة عثمان حيث مورست عليه الظغوط للتنحي من الحكم من طرف الصحابة و قاموا بتحريض أم المؤمنين عليه، لكنه رفض التنحي فقتل شر قتلة و رمي في العراء لمدة يومين دون دفنه، ومن تجرأ على حمل الجثة و دفنها كان معرضا للسب و الشتم ومنع من دفنه في البقيع مع المسلمين و دفن أخيرا في مقابر اليهود..هذا عثمان ذو النورين!!

لم يكشف فرج فودة عن هذه الحقائق لغاية في الحقائق نفسها بل ليقول لنا أنه لم تطبق الشريعة الإسلامية في أي فترة من فترات الخلافات المتعددة التي ظهرت في الإسلام و يسحب البساط من تحت هؤلاء الذي يدعون الصلاح و الفلاح من خلال تطبيق الشريعة كآلية للحكم..يرى فودة أن علي اكثر الخلفاء إلتزاما بالنص الديني خلال حكمه وهذا الأمر كان قد أصبح أمرا شاقا على الصحابة و على النخبة التي أصبحت متنعمة و تملك أراضي و أموال في عهد عثمان و يروي لنا الكاتب أحداث عدة معارك دارت بين المسلمين معركة الجمل مثلا التي قادتها عائشة على ظهر جمل لذلك سميت كذلك،والتي قتل فيها الآلاف من الصحابة و حفظة القرآن لهذا فالقاتل رضي الله عنه و المقتول رضي الله عنه، و نهروان التي جرت بين علي و الخوارج..فقضى الراشدون فترة حكمهم في الاقتتال دفاعا عن شرعية حكمهم فحتى أم المؤمنين لم تسلم من القتال فقادت حربا مات فيها آلاف الصحابة…
سأعرج بعجالة عن الفترة الأموية و العباسية لكي لا أطيل..فالخلافة التي بدأت مع معاوية كرست الملكية و توريث الحكم و بناء القصور والتنوع بمباهج الحياة و يذكر لنا كيف نكل وقتل الجيش الجرار الذي أرسلت اليزيد يستبيح به المدينة لثلاث أيام فضت فيه أكثر من 3 آلاف من بكائر و حرائر أحفاد النبي لأنهم رفضوا مبايعة اليزيد،فقد كان هذا صراعا على الحكم بين بني أمية و بني هاشم الذين يرون أن الحكم قد أستلب منهم..ويذكر لنا أن عبد الملك بن مروان هو مؤسس دعائم الدولة وادخل عليها إصلاحات جديدة هو أول من ضرب الدينار الإسلامي ووسع مداخيل صندوق الدولة من خلال فتوحات جديدة،و يذكر لنا محاولات الإنقلاب على حكمه من قبل عبد الله بن الزبير حيث أرسل له جيشا جرارا على رأسه الحجاج بن يوسف الذي دك مكة بالمنجنيق وقبض على عبد الله بن الزبير و قتله شر قتلة بل صلبه ثلاث أيام ليكون عبرة لمن اعتبر…يروي لنا فودة الحقائق ليقول لنا أن فترة الخلافة لم تكن لها علاقة بالشرع بل تجرؤا على النصوص و الشرائع..أما الفترة العباسية يقول إنها لا تحتاج إلى تقديم لأن مؤسسها المأمون الذي قتل الفلاسفة والمفكرين و نشر المجون والقمار و اللواط بل أن الخليفة الوافق شاذ جنسيا و يذكر لنا أن إبن حنبل استحدث احاديثا تشير إلى إعتلاء السفاح الحكم و أنه يجب طاعته

في خلاصة بحثة يقول فودة أن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو العقل وأنه يجب استخلاص العبر من التجارب السابقة و أنهم يسيؤون الظن بنا و يحاولون الإنتقاص من قدرات عقولنا عندما يدعوننا لكي نجرب ما جرب لمدة ثلاثة عشر قرنا و أثبت فشله ويقول أننا في وضعنا الحالي نعيش في عالم أرقى بكل المقاييس خصوصا البعد الأخلاقي،و يدعوا إلى دراسة التاريخ بشكل عقلاني وممنهج،لكي نسكت مهووسي النسخ الكربوني،ويرى أنه لا شريعة إلا شريعة حقوق الإنسان و أن نعمل على ترجمة الماضي بلغة حضارية تتماشى مع الواقع و أن هدف الإسلام السياسي هو الإنقضاض على الحكم و من بعدها لاشيء.

هشام حسنابي

بقلم : محمد كتامي

🇦🇱💖🌴بالأحضان يا وطني 🌴💖🇦🇱

بالأحضان يا وطني ولي فيا ما هناني

واخا غربني زماني

بلادي هي بلادي مرسومة فعياني

وردة بيضاء زاهية بويداني

ثمارها زينة وجا ما نساني

ناسها كريمة و الخير ما عياني

أنا المغرب نفتخر بلي بناني

أنا المغرب يتفكرني كل من زارني

كان فرحان ولا تيعاني

كلشي يتشفى و يتعافى بآية من الله الرحماني

الحمد لله أعطانا الله ملك شاب

بعقلو ورحمة الله يعطينا الكثير و ما هاني

رافع وجوهنا بين الوجوه عمرو ما مشى حاني

حكمتو باينة ما فيها معاني

هادا هو السر الرباني

هاد ملكنا يا ناس

يوصينا بالعلم ماشي بلي فاني

هادا مغربنا يا ناس علينا ما هاني

يا لبعاد يا لقراب شربو أتاي مدو يدكوم لحناني

اليوم ضوات ركانى بمسجد الحسن الثاني

كيف ننساك يا بلادي وعلى خيرك حسدوني

كيف ننساك وفيك لي ولدوني

كيف ننساك و على حبك رباوني

كا ينة يا بلادي و من حقك فقلبي تكوني

كل ما نشم هواك نبرد جنوني

كل ما نشرب من ماك نصفي ظنوني

كل ما نشوف سماك نغني أغا ني

كل ما نشوف الحليب والثمر نقول هدا هو عنواني
قصيدة من ديواني// وطنيات مجدوب//
الزجال محمد كتامي المغرب 🇦🇱🌴💖🌺💦🌺💖🌴
في 04/07/2020

بقلم : يزيد العلوي الإسماعيلي / المغرب

★ ضاع الجوهر ★

ياما شفت كثرة العجوب * و عجب اليوم بـــــــان مورّق!!
هذا هــــــــارف ذاك منهوب *
هذا يحتال و ذاك سرّاق!!

و ريت كهــابة سبقت الكذوب * و عين الكاذب فيك تبرّق!!
يعطي ضحكة فالحين تذوب *
ضحكة تلبس ثـــوب النفاق!!

هذا حـــالب و هذا محلوب * و ذاك مخبي ف كلام مزوّق!!
شكون الغـالب شكون المغلوب *
هذا سؤال تبعو تحماق؟؟

الصالح منسي الطالح مرغوب * و كلام الحق بخيط مشنّق!!
ميّت القلب و العقل مسلوب *
كثار التّـافه و قلّ الذوّاق!!

بوســاخ نْشِير عمرو الكتوب * لا من يقرا و كثيرهم علّق!!
ادخل يجامل كلام المحبوب *
قبل مــا يفتح حتى لـَوراق!!

تمادو ف خطاء كثرو لَعيوب * حْتى صار الحرف ريحو يخنق
باهت و صْمك ساسو معطوب *
و حطّو صورة تْدِير له بْواق!!

فين العميا فين المنشوب * فين قصيدة نورهــــا يشرق؟؟
فين الهاوي فين الموهوب *
الراوي تابع و القاري منساق!!

و كلشي لقّب نفسو مجدوب * و غاصت جّدبة فمداد احمق!!
حسبو جّدبة غوْتة و لْعوب *
و جّدبة فن و عندو عشّـــاق

و ضاع الجوهر فشقـاق الطوب * الخزّ كساها و الذر غرق
و مجدوب الحرف فضّل لَهروب *
حين شاف الحال ذا ما يتطاق

بقلم :يزيد علوي اسماعيلي
في : 07 * 04 * 2020

بقلم : هشام حسنابي

*رسالة إلى أخي عبد الفرعون*

عندما ذهب المفكر و الفيلسوف الإيراني الكبير علي شريعتي إلى مصر لكي يزور ذلك الصرح العالمي العظيم ،وقد أثارته أكوام من الحجر وضعت بدون ترتيب محيطة بالأهرامات و أخد يسأل عنها الدليل فقال له إن هذه الحفر عبارة عن قبور كانت تدفن فيها جثث الذين هلكوا من القائمين على بناء قبر الفرعون وقد تم حفرها محيطة بالأهرامات ظنا من الفرعون أن أرواحهم ستقوم على خدمة روحه بعد الممات كما خدمته أجسادهم في الحياة لهذا دفنت محيطة بقبر الفرعون
لقد حمل العبيد أزيد من 800 مليون من ألواح الحجر الضخمة من أسوان على أكتافهم لبناء ست أهرامات صغيرة و ثلاثة هي الدائعة الصيت عبر العالم حيث سار بها العبيد أكثر من 900 كلمتر لتبنى بها تلك البنايات لتستقر فيها تلك الجثث المحنطة
فقد كان 30الف منهم خلال ثلاثين عاما ينقلون الاحجار وكان المئات منهم يلفظون أنفاسهم من الإعياء يوميا، و رغم إلحاح الدليل أن تلك الحفر غير ذات قيمة تاريخية إلا أن علي شريعتي تركه و توقف عندها و أحس في تلك اللحظة بعلاقة مثينة تربطه بتلك الأرواح التي أندثرت عظامهم لبناء ذلك الصرح ،رغم أنه من بلاد غير بلادهم و بينه وبينها حدود و أزمنة و فواصل لكن الفواصل كلها مكروهة و ظالمة و قد فرضت على العالم لتفكك صلات البشر ببعضها
فنظر علي شريعتي إلى الاهرامات و شعر بالحقد عليها و على القصور العظيمة وكل تلك الآثار العظيمة إنما بنيت على أشلاء الضعفاء و المستعبدين ،فهذا سور الصين العظيم بناه الآلاف من أجداد هؤلاء المستعبدين وسقط العديد منهم من عبء الأحجار و تقطعت أوصالهم و دفنوا في شقوق ذلك السور و استمر العمل لإستكمال البناء
فبناء الحضارات و المنجزات تراكم للمظالم عبر آلاف السنين طوت في ثناياها أجساد أجدانا..وجلس يتأمل في لحظات وجدانية احس فيها أن الذين هلكوا اخوة له ثم عاد بعد ذلك إلى بلده إيران..

عندما عاد الى منزله أخذ يكتب رسالة لأحد إخوتة من عبيد فرعون ليسرد له ما وقع خلال 5 آلاف سنة التي انقضت خلال غيابه التي لم يكن هو موجودا فيها ، لكن الرق و الرقيق كان موجودا بإستمرار و بأشكال و صور مختلفة على مر المراحل فقال في رسالته:

أخي لقد رحلت عنا و نحن لم نزل نبني الحضارات العريقة ونعد العدة من أجل فتوحات و مآثر جيدة، كانوا يا أخي يأتون إلى قرانا و ضياعنا و يجروننا وراءهم كالبهائم إلى حيث نصنع قبورهم ، عندما ننتهي من بناء الصرح كان المجد لهم وحدهم أما نحن عندما كانت تخور قوانا بعد ذلك الجهد الجهيد كنا ندفن هناك بين صخور المقبرة ، و كانوا يا أخي أحيانا يسوقوننا إلى حرب أناس لم نعرفهم ولم نكرههم بل و ربما لحرب أناس من مواطنينا و رفاقنا و أقرب الناس إلينا ،كنا نساق ألى الحرب بينما تنتظر امهاتنا و اباؤنا المسنون عودتنا أليهم بفارغ الصبر عودة بدون أي جدوى ولا نتيجة ، كنا نبيد بعضنا بعضا كنا مظطرين إما أن نقيم المدابح للآخرين أو نواجه الهزيمة والقتل و عند الهزائم كان الخراب و المدن المهدمة و المزارع المحروقة الجرداء تبقى لنا و لأمهاتنا و لآبائنا أما عند النصر فكان العز و المجد يسجلان لغيرنا هكذا كنا نحن مهزومين في النصر كما الهزيمة، لكن أعلمك أنه حدث بعدك تحول كبير فقد بدأ الفراعنة و القياصرة و طواغيت العالم يتغيرون في تفكيرهم فتركوا مثلا عقائدهم عن الموت و القبور التي تبقى فيها أرواحهم حية و خلال ذلك أحسسنا بنوع من الفرح بذلك التحول إذ لاحت لنا من تلك المسيرات المرهقة والمهلكة التي جلبنا بها ملايين الأحجار لمسافات طويلة و رصصناها كي نصنع قبورا خالدة ،لكن الفرحة لم تعمر فقد أغاروا على قرانا مرة أخرى و ساقونا عبيدا ليحملونا الصخور مرة أخرى لكن هذه المرة لا لبناء القبور و إنما لبناء قصورهم و أسوارهم تلك القصور و الأسوار التي قامت أيضا بدمائنا وعلى أشلائنا فغرقنا مرة أخرى في لجة اليأس و كدنا نفقد آخر بصيص من نور الأمل ألى أن جاء عندنا بشير الخلاص فبدأت نهضة الأنبياء العظام زرادشت ماني بوذا كنفوشيوس الحكيم لوتسو و غيرهم فقد كانو أملنا الوحيد في الخلاص من نير العبودية و الهوان و الظلم وقد اعتقدنا أن الله قد بعث هؤلاء أخيرا رسلا من أجل إنقاذنا نحن المحرومين و المستضعفين ومن أجل إحلال الحق و العدالة و العبادة مكان الظلم والرق لكن و يال الأسف أخبرك أن هؤلاء الأنبياء قصدوا القصور من دون أن يمروا بنا ومن دون أن يأبهوا لنا ، فذلك الحكيم كونفوشيوس مثلا كان ينشر تعاليمه عن الإنسانية و عن الإنسان وعن المجتمع و قد صدقنا قوله إلا أننا رأيناه في نهاية الأمر يصبح وزيرا لدولة الطغاة و نديما للأمراء والحكام،عن ماذا أحدثك عن بوذا الذي كان أميرا من الأمراء وقد انقطع عنا واعتزل عن العالم ليخلو إلى نفسه ليحاول بلوغ النرفانا و قد إعتكف مدة طويلة ليخرج بعد ذلك موجها الجياع و الفقراء والمستعبدين بمنظومة أفكار فلسفية و رياضية لا أكثر من ذلك،أم أحدثك عن زرادشت الذي بعث في أدربجان زرادشت لم يتجه نحونا نحن المعذبين بل توجه مباشرة نحو مدينة بلخ حيث استقر في بلاط الملك كشتاسي ، كذلك فعل ماني الذي ركز على مسألة النور و الظلام وهو يجمعنا من حوله نحن المعذبين و أسرى الظلام فتوسمنا فيه خيرا و نورا و اعتبرناه المنقد المنتظر لكنه ما لبث أن لملم وعوده العريضة و عبر عن حقيقة توجهه في كتاب أهداه إلى الملك الساساني شهبور تم بارك حفل تتويجه وكان له شرف مرافقة الموكب الملكي الى سرنديب و الهند و بلخ، يا أخي لقد رحلت أنت ضحية بناء قبور الفراعنة بينما جعلت أنا فداءا لقصور الحكام و قلاعهم الشاهقة و وجدت نفسي مكبلا بقيود خلفاء فرعون و قارون الذين استرقونا و سخرونا لخدمتهم لقد شكل هؤلاء طبقة رجال الدين الكهنة التي أصبحت طبقة فوقية متنفذة و مستكبرة و قد كتب علي أن أخدم هؤلاء و أبني لهم القصور و المعابد الفخمة في إيران و فلسطين و مصر و الصين و في كل مكان يوجد فيه محروم و مغلوب على أمره و مستعبد ، إن هؤلاء القيمين الرسميين على الدين هؤلاء الكهنة الذين ادعوا تمثيل الله و خلافة أنبيائه نهبونا بالزكاة و ساقونا للقتل بإسم الجهاد بل إنهم أجبرونا على تقديم فلذات أكبادنا على مذبح الأصنام قربانا للألهة حتى أصبحت المعابد تسقى بإستمرار من دماء أبناءنا و بناتنا الأبرياء ،أنا يا أخي الذي عشت بعدك بآلاف السنين و تتبعت ما جرى في هذه السنين توصلت إلى نتيجة و هي أن الألهة أيضا تكره العبيد و أن هذه الأديان ما هي إلا قيود جديدة أرسلت إلينا وأن الكهنة و القائمين على أمر الدين إنما استخدموا تلك القيود لاسترقاقنا و لتبرير سيطرة أصحاب القصور، ثم أخبرك أن عالمنا عرف الفلاسفة، عرف نوعا جديدا من المفكرين عرف فلاسفة و حكماء كان فهمهم عميقا و علمهم غزيرا و لكن حتى هؤلاء لم يجدون نفعا فأرسطو مثلا اعتقد أن من الناس من ولد ليكون عبدا و منهم بالمقابل ليكون نبيلا و سيدا،لذلك كان يرى أنه من الطبيعي أن نبقى في الطبقة الدنيا من المجتمع نعامل بالسوط فذلك كان قدرنا بحسب رأي أولئك الفلاسفة، لكن فجأة شهد العالم مفاجأة جديدة عندما ظهر نبي جديد و قد نزل من الجبل متجها للناس قائلا إني رسول الله إليكم جميعا هنا كتمت أنفاسي و أنا بين الدهشة و الشك فلعل في الأمر خدعة جديدة لكنه استمر في الكلام فقال إني بعثت من قبل الله القائل ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين، عجبا كيف يحدد الله العبيد المستضعفين فيبشرهم بالنجاة و يجعلهم وارثي الأرض و سادة العالم!! كدت لا أصدق إذ اعتقدته كأنبياء آخرون جاؤوا من إيران و الهند و الصين أو ربما لعله أميرا ادعى النبوة كي يعبئ الناس ضد أمير آخر فيبلغ مناله من خلال الدين إلا أنهم قالوا لي لا، إنه ليس بأمير إنه يتيم و شاهده الناس جميعا و هو يرعى الغنم في سفح الجبل فتعجبت أكثر كيف يصطفي الله رسولا بين الرعاة!! فقالوا لي بل إنه آخر واحد من سلسلة الانبياء و قد كان أجداده الأنبياء من الرعاة و الفقراء فارتجفت هنا و ارتجفت أوصالي و شعرت برعشة امتزج فيها الإرتباك و الخوف و الرجاء، فأخيرا هذا نبي يبعث منا و فينا ، و زال ترددي عندما رأيت حولي إخواني من الفقراء من العبيد، فذاك بلال العبد الحبشي و ذلك سلمان أسير حرب إيران ثم مستعبد أبو ذر و هنالك أعرابي معظم من الصحراء و زوجة أبي حذيفة و آخرون و غيرهم من العبيد و الفقراء الذين التفوا حول النبي تم أصبحوا سادة قومهم ، أصدقك القول يا أخي بأنني آمنت بذلك النبي لأن قصره كان بضع غرف من الطين بناها بعد إلحاح و قد ساهم هو في بنائها و بلاطه كانت خشبا ثبتت على صحف النخيل هكذا كان كل متاعه في الدنيا و قد رحل عنها و هو لا يملك أكثر، أخبرك أنني هربت من إيران ناجيا بجلدي من ظلم المؤيدين كهنة المجوس الذين استرقونا و ساقونا إلى حروب تافهة هربت إلى مدينة النبي و اعتصمت بها إلى جانب رفاقي من العبيد و المظلومين و المستضعفين في الأرض و بقيت إلى جانبه الى أن وافاه الأجل و تركنا و لازالت قضية رسالته محفوفة بالمخاطر و الإحتمالات المختلفة هنا يا أخي يئست من جديد و شعرت أني مغلوب على أمري فهاهي سلطة جديدة بعده تستتر برداء التوحيد و هي تنشر الكذب في المساجد و تحارب الله بإسم الله و غرقنا مرة أخرى أو عرفنا مرة أخرى وجوها فرعونية و قارونية تحكم بسوط الدين و تستغلنا من أجل بناء معابد و قصور من جديد و هكذا بدأنا من جديد بناء الصروح الضخمة ،جامع دمشق الكبير و القصر الاخضر و دار الخلافة في بغداد حيت حياة ألف ليلة وليلة وغيرها وقد بني كل ذلك على أكتافنا و أعطيناها دماءا و حياة وكان يفرض علينا كل ذلك بإسم الله وخلافة إسم الله و كدت أعتقد أن الخلاص أصبح مستحيلا و أن العبودية كتبت علينا فسألت بين نفسي و نفسي من كان ذلك النبي هل جاءنا برسالة مزيفة؟ هل خدعنا؟ و نظم صفوفنا لكي نسخر فيما بعد لكي نخدم فئة من الناس؟ هل عرف بأننا سنسبى و نظطهد باسمه؟ كلا..كلا فقد كان هو مثلنا ضحية لما حدث بعده والآن أين المفر أي طريق نسلك للنجاة هل أرجع إلى الجاهلية إلى كهنة المجوس أم إلى معابد قامت على أساس الظلم و الزيف أم تراني أرجع الى قادة شعبي الذين يعملون من أجل تحررها إلى الذين خسروا سلطانهم في ثورة الإسلام فيحاولون اليوم العودة اليوم ألى ثراتهم البالي و جاهليتهم الأولى بعد أن جائتهم البينة ، أم ماذا أفعل ألتجئ إلى المساجد لكن ما الفرق بين المساجد الجديدة هذه و بين المعابد القديمة و قد رأيت فيها المتلبسين لباس الخلافة و المدعين السير على نهج الرسول و رأيت فيها سيوفا كتب على حدها الجهاد و مآذن ارتفعت بإسم التوحيد رأيت ذلك كله يستخدم مرة أخرى لإستغلال و جري ألى ساحات الحروب و التكفير، و اسمح لي يا أخي أن أخبرك عن عالمنا اليوم فالحضارات والثقافات و الأديان تشوهت و تحولت إلى نقائضها و أن مصير الإنسان في عالم اليوم آل أن يصبح حيوان اقتصادي سطحي بلا إحساس و إما إنسان غارق في أعماق ذاته مبتعدا عن الدنيا و مغاليا في التعبد و المناجاة ،نعيش اليوم في عالم يتحكم فيه أعداءا للإنسانية و يقودون فيه نظاما جديدا للرق فنحن في الظاهر أحرار تخلصنا من قوانين الرق التي عفا عليها الزمن فلم نعد عبيدا لفرد أو كتلة أو جماعة سياسية مثلا ولكننا نخبرك أننا في الواقع نكاد نبلى بعبودية أسوأ من عبوديتك أنت التي كانت منذ آلاف السنين كل ذلك بأسم الحضارة والحرية ، و في عملية استلاب هذه تم استخدام العلم و الثقافة الفن و الحرية الجنسية حرية الاستهلاك و العبادة كل ذلك من أجل إتاحة الفرد أمام حرية الغضب و الإستياء و إفراغ نفوسنا من الإحساس بالمسؤولية حتى أصبحنا يا أخي تحت رحمة هذه الأنظمة الحاكمة أصبحنا نشبه أوعية ملونة جوفاء نتقبل ما يصب فينا من قناعاة و رغباة لقد مزقوا و شتتوا شملنا بإسم الفرق و المذاهب بإسم العشيرة و الوطن و مختلف أنواع الحدود، فرقونا يا أخي لكي يسهل ابتلاعنا ، أخبرك ايضا أنهم جعلوا المسلمين أعداء ألذاء لإخوتهم في الدين لماذا؟لأن هذا يصلي مكتوف اليدين و الآخر يسبل يديه في الصلاة لأن هذا يصلي على بساط و الآخر يسجد على التربة ، لقد دفعوا بهذه الصراعات السخيفة إلى أبعاد مخيفة جدا و أبعدوا مفكرين و أحرار إلى المنافي لكي يستطيعوا التحكم برقاب الناس و إدعاء كونهم رعاة لهم ، يا أخي إن كنت تعرف في زمانك سيدك و تميز وجع سياطه بسهولة، لو كنت تعرف لماذا أصبحت عبدا و من استعبدك و متى، فاخبرك أننا قد أبتلينا بعبودية لا نعي شروطها و لا نعرف من الذي أباح استرقاقنا و كيف أصبحنا عبيدا عصريين و لا نعرف من أين نستلب و نسبى ، نحن اليوم نعاني من مختلف ألوان الإستغلال إننا نستخدم جهودنا و دمنا في دفع عجلة الإنتاج و الثروات و الرساميل والعطاء الحياة لهذا النظام السائد لكن في المقابل لا يصيبنا من نتاج ذلك من نتاج كل ثعبنا هذا من نتاج عرقنا سوى ما يسد الرزق و يضمن الكفاف حتى أصبحنا مهظومين من زمانك بكثير ، فأخبرك بأن الإستغلال أصبح طبقي و التمييز العنصري هما أشد وطأة الآن من ذي قبل و يزيد من وطأة ذلك كله أنهما مغطيان بواجهات جميلة خادعة و براقة أرقد بسلام يا أخي إننا نشتاق لك.

*هشام حسنابي*

بقلم الأديب : عبدالكريم أحمد الزيدي / العراق

حافظة الشعر العربي
( الحلقة العاشرة والأخيرة )
…………………………………………..

لقد حفظنا من خلال استعراض موجز الحركة الشعرية للأدب العربي منذ عصر ولادته كما وردنا من تاريخنا العربي الى عصرنا الحالي ، وفيه حاولنا التعريف بأهم صفات وسمات العصور التاريخية التي مر بها وتاثيرها في بنية وشكل وأغراض كتابته، وتمهيدا لتقييم وتصوير واقعنا الأدبي في مجال الشعر العربي وفتح المجال لكل الدارسين والباحثين في شأن بناء وتنظيم واختيار الشكل الأصلح لوجوده والتمسك بأصول وأسس التعامل مع مفاهيمه والإشارة الى اعتماد إخراجه النهائي بشكله المناسب للبيئة والمجتمع والثقافة وتقبله من قبل المتذوقين والمهتمين على سواء مع الأدباء والشعراء والنقاد.

وهنا نحاول ان نقيم الشعر الحديث في اشكاله التي تعددت بسبب اعتماد قسم من مؤيدي النقد بمذهب الرمزية في الكتابة والابتعاد عن المألوف الذي ظل يعتمد التقليد في بناء القصيدة بأبيات موزونة تتوالى بشكلها الموسيقي وفق نظام بنيوي بقالب محدد ، ولينطلق نحو الانفتاح بإدخال تعديلات في الوزن بما يراه ضروريًا متناسقًا مع احاسيس كاتبه ومشاعره وتقديمه بشكل مغاير للأصل على أساس تسميته بالشعر المعاصر.

والفكرة ان الشعر تعبير مجازي عن حس الشاعر وما تعتريه من هواجس وخيالات وبما تخفيه النفس من الم او شعور يأخذ معناه بصورة حسية مفهومة لينقلها وفق ما يراه الى سواه بمنظومة توافق احساسه ومشاعره.

ان جودة التعبير ورصانة اللغة وبراعة التصوير الى جانب الحس الجياش اذا ما توفرت والفطرة الحية وموهبة الكتابة والخيال ونقل كل هذه الى مفهوم الشاعرية فانها تتسلل الى النفس بطعم ونكهة تنعش في متلقيه القبول والرضى ، وهذا ما نجده في كثير من قصائد الشعر التي ظلت خالدة الى وقتنا الحالي برغم تعاقب السنين والتباين في بيئة وجو كتابتها وشخصياتها والظروف التي هيأت لمناخ كتابتها .

لقد دعا رواد الحداثة الشعرية في عصرنا الحالي الى الخروج عن الشكل التقليدي الكلاسيكي للقصيدة الشعرية في محاولة للتخلص من قالب البناء والالتزام برتابة القافية ووحدة البيت الشعري ومدرسة العلم العروضي الذي وضعه الفراهيدي في صياغة الشعر .

وعلى هذا ولدت القصيدة الشعرية بشكلها الجديد الذي عرف بالشعر الحديث او الشعر الحر ونظموها بالتفعيلة الواحدة لتعبر عن الحس والوجدان والقصد بنظرة اكثر ملائمة للانفعال والخيال ، وظهر هذا الشكل الجديد في كتابات بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومحمد الفيتوري وصلاح عبد الصبور ونزار قباني وآخرين غيرهم عرفوا برواد الشعر الحديث .

غير ان ما انقلب على هذا التحديث في الشعر وكتابته محدثين غالوا في نهج التجديد داعين الى الانقلاب التام على الشعر القديم ونظامه ومقلدين لمن تأثروا بهم من الأدب والشعر الغربي الحديث ، وبدأوا بتنظيم الشعر وكتابته بطريقة تخلو تماما من الأوزان والقافية وبأسلوب الاسترسال الحر الذي لا يقيده او ينظمه أيّاً من صيغ الكتابة والتفعيل والقالب ، وهذا ما نعرفه اليوم بالنثر الشعري او قصيدة النثر .

وللأمانة الأدبية فاننا لا نرى مناصا من التحديث للأدب العربي والشعر خصوصًا وفق معايير وقياس يحافظ على الشكل والمضمون ، بمعنى ان لا نتخلى عن موروث أصالة اللغة وفصاحتها والتنكر للبنية اللغوية وما احتوت من مفردات وجمل بلاغية تعطي للقصيدة معاني الوصف والتشبيه والإشارة وعمق الحس وصوره، وهنا نترك للمتلقي حرية التذوق والانحياز لفن وحنكة ومهارة الشاعر في البناء وأسلوبه في النظم اما على أساس اعتماده الأصل في الشعر وصياغته او التحرر من الشكل ليبقى المضمون محافظًا على عناوين اللغة الأم في الفصاحة والبلاغة والتعبير .

وهنا يبقى الفيصل في التذوق والانحياز لأي من هذين النمطين للمتلقي الحكم والاختيار ، على ان يلتزم المقلد وكذلك المحدث على أصول النظم والاحتراف بعيدًا عن الهجين والمستغرب من الشعر ونثره.

كل الود والتقدير لمتابعتكم ، والمنى ان تصل الرسالة واضحة على ان نلتقيكم في اقرب فرصة.

…………………………………………….
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد

بقلم : يزيد العلوي الإسماعيلي / المغرب

★ربي يا مولايا★

نبدا باسم الله رازقي خــــالقي و َمولايا ★
. الكريم المنـــان من خلق الكون و لَنعام
اكرم بجودك كل مخلوق يحتاج رعـــــــايا ★
. نتا جوّاد يـــا رحيم يــــا كَريم الكرام

ارحمني يا رحمٰن و اغفر لي يـا رب خطايا ★
. و رعــاني كما رعيتني علقة في الارحام
لا رب سواك يــــــا المولى يسمع شكايا ★
. اما العباد مـــــــــا تراعي ما ترد سلام

كن ف جنبي و في مساري و رضاك معايا ★
. راني خـــــاطي و دون عفوك راني نتلام
طـــــــالب سترك ، اغفر ذنبي حقق منايا★
. و بليني بالصوم و الصلا ، و نوافل و قيام

رافع كفوفي يــــــــا السَّميع اسمع رجايا★
يشفى المريض و ما تعود ف ذاتو لسقام
نجِّي العبــــــــاد من وباء جا و ابتلانا★
. كيتنقل بين بلدان عرب و عجـــــــام

لا مُنجِي سواك يا العليم عـالم الخفـــــايا★
. هـٰــذا داء و داع حارو ف علاجو لَفهام
كثرة فيه قوال و كل قــــايل يقول حكايا ★
. ما بين الباحث و فقيه و هاوي تنجـــــام

و تحلّت لفمام بين جــــاهل و عديم دراية ★
. و ضعنا من تخمام كيف ضــــاعت بنا ليّام
هذا قوالو زور ذاك خــاطي من دون نوايا ★
. و الحقيقة تلفت كيف تلفو اليوما لَـــعوام

المســــاجد سدت و وقفت الخدمة و قرايا ★
. مؤدن فالصمعة و مــا فجامع غير الإمـام
يـــــا لطيف ارحم ، ابعث جندك يجينا آية ★
. كورونا ترحل و مــــا تعود غَ قصة و كلام

و نختم باسم الله رازقي خـالقي و َمولايا ★
. الكريم المنــــــان من خلق الكون و لَنعام
اكرم بجودك كل مخلوق يحتاج رعـــــــايا ★
. لا جوّاد سْواك يـا رحيم يـــــا كَريم الكرام

★ يزيد علوي اسماعيلي ★

بقلم : علي الزاهر / المغرب

إلى أرواح من فقدناهم في زمن الكرونا

كرونا
لك الآن متسع من السطو ،
تاريخك اليوم ، وشم و ذكرى
انتكاسة هذا الورى …
كرونا
كأن يوما على جنبات
هواك شرارة حزن ،
نواري طفولتنا خلف
سترة هذا الوباء
نواري سنين الغياب
على صبوات أساك …
كرونا
شهيد يمر هناك
و آخر من ذاكرة الحزن
يستقي رتابة هذا اليباب
كرونا
على عتبات صداك
بكينا سنين عجافا
من الوجع المترامي
بصحراء هذا السراب …
بكينا على شهداء
لنا مِنْ هُمُ وهج هذا الوفاء …
كرونا
لكل الذين رسموا أفقنا أملا
ذهبوا نحو مرقدهمْ زمرا
و بذلتهم من وفائهم علمُ
نعيد تواريخ مجدهمُ
و ندعوا الأله رجاء ،
لهم من قصائدنا ، وهج
هذا السلام
كرونا
لنا في الذين رحلوا عِبَرٌ
فإما الحياة و إما الوداع …

علي الزاهر تنجداد المغرب

#نبقاو في الدار

بقلم : ضرار صولي

#كورونا_الخطيب

رأيت فيما يرى النائم أن فيروس كورونا تمثل بشراً سويا ثم قام في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي وصلى عليه وعلى كل من اتصل نسبه إليه وكل من سعد بصحبته وتشرف بلمس يديه ثم أدار النظر إلى كل من حضر وقال : عباد الله أوصيكم ونفسي بتقواه والسير على سنة المصطفى واتباع نهج صحابته وكفى فإنه ما عرف السعادة الا العبد التقي الذي سار على نهج النبي وما مس السوء إلا من تهاون او اعترض على ما أنزل الرحمن وفرض
وبعد :
أيها الناس جئتكم لأعلمكم بعض الذي جهلتم وأنفي عنكم بعض الذي اعتدتم وأؤكد لكم بعض الذي ارتبتم فاسمعوا وعوا

أيها الناس

جئت لأجعل قراركم في البيوت لزاما وخروجكم منها حراما بعد أن اتخذتموها مضاجع ورأيتم في غيرها المنافع

جئتكم اعلمكم النظافة واللطافة وانفي عنكم كل السخافة من هرطقات الرياضة و الثقافة

جئتكم أعلمكم أن الناس عند الله سواء الأغنياء منهم والفقراء ، الخدم والرؤساء فكلكم اليوم تبحثون لي عن دواء وما أنتم ببالغيه إلا حينما الله يشاء

جئتكم أعلمكم أن للعلم عند الله منزلة بعد أن اتخذتموه مهزلة ورفعتم من الله قد أنزله من الغواني والمغنيين والساسة والرياضيين

جئتكم أعلمكم أن الصحة تاج والحفاظ عليها أفضل من كل علاج فمن اطاع الأطباء كان ناج ومن خالفهم كان هالكاً محتاج وإني لا أميز المعدوم من صاحب التاج

چئتكم أعلمكم انكم فقراء الى الله وهو الغني جل في علاه ومالكم من منجي سواه

أيها الناس

كل عيونكم اليوم الى الأطباء شاخصة بعد أن كانت لا تزيغ عن زانية مطربة او راقصة

كل صلواتكم اليوم لله خالصة ودعواتكم ليس منها ذرة إيمان ناقصة بعد أن كنتم تنفون وجود الله ممالصة

أيها الناس

أغلقت عنكم المساجد لتعلموا في نفوسكم المنافق من العابد ، المؤمن من الحاقد ، الجاحد من الزاهد

أغلقت عنكم المقاهي والملاهي بعد أن قلتم ليس لنا عنها بد ورفضتم النصح والتناهي

أغلقت كل الملاعب ومسببات المتاعب لتعلموا أن السعادة في الراحة لا في كثرة المكاسب

أيها الناس

صار لي معكم بضعة شهور قلبت فيها كثيرا من الأمور جعلت الأكواخ أأمن من القصور ، جعلت الجبن أفضل من الغرور ، ساويت بين الرعية وولاة الأمور ، وفي قادم الأيام والشهور سأعلمكم الدنيا كيف تدور وسأجعل من كان فرحاً مسرور حزيناً مبتور وأنزل من كان في العلا إلى أسفل الدور

أيها الناس

أنا مخلوق لا تراه العيون أقوى مما تتصورون وأحقر مما تظنون فلا تستهينوا بي ولا تبخسون وقرو في بيوتكم ترحمون وتطهرو تسلمون

ثم تلاشى واختفى
.
بقلم ضرار صولي
.
#أورتاك

بقلم الأخ الفاضل : عصام محمد الأهدل

. كُـــــورُونَـــــــا

بِـكُــورُونَــا أَرَىٰ كَـوْنًـا تَــغَـــيَّرْ

وَأَمْسَى صَـاغِـرًا مَنْ قَد تَجَـبَّرْ

أَثَـارَ الـرُّعــبَ فِي كُلِّ البَـرَايَــا

وَأَصبَحَ فِي جَمِيعِ الْكَوْنِ يُذْكَرْ

تَعَـطَّـلَ كُلُّ هَــذَا الْكَــوْنِ مِـنْـهُ

وَأُسْــلُوبُ الْحَـيَــاةِ بِـهِ تَـعَــثَّرْ

تَفَشَّى فِي بِقَاعِ الْأَرضِ حَـتَّى

غَدَا مِنْهُ الْمُهَاب اليَـوْمَ يَحـذَرْ

لِأَرضِ الْمُسْلِمِينَ أَتَى مُـطِـيـعًا

لِأَمْـرٍ _ مِنْ عَـظِيمٍ _ لَا يُؤَخَّــرْ

وَلَـوْ شَــاءَ الْهَــلَاكَ لَمَا بَـقِــيـنَا

وَلَـكِــنْ بِـالْـبَــــلَاءِ ﷲُ أَنْــــذَرْ

أَرَادَ بِـأَنْ نَـتُـوبَ مِنَ الْمَعَاصِي

كَـتَـــأْدِيبٍ بِذٰلِكَ لَيسَ أَكْــــثَـرْ

فَإِنْ عُــدنَا إِلَــيهِ أَعَــادَ عَــيشًا

هَـنِيـئًا طَـيِّـبًا بِالْخَــيرِ يَزْخَـــرْ

وَإِنْ كَـانَ الْوَبَــا خَـطَــرًا عَلَيـنَا

فَـفَـقْـدُ رِضَـا إِلٰهِ الْكَوْنِ أَخْـطَرْ

بِمَـاكْـتَـسَـبَـت أَيَـادِيـنَـا بُـلِـيـنَا

بِحِـرمَـانٍ مِـنَ الْبَـيتِ الْمُـطَهَّـرْ

حُـرِمْـنَا مِـنْ صَـلَاةٍ أَوْ طَـوَافٍ

وَفِي التَّـارِيخِ ذٰلِكَ لَمْ يُسَـطَّـرْ

وَمِنْ كُلِّ الْـمَـسَاجِدِ قَد مُـنِعـنَا

فَهَلْ تِلْكَ الذُّنُوبُ لَنَا سَتُغْـفَرْ ؟

حُـبِـسْـنَـا فِي مَـنَـازِلِنَا وَصِـرنَا

نُـغَـادِرهَـا لِنَـقْـضِي مَـا تَـيَسَّـرْ

وَقَد صَارَ الْخُـرُوجُ لَنَا مُـجَـازًا

سُـوَيعَـاتٍ يُـجَـازَى مَـنْ تَأَخَّـرْ

إِلَـيـكَ الْـمُــشْـتَـكَىٰ يَـارَبُّ إِنَّـا

بِـإِيـمَــانٍ رَضِــيـنَا بِـالْـمُــقَــدَّرْ

وَلَيسَ سِــوَاكَ يَاجَـبَّـارُ يَـقْـوَىٰ

وَكَسْـرٌ أَنْتَ جَـابِـرُهُ سَـيُـجـبَـرْ

وَلَا يُحـصِي جُـنُـودَكَ يَا إِلٰـهِي

سِـوَاكَ فَأَنْتَ يَـاخَـلَّاقُ أَخْــبَـرْ

بِأَصـغَـرِهَا مَـلَأْتَ الْكَوْنَ رُعـبًا

لِتُـثْـبِـتَ أَنَّ هٰذَا الْكَوْنَ أَحـقَـرْ

وَلَوْ مُـنِحَ الْوَبَـاءُ الْيَـوْمَ نُـطـقًا

لَـصَــاحَ مُـرَدِّدًا < ﷲُ أَكْـبَـرْ >

#عصام_محمد_الأهدل

بقلم : محمد كتامي

🇦🇱💖الدولة ما بفات عليها لومة💖🇦🇱

أش وقع فازمان كورونا
معا خوتنا
ماتتسمع غير كان هنا خونا
لي بغ يروى و يفهم المعنة
يركب الشمس معنا
و ينزل من الظلمة
قبل ما تشربوا
كرورونا فاجغما
ما ينفعك معها عكاز هذ ما شي لعما
ما تشوفك ما تشوفها غير فالكوما
هانتي يا الأمة معلوة
دخل لدارك قبل متشدك المعلومة
وتودع الدار و الحومة
غسل يديك من ريحت الثوما
وتعلم الحكمة المحكومة
قبل ما يغنيوا عليك مهموما
ولى مظلومة
هذي راها كورونا المجنونة
واش فهمتي يا خنا
هذ المشربات ما بردا ما سخونة
تجحجح عليك بحال الجحمومة
تلفك وتذكر با آش هذا حلومة
لعزيري متيبغيكش
تيبغي فطومة
الدولة ما بقات عليها الومة
دخل للدار إلى بغيتي يطلع عليك نهار
وتگول اللجار
صباح الحار
صباح لمطرقة و المسمار
هكدا و قيلا كنتي تيدوز النهار
ستغفر لله قبل متبار
معرفتيش آش وقع فاعالم كورونا
علام الجنية المجنونة
لي لقاتو تيدور
بحال المسعور
تتگلو أنتا لي تتقلب علينا
أنتالي تاتهينا
واهيا خونا
مالكم يا القوم المغبونة
لي طاح بشي مرض ياخوتنا
صوروه و سميوها فكورونا
واش عرفتو شنو هي كورونا
راها جنية مجنونة
لي شدات فيه طيحو خنونة
لبغيتو تنجاو من كورونا
خرجوا الزكاة وصدقوا من لكرونة
ومتبعتوش مع القوم الملعونة
ولى تسعة رهطين فيكم مسكونة
صبروا نفوسكم و صبرو ولادكم
تهنيو راسكم وتهنيو بلادكم
الله يهديكم
المخزن ماشي ضضكم
هذ الشي كولو لي تيدير من مصلحتكم
لتزموا بيوتكم راه فيها سلامتكم
لاتخافو لاتخوفو
الله الوطن الملك معكم
شدو ولاكم وشدو راسكم
إلى بغيتو كورونا تبعد منكم
الدعم الحمد لله من الدولة ها هوى جايكم
تنظمو و تعلمو السلامة فاحياتكم
ولا تخليو السمسارا يستغلوكم
واهيا المغاربا الحرار
هذي وقت الجار يحن على الجار
و يفرق معاه لي كتب الله من الدر
واش عندكوم لخبار
الله ما تيضيع حسنات واخا يكون فاعل خير من الكفار
هذ درس لينا كاملين و سر من ألأسرار
متحان لكل جبار لكل شفار
تنيزل الظلمة على الناس بانهار
ويتباها انا خطار أنا منشار
نسا راسو عبد من عباد الله القهار الجبار
قادر يحيد الجادبية و نسبحو بلا ويدان بلا بحار
واهيا لمديقين على روسهم و على الجار
هذ الفيروس راه فيه الرحمة و فيه الخطار
الإنسان هو لي يتمعن و ياخد العبر من شلا عبار
يحمد الله ويكون شكار صبار
عل الحلو والحار
قصيدة من غيوانيات مجدوب للزجال محمد كتامي
04/04/2020 المغرب 🇦🇱🌴💖🌺💦🌺💖🌴

بقلم : محمد عاميري

من مؤخرة التافهات الى مقدمة ابن خلدون

تعبت من الحجر والممل والجلوس في المنزل فقررت الخروج قليلا، الا ان ضميري انبني فعدلت عن الفكرة واستبدلتها بإطلالة خفيفة من نافدة منزلي. ما ان هممت على النظر للخارج، حتى رأيت فيروس كورونا يتجول متبخترا كما يشاء، لم اقبل الوضع ولم اتمالك نفسي، فقررت مواجهته ولو على قدر المستطاع، مثمثلا بالدون كيشوت دي لا مانشا. ناديته ووجهت له اللوم وقلت: يا هذا من تكون حتى تغزو وطني؟ ومن خول لك هذا؟ لك الخزي وسنكون لك بالمرصاد.
ضحكت كورونا حتى ظهرت أضراسها وقالت لي باي شيء ستواجهونني ايها الغبي؟
– أ بمؤخرات روتيني اليومي الذي تملئ قنواتكم على اليوتيوب.
– أو بمؤخرات تلك والاخرى الذي اصبح معيار لاستدعاء ضيوف إذاعاتكم.
– أو بمؤخرات من تستوردونهم من انحاء العالم لتأتيت مهرجاناتكم.
– أو بمؤخرات الرقات والحجامين والعشابين وبائعي الوهم التي تضج بها صفحات “فاسيبوككم “.
– أو بمؤخرات بعض ساساتكم الذي اصبح همهم المالي اكبر من هم خدمة الوطن، وانتم ترون ذلك في صمت في صمت في صمت على حد تعبير مرسيل خليفة.
لا اخفيكم امرا انني اندهشت، ونظرت انا كذلك الى مؤخرتي، لكنني استيقظت هممي وقلت لنفسي ” وكض راسك را الوطن هذا” فأجبتها بكل افتخار:
– سنواجهك بمقدمة ابن خلدون الذي افتخر بها وترفع من هممي بين الشعوب، وتزيد من افتخاري بانتمائي لهذا الوطن.
– وبسكولوجية جماهير المتطوعين من المجتمع المدني، الذي ابانوا على حب لا يقاس لهذا الوطن.
– وبعزم اطباء وممرضين واطقم نسوا انفسهم وعائلاتهم، وفضلوا عائلة كبرى اسمها الوطن.
– وبنباهة عمال نظافة رابطوا وخرجوا ليل نهار لمحاربتك بتعقيم كل شبر من هذا الوطن.
– وبرجال سلطة ادركوا ان التعاون واشراك الكل جزء لا يتجزأ من ضمانات النهوض بهذا الوطن.
– وبعزم شعب تحداك، وسمح في نفسه ومأربه وتضامن مع بعضه، لتتعهرين بدون زبون في شوارع هذا الوطن.
طأطأت راسها وقالت: غلبتني، شرط ان تعيدوا لهذا الاخير ما سقم.
فقلت وما سقم؟
قالت:
– احتقرتم العامل ورفعتم الهامل
قلت نعم
– اهملتم العام واهتممتم بالخاص
قلت نعم
– صفقتم للمزمر ونسيتم المعمر
قلت نعم
– رشحتم المانح وابعدتم الفالح
قلت نعم
– عظمتم الداني وضيقتم على المتفاني
قلت نعم
– سيدتم الخسيس وعَبدتم النفيس
قلت كفى
فلا حرب معك بدون جد وصفا
فلمستشفياتنا سنعيد العفا
ولمدارسنا سنجلب الشفا
ولسواعدنا وعقول طاقاتنا سنبعد الجفا
غير هذا لن يكون لمواجهتك منا امر يصطفا.
محمد عاميري زاوية الشيخ في 03/04/2020

ثلاث قصص قصيرة جدا ( من زمن الجائحة ) بقلم : عبدالرحمان الصوفي / المغرب

ثلاث قصص قصيرة جدا من زمن الجائحة بقلم : عبد الرحمان الصوفي / المغرب

—————————————————————————–
1 ق . ق . جدا / ” أيوب اليمني ”
———————————
في زمن قبل ” زمن الكورونا ” ” أيوب اليمني ” لا يملك إلا كتفيه كباقي عمال ” الموقف ” … اليمنى يحمل عليها اغراض الناس هرولة وصعودا ونزولا …اليسرى تعطلت منذ شارك مع المعطلين في وقفة مطالبة بالشغل تم تفريقها ب ” الهراوة ” …
يتأوه ” أيوب اليمني ” … يتحسس كتفه الأيسر…يصرخ في وجه ناس ” زمن الكورونا ” : ” رجاء أقنعوني بأني مواطن !!! ” …” من يعيد لي منكم كرامتي المسلوبة !!!! …
عرفت قدر جبني حين تأكدت من سبب استعماله كتفه الأيمن فقط دون غيرها …..
عبدالرحمان الصوفي / المغرب
—————————————————–
2 ق . ق . جدا
—————
قبل زمن الكورونا جمعت الحياة في قرية صغيرة طفلين ، واحد قضى عمره في الدراسة ، والثاني يرعى الغنم ويتعلم العزف على كمان قصديرية …صار الراعي نجما من نجوم التلفزة والحفلات والمهرجانات ، تعاظم جهله وانتفخ رصيده البنكي ….
أما الأول فعاش مآسي البطالة التي تشبه قانون الحجر الصحي زمن الكورونا ، بل كان ينظر إليه على أنه هو وباء الكورونا نفسه …وحين حل زمن الكورونا وجدوه أول عامل نظافة يجد ويخلص في عمله لمنع انتشار الوباء ، لذلك كافأته شركة النظافة بمهمة تنظيف محيط فيلا الفنان ” الشعبي ” المشهور ….
عبدالرحمان الصوفي / المغرب
——————————-
3 ق . ق . جدا
————–
كان مهوسا بالجمع والزيادة …كارها لكل نقصان أو خسارة… في يوم من أيام الحجر الصحي ، قال لزوجته : ” سأخرج لشراء سبع بيضات… ” ، قالت له : بل أحضر عشرة ” صاح في وجهها غاضبا :”أصبحت أكره تصاعد الأرقام و الزيادة …” رمى بالفاتيح التي كان يحملها على الأرض …ارتفع صوت خصامهما..أخرستهما مكالمة من ابن عمه في المهجر، يطلب منه مبلغ شراء قبر …تعانقا وجثما على ركبتيهما وهما يبكيان…يكرهان الآن كل زيادة أو نقصان…
عبدالرحمان الصوفي / المغرب
—————————————————————————–

مقاربة نقدية ( مجدالدين سعودي ) لقصة من زمن الجائحة لعبدالرحمان الصوفي .

قصة من زمن الجائحة لعبد الرحمان الصوفي (مقاربة نقدية)
———————————————-
مجدالدين سعودي – المغرب
——————————
استهلال
———
كلما أردت الكتابة عن هرم ابداعي من حجم الأستاذ الناقد الذرائعي عبد الرحمان الصوفي ، الا وشعرت بحجم المسؤولية ،لأنك تتعامل مع نموذج للمثقف العضوي الناكر لذاته والمدافع عن الانسان والقيم الانسانية …
عبد الرحمان الصوفي أيقونة النقد الذرائعي والبهاء الانساني لن يكفيه مقال أو مقالات عن تجربته الابداعية والنقدية ، بل يحتاج لكتاب يلامس تجربته ، وهو ما سنعمل عليه في المستقبل ان شاء الله …
————————————————-
في توظيف الزيادة والنقصان
————————–
سننطلق من نهاية القصة القصيرة جدا، وننقل هذا المشهد الختامي الجميل:((يكرهان الآن كل زيادة أو نقصان))…
——————————————————————–
في مفهوم النقصان
———————-
حسب القواميس يمكن تلخيص مفهوم (النقصان) فيما يلي :
(أنقصَ) يُنقص، إنقاصًا، فهو مُنقِص و(استنقص الثَّمنَ) طلب تَخفيضه و”استنقص ثمنَ الدَّار ليبتاعها”.، والمفعول مُنقَص و( أنقص راتبَ فلان) نقَصه؛ قلَّله، اقتطع منه “أنقص الأجرَ/ السِّعرَ”
تناقصَ يتناقص، تناقُصًا، فهو مُتناقِص و( تناقص الشَّيءُ) قلّ عمَّا كان عليه تدريجيًّا “تناقَص الماءُ في البئر- تناقص عددُ الحاضرين- تناقصت نسبةُ الحوادث: تراجعت وهبطت بصورة ملحوظة”| فترة تناقُص: فترة تناقُص وجه القمر المنير.
——————————————————–
في مفهوم الزيادة
——————–
و(الزِّيادَةُ )ما زاد على الشيءِو(الزِّيادَةُ في الأجورِ )إِضافَةُ نِسْبَةٍ مِئَوِيَّةٍ على الأُجورِ الأَصْلِيَّةِ وزَيادَةً عَلَى ما قُلْتُ : بِالإِضافَةِ إِلَى، عِلاوَةً عَلَى ما قُلْتُ …
———————————————————————————–
ان الزيادة أو النقصان في زمن الجائحة ، أمر مستفز ويدفع للقلق ويجعل الأعصاب متوترة ،لأننا نعيش زمن كورونا وأخبارها وما قتلت وما تم شفاؤه والوقاية والعزل الصحي وتغيير نمط العيش والحياة …
تقول الأستاذة مجيدة السباعي عن هذه القصة القصيرة جدا :(( جميل جدا توظيفك للزيادة والنقصان كرمز ودلالة وايحاء تومئ الى أوضاع عدة ..خاصة وأننا نعيش ظروفا عصيبة لا تغادرها أرقام الزيادة والتي دوما في تصاعد مخيف..)).
بينما يقول الأستاذ القيس هشام : ((هنا تصبح ترميزة البيض والرقم 7 المطالب تغييره لرقم
10 وهو رقم يفيد الكثرة هو رغبة ملحة في استنشاق الحياة ..))

—————————————————————————
في توظيف البيض
——————-
جاء في القصة القصيرة جدا لعبد الرحمان الصوفي ما يلي: (( قال لزوجته: ” سأخرج لشراء سبع بيضات… «، قالت له: بل أحضر عشرة “… ))
يقول الأستاذ القيس هشام : (( البيضة في موروثنا الجمعي الفرعوني في بلاد النيل تعني الحياة ….))..
ان التركيز على شراء البيض له عدة دلالات اجتماعية ، فهو أكلة الفقراء لرخص ثمنه وسهولة طبخه ، وهو عنوان مطبخ الفقراء ، ولهذا يركز الزوج على شراء البيض فقط …ان اختلاف الزوج والزوجة لم يكن على البيض ، بل على العدد ، فالعدد 7 يرمز لأيام الأسبوع كأن الزوج يتمادى في الاقتصاد في زمن الجائحة وتهافت الناس على شراء أكبر عدد من المواد الأساسية وتخزينها عكس الوج الذي لا يريد الا شراء بضع بيضات لا تسمن ولا تغني من جوع …
——————————————————————————————-
خاتمة
———
وتقول الأستاذة مجيدة السباعي : (( القفلة ناجحة جدا.. هناك شبح الموت المخيم والاخبار الحزينة التي تتقاطر من كل البلدان وحدها اوقفت خصامات بين الاسر تتقد لأسباب تافهة بسبب التزام البيت للحجر الصحي.. الذي لا مهرب منه لدفع هذه الجائحة اللعينة .)) .
يقول عبد الرحمان الصوفي في قصته القصيرة جدا: (( ارتفع صوت خصامهما..أخرستهما مكالمة من ابن عمه في المهجر، يطلب منه مبلغ شراء قبر…تعانقا وجثما على ركبتيهما وهما يبكيان…يكرهان الآن كل زيادة أو نقصان)). …
عاد الزوجان لرشدهما بعد مكالمة القبر ليستنتجا أن الحياة يجب أن تستمر رغم الأهوال والموت …
ان قصص الهرم عبد الرحمان الصوفي تستمد شرعيتها من الواقع المعاش واستثماره العميق لجائحة لكورونا وتوظيف الأدب لخدمة قضايا الانسان …
—————————————————————————
مجدالدين سعودي – المغرب
—————————–

ق . ق . جدا
كان مهوسا بالجمع والزيادة …كارها لكل نقصان أو خسارة… في يوم من أيام الحجر الصحي ، قال لزوجته : ” سأخرج لشراء سبع بيضات… ” ، قالت له : بل أحضر عشرة ” صاح في وجهها غاضبا :”أصبحت أكره تصاعد الأرقام و الزيادة …” رمى بالمفاتيح التي كان يحملها على الأرض…ارتفع صوت خصامهما ..أخرستهما مكالمة من ابن عمه في المهجر، يطلب منه مبلغ شراء قبر…تعانقا وجثما على ركبتيهما وهما يبكيان…يكرهان الآن كل زيادة أو نقصان …
————————————————————————-
عبدالرحمان الصوفي / المغرب
———————————————————————————

قصتان قصيرتان جدا ( زمن الجائحة ) بقلم : عبدالرحمان الصوفي / المغرب

قصتان قصيرتان جدا

ق . ق . ج ———-وداع عن بعد ——————–
عبدالصبور قروي متسلح بالشهامة والأمل والعزيمة ، لم يرهبه ركوب قوارب الموت للوصول إلى ضفة جنة السعادة …حالفه الحظ في تسوية وضعية الإقامة ، وخانه في إصابته بالعدوى المجنونة …من داخل غرفة الانعاش تواصل بتقنية الفيديو مع عائلته المفجوعة …عيناه مغلقتان تجاه الخارج ، منفتحتان على اتساعهما إلى داخله …امتداد المجهول الغامض في داخله لا نهائي … فتح عينيه المرة الأولى رأى أمه وهو بين يديها كطفل في الخمسين تطعمه …تحممه زوجته بحرص خوفا عليه من أخوات كورونا …أغمظ عينيه على أغنية تحفظها ابنته للسيد دروش ” أنا هويت وانتهيت ”
عبدالرحمان الصوفي

———————————————————–

ق . ق . ج ———— جريمة قتل ديمقراطية ——-

– قبل زمن الكورونا …
ديقراطية اللعب فرضت على طبيب أن يتضمن برنامجه الانتخابي بناء مستشفى يكون ثامن عجائب الدنيا السبع …ديمقراطية اللعب فرضت على لاعب مشهور أن يتضمن برنامجه الانتخابي بناء ملعب يكون ثامن عجائب الدنيا السبع .

أسفرت اللعبة الديمقراطية على فوز اللاعب المشهور …
– زمن الكورونا …

أول افتتاح للملعب كان استقبال عشبه لتوابيت إصابات الكورونا ، أمام أعين شباك لم تهتز ، ولم يهتز لها جمهور المدرجات زمن الحجر الصحي …

يقف اللاعب البرلماني بعيدا وهو ينظر إلى عشب غطاه لون خشب بني قائلا : ” ارقدوا في سلام …أنتم هنا لتتأكدوا أني وفيت بوعدي … باب الملعب سيبقى مفتوحا في وجه توابيت كل إخوانكم كما فتح لكم … ” .
تعود الجنود سحب الجثث وهم يتلذذون بوهم النصر ، أما اليوم فقد أدركوا جريمة قتل الإنسانية …”

عبدالرحمان الصوفي / المغرب

بقلم : رشيد الأطرش

..القاتل/الضحية..

تقيدت حريتي
حجر صحي
أيام معدودات
بين زوايا البيت
ابحث عن المعادلة
“اليوم المعدود
كسنة من يوم الحرية!”؟

أيها الإنسان
كم كانت كبرياءك جريمة!
ولَدَت القاتل/الضحية
كم هو قبيح بيت العنكبوت!
أيها الإنسان
هل شعرت بفعلتك؟

بعد فوات الأوان
أدركنا فهم الألوان
لوحة بطلها جهل إنسان!
لم ندرك فهم التاريخ
و أبعاد الضباب!
كقوم نوح و عاد و ثمود
و الذين من بعدهم..!!

ما أعظم هذا التراجع!
كم هي سريعة و نثنة رائحة
القاتل/الضحية!
اسنشقتها كل القارات
أُفْرِغت كل الأزقة..
قيدت حريتي!
كانت المعادلة..

النهار يتبعه الليل
ينساب مني الدهر..
في داخلي لا شئ يمحو الزمن..
سنوات مضت
كعطر انتشر في الريح.
أشاهد أوراقا
تسقط ببطء أمامي
كفراشة فوق الزهر
أصابتها نثانة القاتل/الضحية.

رشيد الأطرش..03/04/2020.. شفشاون

بقلم : عبدالعزيز أبو رضى بلبصيلي

قصيدة بعنوان:…… حجر و سفر.
بقلم عبد العزيز ابو رضى بلبصيلي.

أعيش الحجر الصحي….
بالمزلاج أغلقت الباب.
وعبر نافذة هاتفي…
أجوب العالم كالسحاب.
رحلة…غالبٱ تتعب..
بمشاهد…الألم والعذاب.
بشر يتساقط…دومٱ…
أوراق خريف…بلا حساب.
أرواح..ترحل وتودع…
بلا صلاة…ولا خطاب.
فيروس شرس…يفترس
يتضاعف…بلا إنجاب.
يكتم الأنفاس…
حرم الإقتراب.
فرق الجمع بقسوة…
فرض التعقيم…والحجاب.
والأرض مجرد قرية…
يقضم أهلها.. بلا أنياب.
دنيانا…متاع غرورنا…
في لحظة…أصبحت خراب.
ما أقساها لحظة….
تذكر بالقبر…والإياب.
عزلة…فيها عبرة….
ودعاء لطف…قد يستجاب.
يانفس لا تجزعي…
كل يوم…للردى…إقتراب.
وبحمى ربي…لوذي…
ما تبقى….مجرد سراب.

بقلم عبد العزيز ابو رضى بلبصيلي.
ٱسفي.. المغرب..3.4.2020

بقلم أخي الفاضل : أحمد الشاهدي / المغرب

■■■■■□■《نداء للسلام》■□■■■■■

هيا تبوئي مكانتك
القلب مسرحك المفتوح
غن و ارقصي كيف شئت
اعزفي نشيد الروح
اطرحي عنك كل المسوح
ما في عقيدة المحبين حرام
غير الهجر و الدم المسفوح

هيا اصدحي بالصوت العال
غط عن كل صوت مبحوح
أعلني لكل من يغالي
بمزيد من التوضيح و الشروح
كل المعتقدات و الأديان
أساسا لخدمة الإنسان
لا للإستغلال و القِنِّ المفضوح

هيا يا رمز الحب و السلام
أعلني مذهبك السموح
انشري الفضائل و المكارم
و ابعثي فينا الحب الجموح
لا تركني للذي عشق الظلام
اختار الرعب عوض السلام
و باسم الإله يسفك الدم و يزهق الروح

هيا تبوئي الصدارة
أوضحي الحب و السلام بكل الشروح
انشري الفرح و البشارة
و أنشئي للأمان آلاف الصروح
واسي آلاف الضحايا
و ضمدي لهم كل الجروح
أعلني أننا على العهد
حتى نقضي على كل القروح….

بقلم الأخ الفاضل : علي الزاهر / المغرب

بوح في الكورونا ….

لغط الأطفال ….

إلى بعيد تأخذني اللحظة ،
تقاسمني لغط الأطفال على أرجوحة
منسية خلف جدع الشجرة …
ألملم بعض ما تبقى لدي من الحنين ،
أرى به أفق ذاكرتي المتعبة ..
أحاول في يقظتي ، أن أستمد
من الوقت اجتيازه عمري …
فيأخذني الآه ، نحو جذبة الصمت المراق
على بياض صفحاتي …
آواه ، منك يا عمري …
ها أنت تمضي ، مثقلا بالحنين و بالأنين
تسابق لحظي بين شتائل وهمي ،
تجري بلا انتظار ، لترسم في سبل الخطو ، خارطة أخرى للسؤال …
آواه ، ما عادت الكلمات مطية
هذا البوح الآتي من عبق الماضي …
وحده الحرف في رحلتي ،
يدرك ما للقصيدة في سطوة الأيام
من نجوى ، من صلاة العابد في سره
و من سالف الذكر في عرصات الوهم المستطير …
أواه ، يا أنفاس ذاتي عمق صحراء
تمتد مني إلي غابة من الوهج المسجور
تحاصرني بالسؤال ،
و بالسؤال ترميني لأفق ظني
و تجلدني على قارعة الذكرى
تسلبني في لحظة البوح قافية الشعر ،
ترميني الجمرات على أهداب الحنين
و يسألني الصحب عن جدوى التفاتة
صوتي في الآفاق ،
و هل سيكفي وجع واحد كي يسد
مداخل رغبة جامحة عمق هذا السراب …؟؟
أواه ، يا ذاكرة مشبعة بغيم الآه !!
ما لرواد مدائنك الآن ٠ لا يُسَلٌِيها
وقع الأغاني الرابضة جمرا
بين حقول الصمت
و تجاعيد الوهم النابت
خلف هذا الصحو ..؟؟
تركت لهذا الغياب ، نشيد اغترابي
و سرت ممتطيا خطوات الحزن الرابض
في جنح القصيدة ، أسدلت
ستارة المشهد الأقسى …
و مضيت على جمر السؤال
تاركا وهم انتصاراتي ، يعيد إلي
طفولة صمتي …
و يرسم لي من بريق انكساراتي
عهد آهاتي الجديدة …

علي الزاهر تنجداد المغرب

بقلم الأخت الفاضلة : خديجة بوعلي / المغرب

مصل للنجاة

اغدقوا الحب
من كل كأس شلال… زلال
ذات اليمين و ذات الشمال
مصبحين…
هبوا لحلو الكلام
ارتدوا ثوب الخصال
ممسين…
بشروا بحسن المآل
نادوا عبر المدى… عبر ترددالنبض
و أوتار الشغاف :
رحمة الله أكبر من الوباء
مشيئته…. تقهر المحال

أغدقوا الحب …
انثروا الورود بكل بسمة
اغرسوا فسائل نخل بكل غدوة وروحة
عن خد الحزن امسحوا دمعة
اوقدوا أصابع الود شمعا
انبذوا عن المجالس قيلا وقالا وغيبة

أغدقوا الحب
أغرقوا به الكون لجة
الحب بحر حياة… أنهار سكينة
رضاب يهدئ زلزلة الفزع… يبلسم الوجع
يضمد أخاديد خلفها ارتطام الموج
كسر المجذاف والسفينة
به يُداس الشنآن…
عن أديم الاختلافات
يُنفص عباب الخلاف

أغدقوا الحب ذات اليمين
و ذات الشمال …
لا عازل … لا استثناء…
لا قطيعة.
تنظُم البلابل أحلى قصيدة
ديك الفجر يصيح مستبشرا
مناديا : حيّ على المحبة
حيّ على المحبة
حي على الحياة
خديجة بوعلي المغرب

بقلم الأخ الفاضل : أحمد أبويبس

هزيج الوجع

لا حول ولا قوة إلا بالله

طيور الفجر غادرها الكلام،

بات أثيرا على مدارج الفراغ يحومُ

جذوع الطغاة تمردت أغصانُها عن السلام

تركت فشورَها للأبرياء تلومُ

من يتَّمك أيها الفرح؟

من جرح وديانَك لتسيل دموعا خرساء، مذاقُها حَمُوم؟

ولجْتَ عرين الصمت منقادا تلعن القدر بلا رغبة

علَّقتَ على ربوة المآسي بطاقةً عريضةً مَحاورُها الرهبة

وجاء الوباء،يضخ في الوجدان سقماً يسومُ

سبحانك يامُبدل الأحوال

اليوم ، انعزلَتِ الجموعُ في صمت، نائحةً، تُنشِد المراثي في حَزَنْ

والتزم القهر بوخْزِ رقائقِ المشاعر حُقُـناتِ الأوبئة والعفن

حتى السكينةُ انصهرتْ جليدا قارسا تحت إِمْرَة: عنوانُ بَلاطِها المحن،

والهزيج أضحى عَجاجا يتبارى بحزم على الرواتب الأولى في برامج الوسن

وها هي النتيجة………..

فصبرا ياورد،إِنْ نمت مكسورا ،غير فواح في مقصورة الوهن

أيامتغطرس !! يا ذاك الإنسان !

هاجر البَقْـنِينُ بستانك فارا إلى حيث الأمان، فحلت محله أسرابا من الغربان،

نأَتِ النوارسُ البحار، قــنَّـنْتَ وِجْهتها بِفَـتاوي الأحزان،

فتَـسَلط كروَانُ الوباء ملغوما متدثرا بكثرة الألوان،

وها هو الآن ،

ينط فرعا فرعا غير مبال ولا مفزوع، على وريقات الأغصان ،

ينفث غُليُونَه المسمومَ أمراضاً لوثت اليابسَ والبحار ،

يعطس الجراثيم رضابا لتتَـزَعْزعَ سلالمُ الكُريّات، حتى ينغرز كمدا في خلايا الأبدان

فَيا أيها الآدمي !!

ما لي أرى أثاثَ الصدر وقد تزيَّن بمساحيقِ العلل، وتحوَّل صبيبُه إلى غبار؟

و أمواج البهجة تبدو كسلانة ، لا تنشِّطُها الرياحُ لتلحق جوفَ المحار؟

ــ أرى الجمود استنكر الهدوء وهادن السيوفْ.

والصمتُ بات سيَّاراً في الدواوير والكهوف

ولم ينزلق أحدهم لحد الآن عن المسار….

اعلم يابني الإنسان، أن فهرس الأوبئة لازال طويلا،

يرخي بأوراقه تباعا على العباد

واللاأدريةُ يوماً عن يوم، تحمل صراخا وعويلا،

تحاصر الجثامين على مساحات العالم بلا حياد

فيارازق النجاة، خمِّدْ زائرتك الملعونة

فشرانق الأمل لم ترْسُ بعدُ على رفوف الحضائرْ …

أنزِل عونك الغزير حتى تتحرر الودائعُ المعزولة،

وتنعتق بعد انكماشها السرائرْ

فالجائحة غسلت الأفواه من براثن الوِشَاية المنقولة…

وكشفت رغما عن أنف الجُناة المرائرْ

أيها المساكين ! دندنوا الأناشيد والنواميس ، ورتِّـلوا الدعوات

فالرحمان ما تنكر لجميل، وسيُرشِد فيالق الحكماء يوما، إلى موطن الآيات

أحمد ابويبس: ناكويا سيتي اليابان 01/04/2020

بقلم أختي الفاضلة : خوله رمضان

لصوص / بقلمي خوله رمضان

ما هذا
فعلٌ جائٌر أم عصيان ..؟
أم بقايا مؤامرة
أم ثورةُ عنفوان ؟
أم خبرٌ مفتعل
زعزعَ الأمان ..
زرعَ في أعماقنا الخوف
فطافتِ الأحزان ..
أجابني صوت الضّمير :
لا، يا أخيّة
هذا فيروس خطير
مكانه الأحافير
طوّرهُ العلماء
في مختبرات يحكمها
الشّيطان،
وانقلب السّحرُ على السّاحر
فوصلنا العدوان
وصار كالطّوفان …
حربٌ عالمية ثالثة
فتنة المسيح الدّجال
تفتك بالأوصال
تهدرُ الأوطان،
تهزّ الأركان ..
تنهي حياةَ ضعيفِ البناء
وكلّ مُسنّ لا يقاوم خفافيش
الظّلام ..
يا إلهي :
كلّ الشّهامة صُفّدتْ
وكلّ النّخوة أُعدِمتْ
ونحنُ في بُؤر المؤامرة
تتلبسنا الحيرة
مجبرون على النّسيان
والبقاء هنا خلف الجدران ..
وهناك من يبحث عن ديار تأويه
مشرّد
نسي الأسماء والعنوان …
فأعداء البشريّة،
يعزفون الخراب بالألوان ..
بصوتٍ جابَ الفضاء
يَصدحُ بالوباء. ..
وقصصٌ مُبهَمة
تراتيلُ حقدٍ ملوّنة
تعزفُ الدّمار
تلحّنُ الموتَ على الجدار
‏وفي الجوار ..
متى تنتهي المهزلة
وتُعفى الرّقابُ البريئة
من المقصلة.. ؟
فلا نبقى لقمةٌ سائغة
في أفواهٍ فاغرة
تحيكُ قصص الفناء
تجلبْ إلينا العناء ..
متى نصلُ الأرضَ بالسّماء،
فيتنزّلُ الغفران،
ونُنهي سيادة لصوصٌ
أفسدوا هذا الزمان ..
لوّثوا رمز الصّفاء،
تاجروا بإنسانية
‏ الإنسان .. !!

بقلمي خوله رمضان

بقلم : وهيبة محمد سكر

((في بؤرة وعيِّ))
……
تحتل بؤرة مشاعري ..!!
لا أرى سواك بمخيلتي ..!!
ياعشقا ذوبني ….
ياهارموني موسيقاي …
مابيدي أمري ..
يأشجاني ما هذا الشجن..
كل أموري بيدك ..طوع البنان..
أعود إليك اتساءل ..!!
عن كل أمر …
قد تجيبني ..
وقد أحتار …
وليس لي اختيار..!!
رؤاك بخواطري ..
ربان سفينتي …
ومنارتي ومجدافي..
أينما يممت وجهي أراك …!!
تبث في روعي خطابك ..
خواطرك تظلل أفقي ..
مرسلة زاجل لعقلي …
كأنني أنت..
وأنت عقلي ..!!
تفكر لي…
أفكر بك ..
أستلهمك صوابي ..!!
تلهمني رشدي ..
في بؤرة شعوري تكمن ..
ترسلني زخات زخات ..
في انهمار الشوق وتاريخي ..
أنت تاريخي ..!!
لا سبيل لنسياني ..
أنت أنسي ..
يا ليل البدر ..
وشهيقي المختار …
أين تذهب مني؟ !!
أنت هنا تشاركني…
أتلمس وسادتي ..
عطرك فيها …
يا فؤادي …!!!!
الشاعرة وهيبة سكر

📷

بقلم الأخ الفاضل : باسم عبدالكريم الفضلي العراقي

…. {{ إحداثياتُ النقطةِ ( وطن ، حرية ) }}……
…ـ [ من / جمهوريةِ الخوفِ
…….الى/ جمهوريةِ الخوف..
………… الطريقُ سالكةٌ… أَجِبْ ..] …الإبتسامةُ ملعونة
والعيونُ مفازات..
والإنسان
محضُ رقمٍ
مكسورِ الخطوةْ
و….. بهتانْ..
لابدَّ من الحلم
أوِ الإندثار..
……………………………………. ـ أَجِبْ ـ
… في
مساجدِ الأماني
يتدحرجُ
وفَرُ الوعودِ
البُراقيَّة…
………………………………….. ـ دائماً يُستَلَم ـ
فمتى يكون لي
إسمٌ
لايعرفُ النَّحيبَ
في مُدُنِ السَّراب..؟؟
……………………………………. ـ لن يُجيب ـ
….. عاجل… عاجل.. :
ألــ….. ستُجرى في
موعدِها المقرر….
……………………………………. ـ أُستُلِم ـ
…………………………./..الصمتَ..الصمتَ
……………………………..لايدوسَنَّكَ الوثنُ
…………………………………الأخضر
……………………………………وعيونُه..
والوردةُ تضوع
حممَ خرائبي
وكلُّ الأوانِ
تذبلُ
على غصنِ الأمل….
……………………………………ـ لم يُجِب ـ
و…هيهاتِ أن
يبتسمَ
بُرعمُ الوعدِ
المحصود
لمرافيءِ السَّكينة
فقد أوغلَ
وطواطُ الغيران
المقدَّسةِ
في بساتينِ مَهدي
وإختطفَ
منابعَ الفجر
…………………………………… ـ مؤكَّدُ الإجابة ـ
فلا مناصَ
من المقامرةِ
بآخرِ رؤوسي
على موائدِ
اللجانِ الأمنية
فما بينَ الإصبَعِ
والإصبَع…
متاريسُ خُططِ
هزيمتي
…….. الجديدة..
……………………………………….ـ لقدِ أُستُلِم ـ
..هي
ذاتُ الوجوه
ذاتُ الأنفاس
ذاتُ الأنياب
تلوطُ ….بكبدي
…… هلِ أُستُلِم..؟؟؟
…………هلِ
…………………..أُ
…………………………س
……………………………… ـتـُ..
…………………………………………….لَمْ…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ / باسم عبد الكريم الفضلي ـ العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: اللام في ( لم ) الأخيرة وهي اخر مقطع في
كلمة (أُستُلِم) المبعثرة، مفتوحة عن قصد دلالي

بقلم أخي الفاضل : يزيد العلوي الإسماعيلي / المغرب

★الصراحة !! ؟؟★

قــــالو الصراحة راحة ، وانا في صراحتي واضح *
صريح و ما نخبي شيء ، حكمو و وصفوني قاسح
مــــــــا نْجِيد نزوّق لَكلام ، ذا نا و ذاكَ طبعي
على صراحتي كنتلام ، و قلبي راه مســَـــامح

قـــــــالو الصراحة ساحة ، و كل من دْخُلْها رابح *
دخلت ســـــــوقي بصراحة ، و خرجت كثير مقابح
ذا لام و مــــــــا رد سلام ، ذاك صار فيا يدعي
ناسي عشرة لَعوام ، و جا اليوم فيّا قــــــــادح

قـــالو الصراحة واحة ، من جال في مقامها ناجح *
زرت جنـــــــــــان الواحة ، خرجت مرمي نتلاوح
عاثر في وسط ظلام ، ضـــــــارب ساقي كرعي
الرجلين صارت قوام ، ناقصني غِ ســـــــــــارح

قــــــــــالو الصراحة باحة ، قاصد بابها يستارح *
ادخلت ابواب الباحة ، مـــــــــا جنيت غير طرايح
و اسمعت منقّي الكــــــلام ، حتى صم ليا سمعي
بهتو عليا ف احكام ، و السباب غير القــــــــاسح

نقولها بكل صراحة ، و بصراحتي نزيد نصارح *
ما لقيت فهمس الراحة ، و بِجهار هاني صادح
يـــــــا ريتني نحكم لَوقات ، و نقول لِيَّامي رجعي
مــا نعيش ما شفت اليوم ، و نعود كيف كنت البارح

بقلم : يزيد العلوي الاسماعيلي
في : 02 * 04 * 2020

بقلم الأخ الفاضل : عبدالجبار الفياض / العراق

موتُ القيصر

آهٍ
توقدُها جمرةُ ألمٍ في أعماقِ الحُزن الممتدِّ ذهولاً
يغمضُ عينيْه عن حصيدٍ
لم يرَهُ من قبل . . .
ريحٌ
لا تقبّلُ للفجرِ يداً
كأنّها من وادٍ
يتزاحمُ فيهِ الأمواتُ
أتتْ . . .
رمى مورافيا رأسَهُ في حضنِ امرأةٍ من روما ١
يستنشقُ أمسهُ النّديّ برائحةِ ما وهبتْهُ لعاشقِها امرأة . . .
لم تعدْ كُلُّ الطّرقِ تؤدي إليها
فرغَتْ إلآ من غازٍ
جُنّتْ يداه . . .
فالتّابوتُ ليسَ برغبتهِ أنْ يحملَ واحداً . . .
ما لمقبرةٍ بوجهِ رزقِها بابٌ يُغلق !
. . . . .
فينيسيا
ذاتَ الوشاحِ الشكسبيريّ
ما بمثلهِ سواها اتشحتْ . . .
موجٌ مفتولٌ ضفائرَ للشّمس
تغفو على وسادةٍ من ماء . . .
من على شرفتهِ المُعلقةِ بأستارِ الغيمِ
يشربُها الغيثُ كأسَ سُلاف
ينكسرُ ضوءَ شعرٍ في مقاماتِ عشقٍ تحمرُّ لهُ خدودُ الخجل . . .
من ثوبِ التيبر ٢
تندلقُ أثداؤها سحراً بريشةِ روبنز . . . ٣
ما لقيصرَ
لا يعني لها أكثرَ من لُفافةِ تبغٍ مُبتلّة . . .
أتذكرينَ تاجراً
حملَ إليكِ الخبزَ ذاتَ يوم ؟
آخرَ
أرادَ أنْ يستوفيَ ديْنَهُ لحماً من غيرِ دم ؟
. . . . .
لا قواربَ
يضجُّ فيها الحُسنُ صباحَ مساء يُصيبُ مَنْ رأى بغوَشٍ
لا يَبرأ . . .
لا عيونَ تتشابكُ على جمالٍ هنا وهناك . . .
أيْ
كازانوفا
كم من قميصٍ
قدّتْهُ أصابعُكَ الماجنة
كم قادتْكَ قدماكَ لمخدعِ زوجٍ غائب . . .
لولا حضرتْ . . .
شفاهُ اللّوزِ
تحجبُها كمّاماتٌ من ورقِ الحمّام . . .
بوحٌ
تحجّرَ من خوف . . .
لم يبقَ لأهيفَ أنْ يختالَ دلّاً . . .
لا مجدافَ
يستحمُّ في لجّةٍ غزل . . .
تُرى
هل يفترُّ غموضُ الجوكندة عن ابتسامة ؟
. . . . .
أيّامٌ
تقوّستْ
ما بقي فيها لقوسٍ منزع . . .
يقبعُ في داخلِهِ أنجلو
لكنَّ إزميلَهُ
تخذلُهُ أصابعُ مُرتجفة
ليعودَ
صارخاً بحنجرةِ النّزعِ الأخير
أفِقْ يا موسى . . .
هذا يومٌ
يسبقنُي لنحتِهِ في كُلِّ ساحاتِ روما خوفٌ أخرس . . .
بلا أكفان
أجداثٌ
تبحثُ عن قبور . . .
ليتَ ما كانَهُ يكونُ غدَه !
. . . . .
يوفونتس
وأنتَ تُخفي كُراتِكَ في إخدودٍ
لا يحملُ رقماً . . .
فما عن كُراتِ حسانِكِ الفارعات ؟
كيفَ لها أنْ تلتصقَ عاريةً على أرصفةٍ
كانتْ لأمسِها
تمسحُ أحذيةَ ليالٍ صاخبة ؟
كيفَ تبيتُ تحتَ غطاءٍ
نفرتْ منهُ أشباحُ العَتمة ؟
ألوانُ الطّاووسِ فحماُ
أمستْ . . .
يرسمُ فيهِ موسوليني ملامحَهُ البائسة بما استقذرتْها أرجلُ الذّباب . . .
ليتَهُ أخبرَ الفوهرر
أنًّ لآدمَ قلباً واحداً
ينبضُ فيهِ كُلُّ العالم . . .
محاق
مسحتْ كورونا سبورةَ الزّمن !
. . . . .
عبد الجبّار الفيّاض
آذار / 2020

١ – البرتو مورافيا
مؤلف رواية ( امرأة من روما) الشهيرة ورواية ( امرأتان) الذي تحول الى فيلم سينمائي حصدت فيه الممثلة صوفيا لورين جائزة الأوسكار عام ١٩٦١ .
٢ – نهر في ايطاليا .
٣ – بيتروس باولوس روبنز
ولد في28 يونيو 1577 ألمانيا.
توفي في 30 مايو 1640 بلجيكا.
تأثر روبنز بالمدرسة الإيطالية التي درس فيها على مدار ثمانية أعوام في عصر النهضة الإيطالية . عرفت لوحاته باكتناز اللحم الأنثوي.

بقلم الأخ الفاضل : سعيد محتال / المغرب

كورونا
أيها الوجع الملعون
من أيقظك من سباتك
قبل الوقت الموعود
كيف تمكنت من اختراق الحدود
يؤلمني أن أراك تسرق حياة القلوب
ليس للأرض سواها
ستشكوك إلى خالقها
إن ظللت تعبث بأبنائها
كنتَ وراء من ضيّق صعود الفجر
فيا بلاء انكسر
صارت الورود تُسقى بالدموع
النهار يرتجف من وجع الظلام
الرئة داخل القفص تخور
الجسد انكمش من عناء الجلوس
لا أحد يشهد زفاف القمر
ولا البحر أطربته زخات المطر
الفكر تائه يجر عباءة الحجْر
كورونا
بتَّ وحدك تتسكع
أُغلقت الأبوابُ في وجهك العنيد
تتغذى على فتات الريح العسير
عُد إلى الرشد ولا تتجبر
ستزول ألسنة نيرانك وستتمزق
سأزف إليك قميص البشير
ستخضرّ السنابل
ستتطهر الأرض بماء المُزن
فتعود البسمة لأوراق الشجر
سيهزم جَمْع الحزن ويولي الدّبر
ستجد نفسك بلا نصير
يخذلك الشر الحقير
يهرب عنك من أوجع النهار الضرير
فخّ الطير ينتظرك في الطريق
تطاردك نسمات الربيع
ودعوات الطفل الرضيع
وبكاء الشيخ الكبير
مُت يا كورونا
إن كنت تخشى رَجْم النجوم
الغيوم أثقلتها الهموم
أيها الفجر القادم
حطّم سكوتَ اللقالق
كي تَزفّ إلينا عرس المآذن
سعيد محتال
01/04/2020

بقلم : باسم عبدالكريم الفضلي العراقي

{… من تضع المعاني ؟ }
..صمت … اصفر البراثن .. صاااااارخ النعيب
يرتّق … صدى امنيات تشيخ … في ذاكرةِ المحاجر
ينادم .. بوصلةَ شواطيء الفقد ….
ــ ماذا يخطُّكَ في صفحة الفراق..بشارة عناق ..؟
يكون…أو يكون…تكن
..ُ ذات …وعد هشيمَ النسيم العقيم
لإنشودةِ الألوان المصلوبة المواسم …
ستـ ..ــ من يرسمُ حدودَ اللعنة..؟؟
ـرقد الاحلامُ
…على بيوض الوهم الاحور الافخاذ…
لا …تعرّفُهُ
.. أيقوناتُ الابتهالات الشمعية العبرات..
فقد …
إمٌحَت …
………نضبَت …
… ــ مَن ذا يستدل على خطواته ..؟
من نواظر حانات الجنان …حين تهاوت
اجراس الغبار .. على متون مآذن الريح ….
المدن الموسومة بالأكاليل الغارية
ماعادت
تملأ انخاب فرسان معابدها
بنبيذ خيلائها … فقد تعتق بالهزائم
…/ بورصة التوقعات ..تناثرت احجار رقعها
……………………………………………..وحدَك..
ملكوتُ صمتي..
وسرُّ اغترابي.. في مدنِ الخواء ..
…، الفحيح الجائح
…… يغتصب الشوارع … يتوسد ارصفتها ، ..
وأنتِ
… وحدَك
سيدَة الأسرار
إلهَة القفار والبحار
دورةَ الليل والنهار
ربَّة الأسباب
حضورٍاً ابديا
في كرنفال الغياب
تغرسين
سنابل النور
في حوالك الاحضان
فتزقزق
بكلَّ أبجديات النشور
وتورقَ
في رحمِ الجراح
صرخة ميلاد
تحصد الافول

——————/ باسم الفضلي العراقي

بقلم الأخ الفاضل : إدريس لحمر / المغرب

كورونا وملحمتنا

الله أكبر هذا شعب مكرمة
فيه المحاسن تفصيلا واجمالا
غدا مثلا اعلى لدى كل امة
في الخير والإيثار عزا واجلالا
الإتحاد والتماسك لاعلى منة
المغرب أولى يزهو بها ويختالا
حيثما حللتم هنا في مملكة
فسوف تلقون التلاحم آمالا
هي أوقات بكل العالم عصية
يمر بها المسكين ومن غالا
سدة عالية بيننا جد حكيمة
لن تجد لها في كل العالم امثالا
أعطى البرهان في كل ملحمة
وعادة .الأسد ينجبن اشبالا
فليس مستغرب أن تفخر بمملكة
ملكا وشعبا على أن نالا ما نالا
فليبارك الله خطوات هذا الوطن
ولتبارك باحضانه نساء ورجالا
فيروس خرج من عقاله محتقن
ليصطاد ما من بطريقه جالا
فبحق البراءة في عيون الاحفاذ
وبحور الشعر والانثار المرتجلة
وبحق القداسة في عيون الأجداد
لا تتخطون القوانين المكفلة
تلكات في الكتابة ظنا مني
أنها سحابة صيف مرتحلة
ما كان في الحسبان أن التمني
لا يجدي مع جائحة متغلغلة
أردت الدنيا كباحة سجن
وكل العالم فيها قد نزلا
كما الشمس في رحلة الخلود
ستعزف النصر على ناياتها املا
تفتحت شهية كورونا بالوجود
لكن هنا سيحمل حقائبه ليرحلا
سنعرف التحدي على باب الرجاء
إذا لم نغادر نحن الدار والمنزلا
تذكر الأهل المرض الكفن والخلاء
التي تنتظر من تهور وتجاهلا
بقلم إدريس لحمر….

بقلم : عزيز لعمارتي

” قصائد في زمن الكورونا ”

كالخديعة في رحم التاريخ
هذا الداء
كالضيف الذي لا يرغب
في قدومه أحد
كالموت البطيئ
النائمة على وسائد الظل
كصبيب من ذعر
يتجدد ببطء
في ذاكرة المساء
كفاكهة فاسدة
تأبى السقوط
من الغصن
كحمامة مهاجرة
تعذر عنها الرحيل
كمدينة تسجن ساكنتها
تحرم عليهم الهمس
الأحضان والقبل
وأنا من وراء نافذة البيت
أرقب الأشباح التي
خرجت للتو في نزهة
حول الحديقة
لا أمل في الرجوع
إلى نقطة البداية
وقد فقدت بعضا مني
محنطا بالخوف
من مجهول
يرتدي كل الأقنعة
يسكن في رأسي
ولا يفارقني
كورونا أيها الداء الخفي
أريد أن أرى وجهك
وأنت تغرس خنجرك
في ظهري
تطبق على أنفاسي
تسحب الضوء من عيني
بكل العبثية التي تلف
هذا الكون ..

.. عزيز لعمارتي ..

بقلم : رشيد الأطرش / المغرب

.. صرخة أمل ..
غراب يطير بحرية
كوردة سوداء على نعش متحرك
يستمع إلى صمت الجنائز
هناك أمل في الوجود!

يا قلقي الهادئ ..
كل الأشياء العشوائية
كل الكلمات المرتجلة
قالت دون تفكير
لا أحد يخسر ولا أحد يفوز!

مشاعري تنجرف بعيدا
جهدي ذاكرة غامضة
ككلمات عالقة في الأذهان
تصنع اليأس..تحطم الآمال
كنحل يسرق عسل المستقبل!

ضاعت مني رغباتي في رغباتي
أيها القلق الصامت
للعالم فتاة صغيرة
أحبت الربيع.. الورد والياسمين
مثل الفتى يحب طفولته
قوة الماضي النقي !!

رغبتي في الحياة..
جسد حفر في الليلة الثقيلة
آمالا أعمق من البحر
كشجرة تنفصل عن الغابة الخالية من الهواء
تناجي ..
صرخة أمل .. !
..رشيد الأطرش.. شفشاون المغرب..29/03/2020
..
اللوحة بريشة صديق الحرف و الريشة برحمة نورالدين..

بقلم : محمد علاء الدين

**************************
******(( عوده الروح ))******
**************************
بتاريخ اليوم أبحرت لجزر الكلام
قاطعاً السبل نحو أوطان الاماني
متوشحاَ بعزله عن جميع الاقوام
متيقناً بالبشرى بأن لا يرد سؤالي
أنقب عن الدر في لغات كل الآنام
أحبو في الفصاحه ببديع المعاني
عاقداً العزم وقاطعاً لحدود الايام
متقلداً قلمي ممتطياً رياح خيالي
عازماً النيل لاجابه جل الاستفهام
متصدقاً بالعمر حتي تحط رحالي
أجوب البوادي والمواني والاحلام
لاعبر فوق جمر الصعاب ولا أبالي
أجابه الكواسر بلا خيل ولا حسام
وأبذل الروح رخيصه فداء لقتالي
فلا صوت اليوم لرجوع بل للامام
فالان قد قتل العزم صعب محالي
وصرت كريح هوجاء تمر بلا لجام
يصب بجام حمم غضبها من عالي
لاواجه جمع العالمين بلا أستسلام
فما يسلم الخانعين من سهم نبالي
اليوم لن يكبح موكبي قيود أنهزام
فالمهانه امراً ما خطر ببال خصالي
ولا ينل النصر بالتمني والاستسلام
ولكن تؤخذ المكاسب بباس نضالي
فهيا أنفض ايها القلب عنك السقام
فالمهانه دار من ظن أن العمر غالي
هيا حطم اليوم للياس كل الاصنام
وأعتنق كل أمل في رب قدير باري
اليس الله بكاف عبده فكيف يضام
من دعا اله قال إني قريب ياعبادي
****************************
*** بقلمي / محمد علاء الدين ***
****************************

بقلم : يزيد العلوي الإسماعيلي / المغرب

. ★ يا المولى ★

يا المولى جُدْ عليا ، و زِدْ نصحي و صــــلاحي ★
كنت غـــالط و درت ذنوب ، جيت طالب لَسماح

يا المولى قـــاصد بابك ، حامل بيْدي مفتاحي ★
و من قـــاصد باب المولى ، غي يوصلو يرتاح

يا المولى طالب رجاك ، شْفِ همي و جراحي ★
داوي دايا يـــــــا ربي ، و ادهب عني لَقراح

يا المولى غِثٔ الأمة ، في صحــاري و بطاحي★
هــــٰــذا دا طلّ علينا ، و مــــا لْقِيناش لقاح

ما نفعات معه سهام ، والا قضات رمـــاحي★
كورونا ما هو سكين ، لــــــٰكنّــو دبــّــــاح

يا المولى وانت العليم ، يا من اجتاب الماحي★
و جــانا بالقرآن رسول ، فيه آيــــات فصاح

فيه شفاء لذات و روح ، كنز للعقل الصاحي ★
كل من شرب من نهلو ، نـــال جنة و ارباح

يا المولى مَنّ عليَّ، بريح يطرد اشبــــاحي ★
و ارسل على كورونا ، جيش صـــايگ لرياح

يا المولى راني ندعي، في مسايا و صباحي★
لا تخلّي فينا مهمــوم ، و لا بــــاكي بنواح

رافع كفوفي طالب ، حين مـا صبْت سلاحي ★
و لا سلاح الاّ من عندك ، يا كريم يـــا فتّاح

يا المولى هذا فيروس ، جانا قص جناحي ★
ما قـــادر نطير ، نفوت باب بيتي و سطاح

يا المولى راني مكتوف ، غيثني فُكّ سراحي★
سلّط جيشك عــــَاللّوْبا ، يموت شرّو ينزاح

يا المولى راني طالب ، من لحباب سماحي ★
خوفنا صــار قريب ، يلا جــا زكام او رواح

للمولى راني ندعي ، و له طــالق براحي ★
سبحانو سامع صوتي ، حتى لو بحـــــاح

سبحان المولى العظيم ، ديما فايق صاحي ★
يسمع كل من هز كفوف ، قال يا رب و صاح

★ يزيد علوي اسماعيلي ★

بقلم : يزيد العلوي الإسماعيلي / المغرب

. ★ يا ربي يا فتاح ★

نبدا باسم الفتاح ★
نبدا باسم الفتاح سبحانو نعم الرزاقِ

اجي تسمع يا صاح ★
اجي تسمع كيف(بلا) بلا ظل فرّق زناقي

جانا من صين و ساح ★
جانا من صين مع وحوش كالوها في لسواقي

نقلوه لنا سواح ★
نقلوه لنا بسلام او ملقى بادي ب عناقي

من قاسو داخ و طاح ★
من قاسو ما نفعو(دوا) ذا( دا) لا لو ترياقي

يسبّب سعلة و رواح ★
يسبّب في سعلة بعد ڤيروس غْزا لعماقي

حصد شلا ارواح ★
حصد وْ ما فرّق بين خيمة و بين قصر راقي

كورونا ذا سفاح ★
كورونا ما يعزل بين غني و بين من هو شاقي

ذا (دا) سيفو دباح ★
ذا (دا) سيفو دباح خافي ما تلحقو لرماقي

من صابو(الدا) يتلاح ★
من صابو الدا يتلاح وسط مشفى و لا حدّ يلاقي

لا طبيب و لا جرّاح ★
لا طبيب و لا جراح لاقيين العلاج الواقي

يا ربي فك سراح ★
يا ربي فك سراح كل مسلم ناصب لحذاقي

لباب سماك يا فتاح ★
باب سماك يا فتاح ما يقصدو غير المشتاقي

نجّي كل آل و صاح ★
نجّي كل اهلى و احبابي و صحبي و رفاقي

همة و غمة تنزاح ★
همة و غمة تنزاح و الضحكة تعم كل شداقي

ترجع لنا لفراح ★
ترجع لنا و تطير اشعارنا من بين اوراقي

يبان كلام الفواح ★
يبان كلام حلو و كل غاوي يعود لنا تاقي

يا ربي يا فتاح

بقلم : يزيد العلوي الإسماعيلي
الخميس : 26*03*2020

قصة قصيرة جدا بقلم : عبدالرحمان الصوفي / المغرب

ق . ق . جدا
قبل زمن الكورونا جمعت الحياة في قرية صغيرة طفلين ، واحد قضى عمره في الدراسة ، والثاني يرعى الغنم ويتعلم العزف على كمان قصديرية …صار الراعي نجما من نجوم التلفزة والحفلات والمهرجانات ، تعاظم جهله وانتفخ رصيده البنكي ….
أما الأول فعاش مآسي البطالة التي تشبه قانون الحجر الصحي زمن الكورونا ، بل كان ينظر إليه على أنه هو وباء الكورونا نفسه …وحين حل زمن الكورونا وجدوه أول عامل نظافة يجد ويخلص في عمله لمنع انتشار الوباء ، لذلك كافأته شركة النظافة بمهمة تنظيف محيط فيلا الفنان ” الشعبي ” المشهور ….
عبدالرحمان الصوفي / المغرب

بقلم : خديجة بوعلي / المغرب

عويل الصخر

عندما تئن جدران الصمت
تتهاوى الابجديات من أعلى السطر
تطبق صخرة سيزيف
على صدر الليل
هل من ريح تحملني
على اشرعة الصبر ؟!
تبعثرني هنا وهناك
فلا اصيخ لنداءات القعر
لا انصت لغضب الموج
اغادر لعنة الوعي
عندما يشتد قيظ القهر
تزمجر الريح :
عباءة عمر قدت
من قبل ومن دبر
سيقان الشمس تتاوه
تنغرس في عتمات الغيم
تتوارى خلف ضباب العين
هل من مشكاة
تنير حلكة البوح ؟!
هل من لقالق تغادر
بالخريف الكون ؟!
بنوارس تنتدب مكانا
قصيا بالحلم ؟!
بنداء خفي يقض
غفوات الظلم ؟!
يحرض الزمن على
الهذيان والسهو ؟!
يلهم التيه كل الدهر
يغادر الوعي لعنة الصحو
خديجة بوعلي

بقلم : خديجة بوعلي / المغرب

كسوف البسمات

وغلقت الابواب والنوافذ
اشتد الحر والعواصف
انقطع التيار
في كل الزوايا و الجوانب
أفل النبض وانتصبت المواجع
اكتظت الآهات
بين المرايا والاصابع
خفت بريق الندى
على الزهور و الينابيع
شذو البلابل لم يعد يبلغ
في القلب حد المسامع
لطالما ابلغني البحر ان
الجزر للمد تابع
البسمة تقرضها سياط
الشمس بدون موانع
فقط لو أيقظتني
من السبات
دون فزع ولا
زعزعة المراكب
حتى لا ترتج بالداخل
الاشياء والاوجاع والمعالم
تتعثر في العتمات
الساعات والثواني والدقائق
يجف السهاد في المقل
تنتحر الاحلام اللوامع
الأوهام تمتنع عن نفخ الامل
في الأكاذيب
فمن الاوهام ما يزهر بلسما
يكفكف المدامع
من الاكاذيب ما يجلو
سواد الأيام والاسابيع
خديجة بوعلي
خنيفرة المغرب

بقلم الراحل : حسين الباز ( رحمه الله تعالى )

وفاء وإخلاصا للصداقة التي جمعتني بالراحل الأديب والناقد ” حسين الباز ” ، أعيد نشر وتوثيق ما وصلني منه على الخاص …رحمه الله تعالى ….
النشر،والتوثيق : عبدالرحمان الصوفي / المغرب
————————————————————————

بقلم المرحوم : حسين الباز

١/
يا سادتي..

لو قلت:

أنا لا أحمل مسدسا

إنما أحمل سؤالا

لا تقولوا:

هذا ينتمي إلى عصابة

أو من هواة فن الخطابة

أنا ياسادتي

ضقت فقط من قفصي

وأود لو أطير سحابة

وأود لو تصير لغتي

رحيقا في ثغر الصحابة

أنا يا سادتي

الحرف مغزل هويتي

لم تجعلون علي رقابة؟

لا تقفوا

في آخر الصلاة جنابة

أعيدوا للسهو إدراكه

نبهوني لسهوي

لا تشهروا بي

ليس ستر الميت دعابة.

٢/

/ يوسف (نا)
إخوتك أمكر
من الذئب …/

باعوك للسيارة
وباعوا
وجوه الوجه
فضاعوا
بدم القمصان
الملونة بالذنب
لمن الشكوى
ألعار
فيه قد انصاعوا
أم لذل
به قد ابتاعوا
الرضى،
يوسف (نا)
البدر بين الكواكب
سافر أيها المسبي
ولا تنسى
أن القميص لا يقتد
إلا بالحب
وأنك مهما سجنت
ستحكم يوما
لا ينسب الدم
إلا للصلب
سافر اليوم
وغدا
ستكيل لإخوانك
أكياسا من الحب
وسيترك واحد منهم
وليرجعوا
وليصاحبوا
آل يعقوب
سافر يا أخي
فسوف تسامحهم
الشمس لم تشرق بعد
من المغرب ..!

٣/

-( فُسْحَةٌ/ شِعْر)-

************************

لَوْ كانَ فِي العُمْرِ فُسْحَةٌ

فَلْنَعِشْ لِلْقُلُوْبِ فَرْحَة،

هِيَ فُرْصَةٌ!

وَلْنَمُتْ

بَعْدَها بِلَحْظَة.

أَوَدُّ لَوْ..

أَسِيْحَ فِي البُلْدانِ

وَأَقْطِفُ وَرْدَةً

مِنْ كُلِّ بُسْتانٍ

أُقَدِّمُها لِطِفْلَةٍ

وَدَلِيْلاً لِرَفِيْقٍ

وَقِنْدِيْلاً لِلطَّرِيْقِ

وَمِنْدِيْلاً

لأَمْسَحَ دَمْعَة.

أَوَدُّ لَوْ..

أُقَبِّلَ رَأْسَ الماضِي

أُوَدِّعُهُ دُوْنَ رَجْعَة،

وَلَوْ حرْتُ..

أَرجِعُ إِلَيْهِ بِخُطْوَةٍ

وَالسَّماءُ لَوِ اقْتَرَبَتْ

أَسْجُدُ لِلأَرْضِ

بقُبْلَة

هِيَ الحَياةُ تَلْعَبُ كَصبية

فَلْنَكُنْ لَهَا رَحْمَة

مَنْ قَالَ:

إِنَّ الحَياةَ صَعْبَةٌ

دَمْعُ السَّحابِ مُزْنَة

غَدْرُ الصِّحابِ نِعْمَة

هَجْرُ الأَحْبابِ حِكْمَة

رَعْشَةُ الشِّفاهِ بَسْمَة.

************************

٤/

وأنا أركب قلبي يا حب
ألف موجة إليك تحن
ألف نبضة تلامس وجعك
تغتسل من ملح ولعك
وتئن ،

وأنا أركب قلبي..
ألف دمعة ترن
تسقط في شوارعك
تعبث بالريح أضلعك
بوريقات ذكرى أحلام
تزن ،

وأنا أركب قلبي..
ألف ليلة و ليلة تمن
تترصدني حكاياك
تجترني شهرزاد
بأسرة ملاءاتك
تجن ،

وأنا أركب قلبي..
ألف شوق يدندن
الصبح بدفئ شمسك
يطمئن
إلا أنا
دفئي من مسافات
يركبني ،

وأنا أركب قلبي
ألف تيار يبتلعك
أغرق
أحتار
لا يم للأفق يوجهك
إلا صدري
له سفن ،

وأنا أركب قلبي..
ألف قلب يركبك
كل قلب يركبه قلبك
أغزو الخرائط
لا بر للحب يغزوك
إلا قلبي
له مدن.

٥/

كيف تشد أوتار الدفوف؟

سأنطلق /
عبر أي ميناء
لترسو جراحي؛
وكل الموانئ قلوب
وكل القلوب قوافي
هذي الصبابة
تطوف بي بحورا
هاج موجها،
كسرت مجذافي
تود لو تغرقني
بعد أن ملت
من طوافي،
بعد المسافة يقربني
وتنأى عن وطني
حروفي..!
وكلما لاح الأفق
تهجرني،
فينفذ المداد لوقوفي
تقول:
آن الأوان لتنطلق
يا واقفا بين الصفوف
تقدم خطوة
أو خطوتين
ترجل ،
وأنت كصبي
يقرع الطبل
ولا يدري
كيف تشد أوتار الدفوف!

٦/

أعزف بالحرف
هذا ما أراده لي عودي../
وأشد على وتر الريح
فأغني نشيدي../
لطالما ذقت اللحن نغما
يدندن بوريدي../
ل………………. آهاتي
تزف القلب شجنا
ليوم عيدي../
أضحك ،
والصبر بداخلي يبكي
صخرة ………… ..أنا
تلطمها الأمواج
شجرة تساقط
ندى يتقاطر
جبل يتهاوى
من…………..
كثر اللطم على خدي../
ترى
من أين يجيء
ذاك ال………….
الفرح الذي يهذي
أيجيء ثم يمضي
ولأبقى أنا في سهدي..؟/
أم هو ال………..
الألم ملكي لوحدي
إذ ورثته عن أبي وجدي..؟/

٧/

بان شق الهلال

كم سنظل نصفق للأطلال

كم سنمكث غارقين في الوحل

وهذا الوهم علقناه على أعناقنا

وساما نفخر به

وجبنا التاريخ حفاة عراة

وعرفنا الحب عن طريق الزناة

غداة شوق للغو

وما كنا لنلهو بلا أمل

أوكلما سقط ظلنا من ورق

أغرقناه في يم من عرق

ومددنا نواصينا بامتداد الجبال

نعرف الشمس حين تحرقنا

نعرف البحر حين يغرقنا

ولا نحس بنار الأرامل

أوكلما سقط العار على العار

زمجرنا كراقصات

و فرحنا بنهود الحدائق مزهرات

لا نبكي أبدا من فرط الفرح

نحن قوم لا نبكي

نحن قوم نضحك لمأساة الجار

فلا نمسك غير سراب الأفق

نمد أيادينا للهواء

لا شيء يلحقنا

حتى الظل لا يتبعنا

حتى الحب لا يحبنا

وأحلامنا من ورق!

٨/

من الجميل أن أكون

على قيد الجنون

و أن أراك في مرآتي

و في كل العيون

أجمل ما في الكون.. /

من الجميل أن أكون

على بحر المحيط

و أن أراك في الفرات

تغنين للنيل

شذى أنغام فلسطين.. /

من الجميل لو أكون

لك طير اللقلق

لو أعشش فوق المآذن

طليقا

في كل الغصون

في كل السجون.. /

من الجميل لو أكون

لك الحد الفاصل

لأهدني

من بين الأماكن

فلا أحس

بالتهاب المفاصل.. /

من الجميل لو تكوني

لي كما كنت

جبا ببيتي

بشجرة زيتون

بحجم خوف أسرتي

تعجن خبز يقيني.. /

من الجميل لو تكوني

بحرا يعبرني

طيرا يركبني

لا حدود للسماء فيك

و نطير

من طنجيس للصين.. /

من الجميل أن أكون

على قيد الحياة

أن أدفن معي المأساة

بقدر جنوني

من الجميل أن تكوني.. /

٩/

نندبغ تحت الشمس

في لهيب السؤال

نطوي صفحات

أضلعنا من الرتابة

ونجتاح الأحلام

كيما تجتاحنا

بمرونة

بصلابة

أقاصيص الترحال!

نرتب أرواحنا

في أجسادنا

نصوت

أما آن الأوان

متى تنقضي

أساطيل الامتثال

ذبنا برماد الانتظار

حتى قلنا

ما قلناه كان

أما الآن

هل من ظل

لنار السؤال

بهديل المدينة

أجنحة تغني

أنشودة قدوم الهلال

تطبق علينا

قرار عدم الاستكانة

في أمكنة الخيال

نمتثل لها

نمضي دونما اجترار

نسارع الريح

بظلمات الألحان

الموج تلو الموج

يعزف علينا

زورقنا عود

بين أنامل فنان

أوتاره نحن

يهز كلما صب فينا

من وجدان

عواصف تحملنا

عواطف تدفعنا

في قلب البحر

يسخر منا البحر

يرنم نشيد العزوف

عن وطن

يردد صدى الزري

في الأذن

والبر ينأى

ويقترب من الأفق البر

أ منه نفر

أم إليه نعود

تنفلت الأضلع منا

تلتفت الأحلام والورود

ويندثر في القلب الفجر

نرتب أرواحنا من بعيد

لأمنا سنعود

المولود الجديد

فلطالما رنقنا أعيننا

ولملمنا آخر ما تبقى منا

وزرعنا الصمت

في أحشائنا

احترقنا

انتظرنا

وسألنا

وسألنا

ولا من ظل

لنار السؤال!

الآن،

لا غير الآن

ها نحن نغني عزوفنا

عن زبد اليم

لكن بعد فوات الأوان!

(في ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: في ذكرى رحيل الشاعر الكبير محمود درويش)

١٠//

افتقدناك ،
بعدما ضربنا عدونا بك..
ضربناه ولكن
ليس كما أردت، إنما
ضربناه بصفقة المنية/

كنت جالسا لوحدك
هناك عند فناء النهر الرمادي كمعطفك
وقهوة أمك كما هي
جالسة في ذاكرتك
واقفة بين رثا وعيونك
وجواز سفرك المبلل بالخطايا
كنت هناك،
لوحدك يا ابن أمي..
يا ابن القلم والبندقية/

افتقدناك ،
بعدما ألقينا بك في الجب
وأخبرنا أكثر من أب
بأننا إخوتك
ويبقى الذئب قاتلك..
وتبقى الخطة كما هي/

وكنت هناك بمكانك
والكرسي بمكانه
تقرأ فنجان قهوتك
وجرائد الأخبار
وقصائدك المنسية/

وكنا هنا بمكاننا
واقفين بدون صلاة..
آه! صلاة انتظارك
نقرأ صلواتك
وقد فقدت الوجود
بالوجوه البرتقالية/

ستعود معطفا يرتديه كل عائد
وستجعلك كل أم وقودا
وغسيلا على سطح كل دار
وحبة زيتون
وطين فخار
لا يفنى أبدا من يحمل القضية/

١١//

اعطوني حقي../
في السحاب والغمام
بقليل من الماء والضوء
ونصف الكلام ../

تنازلت عن نصف أحلامي
فخذوا النصف الباقي
من الأحلام
ودعوا لي النصف
من الأرض والهواء !

.. من الأيام
كلوا اللحم
والقوا بالعظام
لا تنهشوا كل عظامي
خذوا الذهب
ودعوا النحاس
خذوا النفط
ودعوا الزيت
خذوا الزرع
ودعوا الناس
لحالها كالأغنام !

.. لا تأتوا على ما تبقى من حطام
اعطوني حقي
في الوطن نصفه
واحتفظوا بالنصف
لا تحكموني
لا تقيدوني
لا تهتموا بشؤوني
فأنا متكفل بنصف همومي !

.. من حقي أن أحضر نصف الجلسات وان أرتدي نصف البدلات وان أركب نصف السيارات
وأن يكون لي هاتف آخر الصيحات
لا تحتجزوا كل الشبكات !
كيلا أقف عند منتصف الكلام
كيلا أقف عند منتصف السلام
وأنا لا أحلم بنصف السلام!

١٢ //

أنا المقهور .. /
في زمن الذلة رعد
لو كانت الحكمة
للقهر نهد ../

عبثا زبرت آبار
خالية من ماء
وجوفها حجر
وسطحها لحد.

والشمس لن تضيئ
ديار قبور
بلا نوافذ
أو تدفئ قلوبا بها برد.

والنحل بدون خلية
ضر بطنينه
تدسه الأقدام
وإن كان به شهد.

منسيا من نبت بقبره شوك
نبيا من نبت بقلبه ورد.

١٣/

نامي يا صغيرتي

فالنوم مفيد

والليل طويل

والصبح عتيد ../

نامي يا حبيبتي

فالحلم لذيذ ،

نامي على رأسي

بدقات قلبي نشيد

لم الخوف

مادام الصحو

في حلمك تجديد؟

نامي

لا يحلو الرقاد

إذا فيه تنهيد

وإن أنا نمت

يصير جرحي فجرا

وأنت فيه تغريد

ما رأيت في الكون صبحا

والليل فيه مفقود

ما رأيت في السماء شمسا

والأرض فيها جليد

لا صحو

لمن لا نوم له

لا صبح

لمن لا ليل له

لا صلاة

لمن لا إلاه له

لا موت

لا حياة

والألم شديد.

حسين الباز / المغرب

١٤ //
أأسف على اقترابي منك أكثر

على إدماني

على احتسائك

قهوة بدون سكر

على توغلي في منطقة خطر

على قراءتك جريدة صباحي

على ترشيحك رئيسة جراحي

لحكومتك شعبا وعسكر

رسمتك على خريطتي

كتبتك بمليون دفتر

وبنيت بحبك وطنا

على أن تكوني قلبا

في مساحة أكبر

كل الأعراق تعرفني

بأني من فصيلة عنتر

والآن ضاعت إبلي

وعقد عبلة قد تكسر../

بقلم الأديب والناقد : حسين الباز / المغرب

رثاء صديقنا الراحل ” حسين الباز ” بقلم : علي الفلوس / المغرب

أنت في القلب و إن غادرتنا أبدا.
مرثية لروح المبدع الراحل : حسين البا……………………
اهتزت الأرض للفقيد تنتحب
و شب حزن في النفوس يلتهب
أخا عزيزا آنسناه من زمن
في حضن بيت إليه كان ينتسب
بالميل للإبداع نحن نعرفه
لا ينثني عنه أو يناله التعب
في كل يوم مقال كان يطلعنا
برأيه الجاد ليس فيه يقتضب
يمضي بنا في رياض الشعر يطربنا
من كل لون له العقول تنجذب
فيا حسين؛و إن غادرتنا ابدا
فعند ربي سنلتقي و نقترب
رحماك ربي بعبد كان ملتزما
فلا تحاسبه إذ إليك يحتسب
هذي رحاب جنان الخلد طاهرة
فانعم بها حيث لا لغو و لا صخب
……………
بقلم: علي الفلوس
العرائش 10.3.2020

رثاء صديقنا الراحل ” حسين الباز ” بقلم : علي زاهر / المغرب

لروحك السلام ، صديقنا الراحل حسين الباز …

رثاء صديق
——————————
أواه يا عيني
ألا فارسلي دموعا من صدى
الأشجان في قصائدي
و اكتبْ أيا قلمي رثاء مواجعي
هذي مواسم من صبابة موجعي
فافتح لهذي الشمس بابا
نحو أغنية أخيرة وراء الحلم
في موائدي …
أبت الحروف أن توارى مرقد الغرباء ،
أن تمضي ظلالك في يباب الوقت ،
حتى آخر الأنباء …
وجع يسامر صمته و أنت تصنع
من ضجيج الوقت ملحمة أخيره
أواه ، يا دمعي ،
ألا يكفي الأسى مسودة الأحزان
في أفق الصدى ؟
هل لي بصمت يبتغي الآفاق
حين تعتريني خفقة الأنفاسْ ؟؟
أم ليس لي من لحظة الوداع
غير لهيب ذاكرة ، تعيد الحزن
في قصائدي ..؟؟
لك يا إلهي أرفع الهمساتْ
فارفق بخل قد أتى جنح الحمى …

علي الزاهر تنجداد المغرب

رثاء صديقنا الراحل ” حسين الباز ” ، بقلم : علي زاهر / المغرب

لروحك السلام ، صديقنا الراحل حسين الباز …رثاء صديق
——————————
أواه يا عيني
ألا فارسلي دموعا من صدى
الأشجان في قصائدي
و اكتبْ أيا قلمي رثاء مواجعي
هذي مواسم من صبابة موجعي
فافتح لهذي الشمس بابا
نحو أغنية أخيرة وراء الحلم
في موائدي …
أبت الحروف أن توارى مرقد الغرباء ،
أن تمضي ظلالك في يباب الوقت ،
حتى آخر الأنباء …
وجع يسامر صمته و أنت تصنع
من ضجيج الوقت ملحمة أخيره
أواه ، يا دمعي ،
ألا يكفي الأسى مسودة الأحزان
في أفق الصدى ؟
هل لي بصمت يبتغي الآفاق
حين تعتريني خفقة الأنفاسْ ؟؟
أم ليس لي من لحظة الوداع
غير لهيب ذاكرة ، تعيد الحزن
في قصائدي ..؟؟
لك يا إلهي أرفع الهمساتْ
فارفق بخل قد أتى جنح الحمى …علي الزاهر تنجداد المغرب

بقلم : محمد الذهبي

من وجنتيك ودمعها
ادركتُ أنكَ قاتلي
من لهفتي ومغبَّتي
كذّبتُ فيك عواذلي
أشهرتُ وعدكَ حجة
أشهرت كل رسائلي
أوتيتُ عنك مثيلها
منهم ولستُ براسل
فرضٌ عليَّ صبابتي
والشَّكُّ بات نوافلي
وِزرٌ عليك مذَلَّتي
وزر عليَّ تحايلي
يا لائمي وهواك من
مسعاي ليس بنائل
ما للإمام وكافر
للنصح ليس بعاقل
هل بالصلاة وصومه
يؤتى النعيم لسائل
أو مَن برحمة ربه
قد فاز دون مقابل
ودعتُ خير عشيرة
ودعتُ طيبَ منازلي
قدجئتُ موجَك هائما
يخفي الظلام سواحلي
اسمعتَ كل مذمَّة
فسمعتُ شدو بلابل
جانبتي بتكبُّرٍ
فرأيت رقصة زاجل
أرجو لديك توددا
فيغور ماء مناهلي
أعلنتُ منك هزيمتي
ورفعتُ بِيضً منادلي
أدعنتُ غيرَ مقايضٍ
روحي فهات بفاصل
.
قاتلي
بقلم
محمد الذهبي

بقلم : محمد بوعمران / المغرب

***جنون الابداع وهاجس الكتابة وتشضي الذات***

الابداع عامة يروم المتعة في ارسال خطاب مشفر في حلة شكلية تدعو المتلقي لتذوقها بقراءة استكشافية لمواطن الجمال فيها مما يجعل المبدع امام مبادرة تقوم على البحث عن سبل جمالية تجلب المتلقي وتدخله في فضاء المنتوج الابداعي …مبادرة تضع الذات المبدعة امام رهان صعب يتدحرج بين ما يحتلخ في دواخله من احساسيس وما يروج في فكره من افكار وما تحتويه ذاكرته من رصيد معرفي ونقدي يؤطر رؤيته للابداع ليختار بوعي او بتلقائية شكل انتاجه …

ان اللحظات التي تسبق هذا الاختيار لحظات عسيرة في اغلب الاحيان تكون فيها الذات المبدعة متاهبة تمتلكها الرغبة الجامحة في افراغ شحنتها التي تكون حارقة مفعمة بالحركة في دواخل المبدع الذي يبحث لها عن وعاء جمالي يعبر عنها وينقلها الى المتلقي…هذا الوعاء الجمالي قذ يكون بالكلمة او باللون او باللحن او بالحركة او باي شكل تعبيري

اخر…

-1″-جنون “الابداع

الخيال هو نظرة خاصة لواقع تشكله الذات المبدعة وترسم ملامحه باعادة تركيب الواقع الفعلي بطريقة فنية تروم اثارة دهشة المتلقي فيكون للمبدع اتناء الكتابة عالم يحاول الانفلات من وطئة واقع مفروض الى عالم متخيل خاص به لكي يدفع بالقارئ المرتقب قبوله والدخول في فضاءاته …انه “جنون “يكتنف الكاتب /المبدع اثناء الكتابة …جنون اللحظة التي يبدا فيها المبدع رسم عوالم نصه الابداعي …

المخيلة هي مصدر الابداع والخلق والمزود الاساسي للمبدع بالمادة الخام لانتاجه والمحفز الاهم في ابتكار النص وهي التي تمكن المبدع مد نصه بكل ما يضمن له الوصول الى المتلقي …وكلما كانت مخيال المبدع فسيحا مرتفعا عن رثابة الواقع كلما استطاع انتاجه الوصول الى المتلقي …

-2-هاجس الكتابة

الرغبة في الكتابة تسيطر على الذات المبدعة .الانتهاء من كتابة نص هو بداية للتفكير في كتابة نص اخر …فكرة الكتابة لا تغادر الذات المبدعة …انه ادمان يصبح هاجسا مؤرقا للكاتب …ان هوس الكتابة يكون حاضرا باستمرار …المبدع يكتب نصوصه شفويا في حديث داخلي مع النفس ويغتنم الفرص التي تسمح له بهذه الكتابة الشفوية ويستلذها لانها تحرك مخيلته وتمكنه من بناء مشروع نصه الجديد وهو بذلك يزاول الكتابة في حركاته وسكناته وفي مواقف ووضعيات ومناسبات يكون فيها بعيدا عن طقوس الكتابة …

مرحلة التحرير هي مرحلة تشرف على الانتهاء من الكتابة …هي المرحلة الاخيرة او ماقبل الاخيرة على اكبر تقدير …اما الرغبة في الكتابة فهي هاجس مستمر مع استمرار حياة المبدع…ومن الصعب طردها

-3-تشضي الذات المبدعة

الشعور بالرضى عن النفس واطمئنان المبدع لانتاجه يكون نسبيا لان اللغة لا تطاوعه في التعبير عن كل ما يروج في مخياله ولا تترجم كما يريد كل احاسيسه ولا تكون مخلصة بالكامل لتنقل عمق هذه الاحاسيس والتصورات فهو يكتفي بما يستحضره من كلمات اثناء الكتابة بل تاتي العبارات بتلقائية تجعله ينساق امام تدفقها احيانا او يغيب هذا التدفق ليتوقف ليعيد المحاولة من جديد او يؤجل الكتابة …ان النص قطعة من ذات الكاتب بكل ما يحيط بهذه الذات من واقع وبكل ما تحمله من امال والام …لكن الاحساس بالجدوى من انتاج نص ابداعي يجعل الذات المبدعة تتقادفها مشاعر دفينة حول قيمة ما كتبت …وهذا الشعور هو ما يدفع بالمبدع الى البحث عن ذاته باستمرار وتجديد تجاريبه الابداعية وتنويعها عله يصل الى تحقيق الرضى عن النفس …انه مطمح صعب المنال …

*********محمد بوعمران /مراكش*********

بقلم الناقدة الذرائعية السورية : د . عبير يحيي الخالدي

التطرّف الجنسي والديني والسياسي وأثره في المجتمع العربي
دراسة ذرائعية مستقطعة عن رواية ( مصحف أحمر) للروائي اليمني محمد الغربي عمران
تقدمها الناقدة الذرائعية السورية د. عبيرخالد يحيي

مقدمة:
صار الأدب صدى لصيحات المجتمعات التي ألجمها الظلم والطغيان, وعاث فيها الفساد حروبًا, بعد أن تخلّت الصحافة عن هذا الدور, بانزياحها عن الحيادية, وبعد أن فقد المؤرخون مصداقيّتهم وكتبوا تاريخًا يمجّد المنتصر, مع أن الحقيقة أنه لا انتصار في حروبٍ الخصومُ فيها أبناء البلد الواحد. والأديب هو الرسول الذي كلّفه ضميره – نعمة الله عليه – بتبليغ فحوى تلك الصيحات, برسالة يكتبها مدادُه الآتي من سيالات عقله, إلى نهايات جوارحه, تشهدُ له وعليه مستويات وعيه وإدراكه.
وكلّ ما عدا ذلك من أدب, هو رفاهية لم تصل إليها مجتمعاتنا العربية بعد, ومع ذلك يقتنصها الأديب اقتناصًا ليصفَ بها جمالَ مكان أو لحظاتِ فرح أوغرام, مسروقة من مغارة علي بابا بغفلة من الأربعين حرامي.
السيرة الذاتية للكاتب:
محمد الغربي عمران, ولد في ( ذمار)عام 1958 وهو كاتب قصة قصيرة, روائي وسياسي يمني معروف بروايته المثيرة للجدل ( مصحف أحمر) وهو أيضًا وكيل سابق لصنعاء, درس التاريخ وحصل على الماجستير في هذا التخصص, كتب خمس مجموعات قصصية, وترجمت قصصه إلى اللغتين الإنجليزية والإيطالية وقد وردت في مختارات بلغات أجنبية مثل البرتقال في الشمس ( 2007), وبيرل ديلو اليمن( 2009), يرأس نادي القصة اليمني ( ال مقه)
مساميره الروائية على حائط الأدب:
مصحف أحمر(2010) – مملكة الجواري- الثائر – الطريق إلى مكة- ظلمة يائيل( فائزة بجائزة الطيب صالح دورة 2012) – حصن الزيدي وهذه الأخيرة فائزة بجائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع للعام 2019
التبئير:
إنّ من قرأ أو يقرأ رسائل الغربي عمران عبر رواياته- وأحدّد منها حصن الزيدي ومصحف أحمر- سيجد بسهولة أن مرتكزها وبؤرتها الثابتة هي الطغيان السلطوي بكل أشكاله وانتماءاته, كفعل ثابت بشدّته وكتلته, على الرغم من تداول فاعليه على ذات السلطة, يقابله الكفاح المسلح كردّ فعل يُفترض أن يكون مساويًا لذاك الفعل بالشدّة ومعاكسًا له بالاتجاه, في معادلة فيزيائية مقرورة, ولكن الحقيقة لا توازي النتيجة في مجتمع يقترض ويقلّد تجارب مجتمعات أخرى تختلف عنه في كل شيء ولا تتساوى معه إلا بالظلم الواقع على كليهما. حول هذا الموضوع تحديدًا يبثنا الغربي عمران أفكارَه التي قد نتفق معه فيها أو نختلف, لا يهم, فلا سلطة لأحد على أفكار مُؤتَمنة.
وتلك بؤرة الأديب التي تحوي الأرضية( CITATION) المدروسة بشكل متوازن بين التماسكCOHESION والترابط COHERENCE بين أجزاء النص, حيث تبرز روايته بحيثية نص متكامل في البناء الفني والجمالي.
أما بؤرة النص – وأعني هنا (مصحف أحمر)- فهي تبحث في جوهر التطرّف, التطرّف في كل شيء, سلبي أم إيجابي, فنسبية أينشتاين أقرّت فلسفة الثنائيات في الفلسفة العامة, بتثبيت جانبين متناحرين واحدهما يبرز الآخر, كم من أسود يُبرِز أبيض, وكم من طويل يبرز قصير… ,هكذا, ويثبت الجانبين المرئيين والملموسين بما يقابلها من اللامرئيات بنظرة واقعية ذرائعيًّا, وأي مغالاة في أيّ من قطبَي تلك الثنائيات هي تطرّف.
المستوى المتحرّك:
إن المغالاة في قطبي تلك الثنائيات ( التطرّف) برزت جليًّا في الشخصيات التي اختارها الكاتب بعناية لتمثّل كل التيارات المتصارعة, ف ( سمبرية) حينما تطرّفت في تيارها الاشتراكي – وكان وقتها من أبرز التيارات التي تبنّتها حركات التحرّر الأممية- مارست الفاحشة ( السحاق) وشذّت جنسيًّا, وإيمانها أنه من ضمن الحريات, رغم أن نشأتها كان نشأة ملتزمة دينيّا, والحال ذاته عند (فطمينا) وهي أم الشيخ, وعند خادمتها (شخمنا), وكانتا تنتميان للتيار السلفي, انتماء نشأة فقط, ولربّما عانتا من التهميش والتجهيل والتسطيح والتبعية, النشأة التي أقصت المرأة إقصاءً مقصودًا في مجتمع ذكوري بحت, تحت سلطة الدين والقوامة, ولا يبتعد( تُبعة) عن ذات التطرّف عندما انقاد واستسلم – وهو الغرّ- للممارسات الجنسية الشاذة لمن يسمي نفسه ب(مولانا), الذي كان متخفيّا تحت خيمة الدَرْوَشة الصوفية, في محاولاته الغريبة في استمناء الفتى, ليكشف لنا الكاتب أن هذا الرجل( مولانا) فاقد لعضوه الذكري, مبرّرًا ومشبّهًا ممارساته الشاذة تلك – والتي هي نوع من الاعتداء الجنسي- بمداعبة الأم لطفلها حتى يهدأ, فالحوار الدائر بين الفتى (تُبعة) ومن يلقبونه ب( مولانا), ينقل لنا عبره الكاتب المغالاة في فلسفة الامتلاك:
– مولانا لا أستطيع أن أنام إن داعبني أحد.
– حتى لو تزوّجت؟
صدمني بمنطقه العجيب.. استجمعت شتات فكري.. هل أحدّثه بجنون هذه الظلمة .. أم بنور خوفي؟
– حتى لو تزوّجت.
– ما الضير إن داعبتك.. أتراني ضارًّا ؟
– لكن المداعبة ترهقني.
– الأم حين ترضع وليدها تداعبه بأصابعها.. هل ترهقه؟ … صفحة 95
– …. فقط بعض الوقت وأتركك بعد ذلك لتنام .. أنت تمنحي متعة عظيمة .. إحساس بالامتلاك .. أنا لا أفكر كما يفكر الآخرون .. ولا أريد أذية أحد…. صفحة 96
لنجد أن نظرية سيغموند فرويد في إحالة السلوكيات البشرية إلى الجنس حاضرة وبشدّة عند الكثير من الشخصيات في هذه الرواية, هنا يفتح الكاتب (تابو الجنس) بإيحاءات ذكية ومبرّرات فلسفية ومنطقية لمتقضى الأرضية أو التربة النفسية البور, العطشى لأي ماء حتى ولو كان عكرًا, كل من أُجبِر على الوقوع تحت وطأة هذا الشذوذ صار عبدًا لثنائية: الجسد ( غريزة الجنس), والمعتقد الذي يعتنقه الشريك ( شخنما – مولانا), وكلا الشريكين يدعو ضحيّته إلى تقليده, مولانا كان من أهل الله بظاهر المعيشة, لكنه على علاقة بالجبهة الوطنية, كأحد عناصر استخباراتهم, وقد استعبد تُبعة وأوقعه في شرك معتقده :
يقول تُبعة :
شعرت بأني أسير لهذا الرجل …صفحة 95
قال لي ( مولانا): – انظر هيئتي .. قلّدني في كل شيء …..صفحة 89

أما شخمنا فخادمة عند أم الشيخ السلفي, تتبع سيدتها بشذوذها, وتستعبد سمبرية بتفجير غزائز الجنس المشبوب في جسدها الجائع, تقول سمبرية:
أنامل شخمنا تجوس بشرتي.. همس ماجن .. فقدت السيطرة على خجلي.. انكفأت على جسدي .. تهمس في أذني بكلمات لا يجيدها أفحش الذكور .. كلمات تستثير غرائزي .. تدعوني إلى تقليدها … صفحة 313
الكاتب لا يستهجن, وإنما يضعنا في موضع الحكم, ومع توالي الصفحات -وبشكل غير مباشر- يشارك القارئ في الاستهجان, وبشجن غريب.
ومضة من ضمير تجتاح عقل سمبرية, لكنها سرعان ما تخبو, بعد أن استمرأت الشذوذ, وعاشت في فوضى المشاعر الإنسانية, وأغارت على غرائز الأنثى فغيّرتها, طارحة سؤالها الفلسفي, موحية بإجابة لا تنطقها صراحة:
داهمني شعور مخيف, شعور من فقدت توازنها, من تقف على مفترق طرق, قيم تهتز, ومشاعر تتولّد, أجلس إلى أمي بشعور مغاير, أنظر إلى من حولي بمشاعر مختلفة, أسير في الشوارع بقلب جديد, أتأمل العابرات كما لو لم أعد أنثى, أعشق تقاطيع بعض الأجساد … أسير بين الجموع بنظرات مختلفة, أسأل نفسي : ماذا لو تجاوزت النساء عقد الجسد بالمزيد من تدليله؟
لم يتورّع عن دخول (تابو الدين) –والتابو بولونيزية تطلق على المحظور في نظر المجتمع – ونفذ نفوذَ الشعرة من العجين من بين الديانات الثلاث, اليهودية و المسيحية والإسلامية, دون أن يخدش شيئًا فيها, ولاحتى من قشرتها, وتلك براعة فكرية سردية أدبية تُحسب لهذا الكاتب العملاق, وحتى المعتقدات الوضعية لم يتناولها إلّا بحذر شديد, متمسّكًا بشعار أطلقه على لسان الجدّ (العطوي)المقاوم: أنا مؤمن, ولست مسلمًا,لأن الإيمان أشمل وأعلى من الإسلام, والإحسان أعلى من الإيمان, وتلك نظرة إنسانية بالدرجة الأولى, تتجاوز المنظور الديني, هذا القول مسنود إلى الآية الكريمة في سورة الحجرات:} قالتِ الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخلِ الإيمان قلوبكم{, ملخص دعوته كانت فصل الدين عن السلطة, فكان علمانيًّا بامتياز.
يتحدّث خادم المسجد عن العطوي صاحب المصحف الأحمر الذي جمع فيه التوراة والإنجيل والقرآن, قائلًا:
… لم يكن العطوي يتبع مذهبًا بعينه, ولم يكن الحوار معه تقليديًّا, أعلن لهم منذ البداية أنه يستوعب الإسلام كما يستوعب اليهودية ومثلها المسيحية, يصف نفسه بالمؤمن وليس بالمسلم, ويبرر لهم أن الإسلام جزء من الإيمان وأن الإيمان اختص به أولو العلم والحكمة وسعة الاطلاع, والإسلام اختص به العامة من الناس, لم يكن العطوي يشبه أحدًا ممن سبقوه, كان تأثيره على من جاءوا بهم من رجال الدين واضحًا, بل أن أحدهم طلب منه بقوله : زدنا. … صفحة 353
كان مصحفه الضخم الذي يحمله معه مثار اهتمام الجميع, حين اكتشفوا أن ذلك الرجل يهتم بمعتقدات شتى, منها مبادئ لديانات عدة.. ومنها: الزرادشتية.. الصابئة.. البوذية.. الكنفيشوسية.. والمانوية .. وقد حاول مقارنة نصوصها بالكتب السماوية.. ما خطّه على هوامش صفحات مصحفه الأحمر…. صفحة 354
وقد لبس الغربي عمران الرداء السياسي بطريقة أنيقة, تناول فيها حيثيات الصراع السلطوي في بلاده, المتجذّر من الإمامة إلى النظام الجمهوري, ويراه بعدًا واسعًا غير قابلٍ للتحقيق إلّا بفرض الفوضى المتولدة من شيوع المصلحة والتشرذم الاجتماعي, والبحث عن المنصب, والالتصاق الديني, مبرزًا ذلك بالقيمة القدسية الكبيرة المعطاة للتيار السلفي المرتبط بمصلحة السلطة السياسية ارتباطًا وثيقًا, ما جعل للتيار الديني اليد الطولى للتسلط والطغيان على أفراد الشعب, فكان صراعًا داميًا بين طرفين غير متكافئين, السلطة السياسية والسلطة الدينية ومن يؤيّدهما, وأفراد الشعب من الأمميّين الذين أبهرتهم حركات التحرّر في العالم, وتحديدًا الثورية الاشتراكية بأفكارها التي كانت تقليعة في ذلك العصر, وكانت النتيجة مزرية لكلا الطرفين, فقد على أثرها الوطن الكثير من أبنائه, حدث هذا في وطنه بشكل قاس جدًّا, في فترة السبعينات في محاولة توحيد شطري اليمن, والتي انتهت في أواخر مارس من العام 1979بتوقيع اتفاق الكويت لإنهاء النزاع, وما زال الصراع مستمرًا في بلده باختلاف أطراف الصراع, صراع لا يقبله وطني علماني كالغربي عمران, فكان وطنيًّا بامتياز أيضًا, ولكنه وطنيّ مُغيّب برمزية اختفاء البطل (العطوي) مسجونًا طوال حقبتين طويلتين من الزمن في السراديب السرية للنظام الحاكم, طوال فترة السبعينات من القرن العشرين, ثم بداية الألفية الثالثة من القرن الحالي الحادي والعشرين. وهذا انعكاس سردي وفكري يضعه الكاتب في كينونة الجد البطل ( العطوي) لما يحمل في صندوقه العقلي من أفكار تنويرية يرفضها المجتمع العربي.
تقول سمبرية في مذكراتها كاشفة نفاق السلطة الحاكمة في العام 2006:
…. أبرزت وسائل الإعلام الرسمية زيارة البعثة ( بعثة أوروبية مهتمة بالحقوف الديمقراطية والجندر) لليمن وإشادتها بالمناخ الديمقراطي وما تحقق للمرأة في عصر الوحدة .. أبرزت صحف المعارضة زيارة البعثة لمجموعة من السجون في عدة مدن مدعمة بالصور .. ومنها صنعاء وتقريرها عن أوضاع المساجين خاصة في السجون السرية .. زارت عدة مخيمات للاجئين الأفارقة في عدن.. بعد أن أكملت البعثة زيارتها لليمن استقبلها الرئيس .. الذي أكد بأن اليمن خالية من أي سجين سياسي….. صفحة 355
وأما عن العمالة والنفاق السياسي الذي تفشّى بين أفراد الجماعات الثورية, والتي هزمتها الخيانات المتكررة للقيادات التي كانت تحكمها وتأتمر بأوامرها, وتُوقِف تقدّمها كلّما قاربت النصر, فقد تشرذمت وفقدت مصداقيتها, وبدت مساقة كغيرها من الحركات الهزيلة وراء أطماعها السلطوية, التي لم تفلح باقتناص إلّا الغث منها, تقول سمبرية في مذكراتها أو رسائلها التي لم ترسلها لابنها ( حنظلة) لأنها أصلًا لا تعرف عنوانه:
تبعة انتظمت أخباره.. صحف معارضة .. ذكرت قبل عدة أسابيع أن مجموعة من الأحزاب الصغيرة قد أعلنت تشكيل تحالف وطني فيما بينها .. وأنها أعدت برنامج حوار سياسي مع مختلف الأحزاب الأخرى….. فجأة ظهر تبعة على شاشة القناة الأولى ليعلن في مؤتمر صحفي عن دخول التحالف في حوار سياسي مع حزب السلطة عن طريق التحالف معه.. لأول مرة أشاهد تبعة منذ وداعك .. كان كالأراجوز..كرافته حمراء ..كوت فضفاض.. وجه استعاد عافيته أو هكذا بدا لي..يلعن في كلماته الرفاق السابقين .. يتهمهم بالعمالة. …. صفحة 357
ونظر الغربي عمران إلى المستقبل, فتناول الفوضى (الهدّامة) وليس الخلّاقة- كما أسمَوها- التي حرّكت جميع الأطراف, وكان التطرّف المذهبي والطائفي أهم منعكس سلبي, حيث انعكس على السياسة الحقيقية, وجعلها ادعاءات وصولية لبلوغ السلطة, وتلك صبغة عربية شاملة أرست دعائم التفكك في المجتمعات العربية, واستمرار رهيب للتشظي فيها, بعد أن سمح هذا التيار المساق من دول الهيمنة الغربية إلى تكوين فئات مناوئة للعروبة والأوطان, وأنتجت حروبًا بالوكالة والنيابة, ولا تزال تنهش في جسد الطفل العربي والجيل العربي المعاصر بشكل عام, فجاء ( حنظلة) -سليل الأم ( سمبرية) والأب (تُبعة) الاشتراكيين- بشهادة (متطرّف إرهابي داعشي) مطلوب لوكالات استخباراتية دولية لأكثر من بلد, قام بأعمال إرهابية فيها, بدلًا من أن يأتيهم بشهادة الطب التي أرسلاه من أجلها للدراسة في العراق, معرّجًا على حرب العراق في العام 2003 التي أنتجت بشكل عام الدمار والموت والهجرة والتهجير, ليكتمل الخراب بربيع عربي حصد الأخضر واليابس في بلاد اليمن وسوريا والعراق وليبيا وتونس.
يقودني ذلك إلى استنتاج هام : أن الفكر الذي يحمله الكاتب الغربي عمران متسلسل من لجانب منطقي يتعاكس مع سلوك المجتمع العربي المتردي الحالي, وهذا يقودنا نحو تناقض رهيب سوداوي الملامح اصوره الكاتب بعمق عبقري إنساني على أداء شخصياته السالفة الذكر.
تقول سمبرية في آخر رسالة لابنها حنظلة :
شخنما زارتني مؤخرًا وأخبرتني أنها سمعت بأن اسمك ورد ضمن أسماء وصور عرضتها إحدى القنوات الفضائية لمطلوبين من قِبل عدة دوائر استخباراتية .. قالت أنهم رصدوا جائزة مالية مغرية لمن يدلي بمعلومات عنك وعن زملائك.. بعد عملية تفجير إحدى السفارات هناك في دولة بعيدة.

من عادة الغربي عمران أن يومض ومضةَ أمل لم أجدها في هذا العمل, إلّا إن كانت أمنية (سمبرية) قابلة للتحقق, وما أظنها تتحقق في هذا الجيل, إلا إذا قامت ثورة فكرية ثقافية واعية مدروسة على أرضية الواقع العربي وليست مستمدة من تجارب شعوب أخرى مختلفة عنّا.
تقول سمبرية وهي التي قامت بمهمة السارد عبر رسائلها لابنها (حنظلة) والتي كانت اقرب إلى المذكرات منها إلى الرسائل, يساندها تبعة برسائل كان يرسلها لها ليجعلنا نقف على أحداث لم تشهدها سمبرية, في تكنيك سردي منطقي, طالما أن الكاتب لم يستخدم السارد العليم, وإنما اختار السرد ووحّده بتقنية الرسائل والمذكرات التي لا تخلو من المونولوج الداخلي الذي أنهى فيه الكاتب الرواية :
لم يعد لوجودي معنى إلا بوجودك .. سأظل أنتظرك بعد مغيب كل شمس عند فراش أمي.. وسأواصل الكتابة إليك.. سأكتب كل التفاصيل الصغيرة دون تنميق.. ولا خوف .. سأكتب كل مشاعري .. وسأتخيّل طرقات كفّك على الباب .. وأتخيّل وجودك جواري.

الأسلوب والتقنيات السردية والجمال:
استخدم الغربي في سرده تقنية الرسائل, بأسلوب السهل الممتنع, وهو من أرقى درجات الأسلوب الواقعي, كما استخدم الأسلوب التقريري المباشر عند حديثه عن الأحداث السياسية.
التشويق يبدأ عنده من العنوان ويستولي على مساحة التشابك السردي كليًّا حتى النهاية, متنقلًا بخفة بين المحاور السردية الثلاث( محور التوليد ومحور التكوين ومحور المعارضة ) حتى يصل بنا بتشابك صراعي إلى نقطة الذروة ثم ينفرج بشكل مفتوح ليتماهى مع الوقائع التي لا تزال تحدث ضمن منطق الحقيقة ومنطق السرد, فهنا حقق الكاتب العبقري حقيقة الثلاثية السردية الذرائعية وهي : أن الحياة أوسع من الأحداث لذلك الأحداث تعيد نفسها بشكل ثلاثي, بين أحداث الحياة وتجربة الكاتب وتجارب الناس, لذلك ينتقل بشكل راق بين الزمن الماضي والحاضر لتحقيق تلك الثلاثية المشتركة بين الواقع والسرد, مستخدمًا تقنيات سردية متنوعة, وكان للحوار مساحة- وإن صغرت- لكنها جاءت بتوظيف متمكّن, حوارات قصيرة فصيحة, وملخصة لسرد الكثير من الأحداث…
عندما قرأت الوصف الجميل للأمكنة, الجبال والحصون والأغوار والوديان والجروف, تخيلتها, وبحثت عبر النت عن صور لهذه التضاريس اليمنية, واندهشت عندما وجدتها مطابقة تمامًا للوصف الذي قرأته وتخيلته.
حصن عرفطة يوم ولدت.. حصن يضم عشرات الأسر .. يقف وحيدًا على لسان صخري.. يشرف على فضاء وادي سحيق.. تتفرع حوله الوديان الغائرة.. سكانه في تكاثر دائم منذ مئات السنين.. مساكنهم شبيهة بأعشاش الطيور.. تتداخل في جهات وتتبعثر في جهات أخرى .. دور متلاصقة .. طوابق متداخلة.. أسطح في مناسيب مختلفة .. يدخل السكان ويخرجون من بابه الكبير .. يسيرون في أوردته المتعددة .. أزقة وزرائب.. سلالم حجرية في كل اتجاه …. صفحة 30
الخلفية الأخلاقية:
أما عن الخلفية الأخلاقية فلم يَحد الكاتب عن المنظومة العالمية, فلم يدعُ إلى طائفية ولا إلى عرقية أو عنصرية ولم يخرق منظومة الأعراف ولا العقائد, بل سلّط الضوء على أخطار التطرّف نابذًا إياه بكل أشكاله.
في الختام :
أحيي أديب الغربي عمران على هذا العمل, متمنية له المزيد من الإصدارات الإبداعية.
#دعبيرخالديحيي
6 مارس 2020

بقلم : صالح هشام / المغرب

قراءة نقدية: صالح هشام/ المغرب٠
في منشور: للدكتور أزهر سليمان ٠
(أنصحك إن كنت لاتزال تكتب (انتي وعينيكي واليكي ٠٠٠) وترفع وتنصب وتجر على هواك٠٠٠ أن لاتكتب أبدا..فبها تؤذي نفسك والاخرين) د أزهر سليمان٠
قرأت هذا المنشور للدكتور أزهر سليمان، مدير المنار الدولية، فلاحظت قلقه العميق مما آلت إليه أحوال لغتنا العربية في زمن فوضى بحر من الأجناس الأدبية وأدباء بمراكب مهترئة، أحوال لغة حسيرة كسيرة منكوبة في زمن أغبر، لم يعد فيه الكتاب كمصدر من أمهات مصادر العلم والمعرفة، مجرد أداة من أدوات تزيين رفوف المكتبات العامة أوالخاصة، وأصبح باقة ورود في مزهريات تزين مداخل ومخارج البيوت٠
الرجل قلق من غربة لغة عربية غربة العربي في متاهات لغات غربية، لغة غريبة الدارفي عقر الدار، لم يعد أهلها يدرون شعابها، أو يحقون مسالك مغاراتها السحرية، وكتردد الصدى يأتيهم صداها من غير بلادهم٠
نعرف حق المعرفة مدى غيرة هذا الرجل على اللغة العربية التي أصبحت تذبح ذبح النعاج من الوريد إلى الوريد نحوًا وصرفا وتركيبا، كما نعرف أنه يشرف على إدارة منابر أدبية تشرف الأدب والأدباء، وتحتفي باللغة العربية وتحتفل بها، لأن أعمدتها ينشر عليها كتاب يحترمون لغة العرب، لكن عندما تمارس هذه المنابر الأدبية حرية الانضمام كحق مشروع، حتمًا يمتزج الحابل بالنابل وتخلط الأوراق، فيعير الطائي بالبخل مادر٠٠ويعير قسا بالفهاهة باقل ٠٠٠ ويقول السهى للشمس أنت خفية ٠٠٠ويقول الدجى للصبح لونك حائل، خصوصا أننا أصبحنا نعيش انحطاطا أدبيًا في أسوأ تجلياته نتج -في اعتقادي-عن تفشي ظاهرة الكتابات العشوائية في غياب القراءات الجادة، إذ نكتب عشرات النصوص ولا نقرأ نصًا، أقصد تفشي ظاهرة الكتابة على أعمدة العالم الأزرق الذي كان الأجدر حسن استثماره في الارتقاء باللغة وبالمستوى المعرفي والأدبي٠ لا أثني العزائم عن الكتابة ولا أتشاءم أبدًا مادام الخير في أمتنا إلى يوم الدين، لكن للكتابة شروطها وطقوسها الخاصة ولخوض غمار بحارها يجب إعداد العدة وتخزين الزاد والعتاد وخلط الخمائر والتزود بتجارب السابقين والمعاصرين على حد سواء٠
ًوربما يعود سبب تدني مستوى اللغة الذي أشارالدكتور إلى جزء بسيطً منه إلى الاهتمام بكتابة أكبر كم من النصوص في غياب يكاد يكون تامًا للقراءة، وقد تربينا على أن فاقد الشئ لا يعطيه، إذ تجد الكاتب بقدره ومقداره لا يقرأ إلا النزر القليل، لكنه يكتب الكثير وفي زمن قياسي، فتظل رحاه تدور في الفراغ كقط يريد قضم ذيله، ولا تطحن إلا الفراغ، ولا ينتج إلا الفراغ، لأن خميرته لاتذوب في خمائر غيره من هوراس إلى أدونيس، ومن الملاحم والأساطير إلى مكروقصة العصر الحديث، فتكون الذاكرة منعدمة المفعول في مجال الخلق والإبداع الأدبي، فيكتب نصًا ضحلًا فقيرًا خاليًا من أية ترسبات معرفية لمن سبقه٠ نعرف أن النص المميز مزيج من نصوص لا تعد ولا تحصى ولون من عشرات الألوان تفنن في خلطها رسام ماهر٠ فكيف لذاكرة فارغة أن يتداعى مخزونها المعرفي أوقات الكتابة، هذا بغض النظر عن ضرورة احترام مراحل تكون النص الأدبي منذ سقوطه فكرة بسيطة في رحم الذاكرة إلى مرحلة الاختمار والمخاض والنضج والاكتمال، وبالتالي اجتياحه مدى القراء في أبهى صورة ممررا أشرف الرسائل الإنسانية، وبلغة شامخة سامقة قصية عصية منيعة متمنعة عن الابتذال والرداءة، بعيدة عن كل ما يخدش جمالها من أخطاء معرفية ونحوية، قد تكون في أغلب الأحيان مجانية ٠
أقول للكتابة شروط وقواعد وطقوس، فليس كل ما نكتبه يدخل في خانة الإبداع سواء في مجال الشعر أو النثر، لكن – رغم ذلك – نكتب ونكتب ونكتب دون أن نحترم قواعد اللغة صرفا ونحوا وتركيبا، فنجمجم ونقمقم، ونجيز ما لا يجوز، فنرفع وننصب ونجر دون اعتبار لمواقع الكلمات من جغرافية الكلام، ودون احترام محلها من الإعراب٠ فإذا كنا نخطئ في قواعد الجملة البدهية مما درسناه في الفصول الأولى من حياتنا التعلمية من فعل وفاعل ومضاف ومضاف إليه، ومصرف وممنوع ومرفوع ومنصوب ومكسسور، فكيف لقارئ يبحث عن المتعة الفنية في مجاز اللغة أو لغة المجاز أن يتوخى منا روعة توظيف تركيب يخرق المألوف ويخلق الصورة الرائعة الموحية؟ كيف يمكنه أن ينتظر منا أن نأخذ بأعناق المختلفات ونجمعها لنجعل منها مؤلفات؟ فقد نلتمس له العذر إذا عزف عن قراءة ما نكتب، إلا أننا لا نجد لأنفسنا عذرًا إذا كانت كتاباتنا حصى صغيرة تسقط في قاع بئر سحيق، ولا نلوم إلا أنفسنا إذا كنا كتابًا بلا قراء ككير مثقوب لا ينفخ شيئا يذكر، لأننا عندما نهمل قواعد اللغة كفضاء فوضوي من كم لا حصر له من مقولات لغوية يعبر تشكيلها في سياقات نصية عن قيمة المتكلم الإبداعية، ويكون عدم الاهتمام بها -جهلًا أو إهمالا- استحمارا للقراء، وضحكا على الذقون٠
ربما يجهل الكثير من هؤلاء الكتاب أن التكافؤ المعرفي بين القارئ والكاتب أمر حاصل لا محالة، وأن القراء هم أجود النقاد الذين لم يتشبعوا بهذا الخليط اللامحدود من المناهج النقدية، لأنهم يملكون ملكاتهم النقدية بالفطرة، كما يملكون أذواقهم الخاصة التي تجعلهم يميزون بين جيد وقبيح الكتابات وبين حسنها ورديئها، وبذلك تكون لهم القدرة على رفعك درجات، أو النزول بك إلى الحضيض٠
عندما ننتج- إذا كنا فعلا ننتج- إبداعا يعتد به في مجال الأدب، فقد يكون لزماننا ومكاننا وقد يكون لغيرهما، لأن الإبداع الحقيقي هو الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان، ويكسر الحدود والسدود الجغرافية، ولم لا يرقى نحو العالمية؟ فالإبداع الأدبي بطبعه إنساني لا مناسباتي، لا مكان ولا زمن له، لا أتكلم هنا عن تلك الشرذمة التي تبحث عن الأضواء، وتجري لاهثة وراء الشهرة من خلال انتحال ألقاب وأسماء وهم أصغر منها، و يجهلون أن اللقب مسؤولية عظمى كفيل بتحملها من يقدرها حق قدرها، وأقول لهؤلاء ابحثوا عن الشهرة في مجال غير مجال الأدب واللغة إذا كنتم لستم أهلا لها٠
الكتابة طريق شاق يستوجب التزود والاغتراف والمتح من مختلف المعارف الإنسانية، إضافة إلى ضرورة توفرالموهبة والمهارة والقدرة على ترويض الحرف العربي: هذا المهر الجامح الجموح باعتباره مطية الكاتب للتحليق في عالم الإبداع، هذا الحصان المجنح الذي لا يحكم شد عنانه إلا فرسان شداد٠ فالتشجيع على الكتابة مسألة عادية، والكتابة حرية شخصية، لكن يجب أن ندرك جيدا أنها مغامرة في بحر بلا قرار ولا شطآن وريع بلا تخوم، يمخر عبابه من صلب عود مجدافه وسلم مركبه من الفهاهة والهشاشة والتفاهة، وهي ليست طقطقة دربكة تهتز لها أرداف الغواني، وعلى إيقاعها تتمايل الرؤوس انتشاء وطربا٠
فرغم تدني هذا المستوى المعرفي واللغوي نجد السباق محمومًا وعلى أشده في حلبة ألقاب وهمية تزكيها مجاملات كاذبة، أوتعاليق تخفي الحقيقة، ولا تبرز مكامن الخلل ومواضع القوة والضعف في المقروء، من قبيل تصحيح لغة النص ومناقشة ما له وما عليه، خصوصا من طرف ذوي الاختصاص الذين لا أظنهم يبخلون -أبدًا- بما يعرفون في هذا المجال٠ فقد تنقصنا الجرأة والصراحة فننفخ في من هم كير مثقوب، وينعكس نفخنا سلبا على الساحة الأدبية٠ وربما نلتمس للمجاملين العذر لأنهم يتقون ردود أفعال هؤلاء المبدعين الوهميين، لكن هذا ليس مبررا كافيا، لأن تغيير المنكر من أوجب الواجبات، ولأن اغتصاب اللغة وصمة عار على جبين الإبداع والمبدع، ومن الهفوات القاتلة٠ فكيف تجامل أحدا وأنت ترى أنه لم يتمكن بعد من قواعد الإضافة، فيأتيك بنحو جديد ما قالت مثله العرب، وهو إضافة الضمير إلى الضمير: إضافة المعرفة إلى المعرفة ( لكي ٠٠٠ عشقتكي٠٠٠ حبكي٠٠٠ وهلم جرا) ، ونحن نعرف أن اللغة أيضا لها قانونها ومنطقها الذي ينبني على التناقض، شأنه في ذلك شأن التيار الكهربائي، فلا توتر بدون سالب أو موجب، والأدهى من ذلك أننا نغلب الخطأ الشائع على الصواب عنوة٠
أحيانا تقرأ بعض المنشورات فتجد أصحابها توزع عليهم عبارات المجاملات والليكات المجانية، وهي -كما قلت – عبارات وألفاظ نفخ في الفراغ من قبيل: رائع٠٠٠رووووووعة ٠٠٠ أحسنت٠٠٠ كما توزع أطباق الحلويات وباقات الورود في الأعياد والمناسبات، ناسين أومتناسين أن ذلك لا يخدم الإبداع الأدبي إطلاقًا٠ وأعتقد أن هذه التزكية مشاركة في الخطأ مادمنا نغض عنه الطرف، لأنها لا تعبر عن المستوى الحقيقي لمن ألصقوا لافتات الألقاب الوهمية بظهورهم٠ متناسين أن الكتابة مسؤولية اتجاه المبدعين والقراء على حد سواء، وكل ما ينشر ورقيا أو إلكترونيا يسجل في مسودات حياتنا الإبداعية٠
لم ينطلق الدكتور أزهر سليمان في منشوره هذا من فراغ، فقد لامس هذه الحقيقة من خلال موقعه كمشرف على منابر أدبية لها سمعتها، معضلة كبرى نبه لها غيورون على لغتنا العربية، لكنها كانت كقذف الحصى في قاع بئر عميق، وكلنا نذكر رائعة حافظ إبراهيم ( العربية تنعى نفسها بين أهلها) وكان ذلك منذ قرن ونيف، فما بالك بلغة مرحلة دخل فيها الكتاب في حالة انكماش أو عطالة أو بطالة قسرية وأصبح مهددًا بالانقراض ومن أشياء الزمن الجميل، لأن أزرار الحواسيب والهواتف الذكية زحزحته من عرشه قهرا٠
القارئ ذكي كفاية، يشارك بشكل أو بآخر في إبداع النص، فكيف يمكن أن يتفاعل مع كتابات تمارس عليها بدهيات اللغة شغبها، وتخرج عن طوعها، فيضطرلأن يخبط العشواء، وكيف يمكن لهذا القارئ أن يطلب متعة فنية في جمال تركيب جملة تنزاح فيها اللغة من أجل روعة الصورة؟ وكيف يمكنه أن يطلب من هذا الكاتب ترميزا أو إحالة أو تكثيفًا من أجل تمرير رسائل معينة، كيف نتوخى منه ذلك وهو المغلوب على أمره أمام سطوة لغة مباشرة لا تقول غير ما تقوله؟ فهذا الذي لا يميز قواعد اللغة، ولايفرق بين مواقع عناصراللغة في جغرافية الكلام، أولى به أن يعتكف طويلًا على القراء، ويبحر في ملكوت هذه اللغة الشامخة والمتمنعة عن أي تشويه يراد لها سواء كان ذلك عن قصد أو غير قصد٠ وأساند الدكتور أزهر سليمان في أن هذا النوع ممن يكتبون يؤذون اللغة ويؤذون القراء، ونحن نبحث عن المتعة لاعن الأذى٠
فالكثير من الأخطاء التي تشوه النصوص مجانية وناتجة – في المرتبة الأولى – عن عدم الاهتمام بتنقيح وتشذيب وتهذيب ما نكتب، فنسابق الزمن لنشر أكبر قدر من التفاهات دون شعور منا أننا نجرح كل قارئ غيور على لغته٠ سبب آخر مرده إلى أن معظم كتابنا لا يقرؤون ولا يتتلمذون على كبار المبدعين في مختلف الأجناس الأدبية ولا يعيرون أدنى اهتمام لعلوم النحو والصرف، وليس العيب أن نقع في الخطأ وإنما المصيبة العظمى هو أن لا نعترف به، إذ تحول الأدباء في زماننا هذا طوائف حزبية شعارها ( انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا )٠
وما دامت هذه الأخطاء غير مقبولة تماما في اللغة المباشرة الناقلة للخبر، فكيف نمر عليها مرور الكرام في لغة النص الشعري أو السردي بمختلف أنواعه، لا أقول: إن الخطأ ممنوع لأن الإنسان قد يخطئ وقد يصيب، لكن المطلوب هو العمل على اجتنابه قبل أن تقع الفأس في الرأس٠ فالاهتمام بلغة الأدب ديدن نجاح كل إبداع وعصب حياته عبر الأزمنة والعصور، ولمن سبقونا في ذلك كلام٠
ما يثيرالانتباه أننا نكتب ما يسمى شعرًا، فيتمرد فيه المفعول على الفاعل ويحل محله، ويمنع المصرف ويصرف الممنوع من الصرف وقس على ذلك٠ فإذا كنا نتعثر في تدقيق قواعد اللغة في نصوصنا، فكيف سنحترم لغة شعرية تخرق المألوف وتخلق صورة ينتشي بروعتها القارئ، أو نحترم خصائص الجملة السردية من إيحاء وترميز وتكثيف واقتصاد في اللغة وبعد عن الترهل والحشو والزيادات المجانية، فقد يتحول القراء من البحث عن المتعة الفنية إلى مدققين لغويين يعالجون الأخطاء اللغوية، فشتان بين إبداع نص شعري وبين ترتيب جمل حبلى بالأخطاء في خط عمودي، بين إنتاج نص سردي وبين نقل أحداثً يعيشها القارئ يوميًا بأسلوب غث مباشر وتافه٠
فالتسرع في النشر قتل للإبداع، لأنه يستوجب تهذيب النص وإزالة ما يعلق به من عوالق على مستوى اللغة، أوعلى مستوى شرف المعنى القادر على تمرير رسائل للقارئ، فجودة اللغة وسلامتها من جودة المعنى بالضرورة، فالظبية لا تترك وليدها يدبرأموره قبل تنظيفه من مشيمته، وعدم تنظيف النص استهانة بالقارئ وظلم في حق اللغة التي نتوخى من كل مبدع أن يرفع رايتها عاليا بين سائر لغات العالم٠
إن العبرة بالكيف لا بالكم، بجودة ما ينشر لا بكثرة المنشورات، ولنقتد في كتاباتنا بشعراء الحوليات، إننا في حاجة ماسة إلى التريث والتروي قبل الإقدام على النشر، خصوصًا بالنسبة للنشر الورقي٠ فكبار الكتاب والمبدعين عبروا حدود القارات وتغلغلوا في العصور وتبؤوا مكانة الخلود الإبداعي بإنتاجات أدبية لا تتجاوز في أغلب الأحيان رؤوس الأصابع٠

بقلم : همون بوسهال / المغرب

— وضعت أوزارها —

وضعت أوزارها….
فما جدوى تهاني الجبناء…؟.
حصدت أرواحها…
فمـا فائدة بـكاء الشعراء… ؟
فضحت أسرارها…
فمـا تنفع شـفاعة الشفعاء…
نـعـت أحــلامـها…
فـالـويل للقتلـة السـفهـاء…
ظهرت حقائقـها…
فالمجد للبررة الفضلاء…
…………………………
سهل أن نصفق ونصفر …
هيـن أن نـمزق ونكـسر…
صعب أن نلصق ونجبر…
حري أن نعشق ونطهر..
………………………
وضيع مـن يفرق ويفقر…
خبيث من يسـرق ويكبر…
غريب من يلـفق ويدمـر…
عزيز مـن يشفق وييسـر…
…………………….
وضعت أوزارها…
واختلط العملاء بالشرفاء …
…….والجهلاء بالحكماء …
…….والغرباء بالعظماء…
…….والسفهاء بالعـلماء…
وضعت أوزارها….
همون بوسهال..فبراير.2020

بقلم : عبدالرحمن بكري

على نافذة .. لو ..

لو كان الأمر ..
على خلاف ما يغص به جوفي
من انشطار حدود اللجم
لاستعدت من جديد شريط اكتشافي
لمنازل العناق
في ترتيب مغاير لهذه النوبة
لأبجدية الكون
بين الماء وانفطار النجم
تلك البؤرة التي تلهب مسافة ظلي
على رمش العين ..
نحو هوة البين
أستضمر لفافة رقنت وجفي
تلاطمني أمواج المعاول ..
في خصر الوهم المنحوت
على أنغام جذبة الجن
براكين السؤال تحف خطواتي
في كل الأسواق
تقتفي لغزا بعثر علة انفلاتي
من أسر زمن …
نام في حضن الرق
على يسر كفن
ملاذ أختار فيه مواتي
لأنزع عنك شبهة الاتجار في النبض
حتى حضنني الكفر
بلمسة من كفي

عبدالرحمن بكري
البيضاء في24/2/2020

بقلم : رشيد الأطرس

…البيان…

ثمل .. وحيد ..
تفترس حاضره الكآبة
سكنت ذاته !
ظلام في كل مكان.

تلمع نجمة في السماء
تحمله..
تتوق روحه للضوء
يعانق البيان.

أشعة الضوء
سقطت على وجهه
تضيء روحه ..تضيء قلبه
روح/قلب .. يلمعان!

لا يهم !
المكر إن علا الوجوه
لا يهم!
إن زادت صحبة الشيطان.
إن الموت رقم في كل زمان.

“ثمل”..”وحيد”
يسبح في النور
يركض خارج الزمن
يرتدي قميص الفرقان
يعانق البيان..

رشيد الأطرش…شفشاون..المغرب..27.02.2020

قراءة تحليلية موجزة بقلم : باسم عبدالكريم الفضلي

قراءة تحليلية موجزة في نص ” مجرد سؤال”
للشاعر “القيس هشام”
النص :
******
عير الحروف
ببيداءِ الشتات ادّلجت
راوياتُها زق صنامها
مثقل بدمعاتِ الشجن
ظعائنها خالية تتلفت
على ثنية الوداع
وزفرة الأسى حمم
توقد حطيبات الألم
ترنو لخورنق السطر
وسنمار النبض مسجى
صدى ارتطامه يصك
ضمير الدُنا …
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تبكي أطلال الهِمم
وقتيل الحي سفيح
دون كفن
دون عزاء
الجلابيب السوداء
قَدت حدادها
مسحت زخات الفجيعة
تزينَّ في عرس الطاغوت
تُشارِكن في عهر اللحظة
ترقصن رقصة سالومي
الأخيرة …،
وجفنة الفضة …..
تحتضنّ لؤلؤة ناتئة
من لجة حبر قانية
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ساكن التابوت …
مشظى عنقوده
ينتظر جمان أيزيس
يجمع حباته ….
… والعير تيمم شطرها
داربة بين ستائر الظلام
تلاحقها لعنات الأجداد
والقردة تعتلي المناكب
والدرب عَمُوس تيه
يبتلع الحلم يدثره
بفيء رعن الذل
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نفوسنا الخاوية
تجتر الذكريات
في انتظار إيرادها
بين غدائر عشتار
وصدى نفير الحجر
ولكن ……
أينطق الحجر
في حضرة
قومٍ سفهاء …….. ؟!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
القراءة :
******
التوترية الشديدة في ظاهر لغة النص ، هي الخصيصة السيميائية الطاغية على بنيتها الفنية ، ومردها الى مستويين من التصارع التعارضي بين سياقات اشاراتها الدلالية :
المستوى الاول ـ التعارض ( السياقي / السياقي ) :
بين اشاراتها ذات السياق الدلالي المعجمي {عِير، ادلج ، زق ، صنام ، ظعائن ، ثنية الوداع / دلالة مولدة من تضايف اشارتين ، حطيبات ، سفيح ، قُدَّت ، جفنة ، تيمم ، شطر، داربة ،عموس ، رعن } .
وبين تلك ذات السياق الدلالي المقامي / الخارجي { الخورنق ، سنمار ، سالومي ، ساكن التابوت / ، ايزيبس ، عشتار }
المستوى الثاني ـ التعارض ( التعبيري / التعبيري ) :
بين ( لغة الشعر ماقبل الحداثوي ) ، بتعبيرية الاشارات اعلاه بسياقيها الدلاليين ، الداخلي المعجمي والخارجي المقامي .
وبين ( لغة الشعر مابعد الحداثوي ) ، بتعبيرية الاشارات المزاحة دلالياً وتركيبياً ومنها :
{عير الحروف ، بيداء الشتات ، خورنق السطر ، سنمار النبض ، اطلال الهمم ، قدت حدادها / بتعارضها مع ( سوداوية الجلابيب ) ، ( تزينَّ في عرس ) و ( ترقصنّ ) ، لؤلؤة ناتئة من لجة حبر، الدرب عَمُوس تيه ، نفوسنا الخاوية / بتعارضها مع ( إيرادها بين غدائر عشتار ) .
هذا التوتر التصارعي يوازي دلالةً حالة التصدع الوجودي في الذات العربية في وقتنا الراهن ، بفعل مايشتجر في اعماقها ( الواعية / اللاواعية ) من توتر يتوزعها بين عدة مستويات للتعارض ( النفس ـ قكري ) منها ماهو :
ـ بين التراث ومرادفاته ( الاصالة ، ثبوتية ماقبلية..الخ) / المعاصرة ومرادفاتها ( الحداثة ومابعدها ، التجديد .. الخ )
ـ تأجيل الذات (ارتقاب المخلص : نفوسنا الخاوية تجتر ..، ينتظر جمان أيزيس ، انتظار ايرادها ) / تحقيق الذات ( البحث عن خلاص : مسكوت عنه )
ـ الانهزامية ومرادفاتها ( مهادنة الاخر الشمولي وارضائه : مسحت زخات الفجيعة ، تزينَّ في عرس الطاغوت ، تُشارِكن في عهر اللحظة ، ترقصن رقصة سالومي ) / الثورية ومرادفاتها ( مسكوت عنها )
والنص يضمر نصاً ضديداً يمكن التعرف على معانيه من استحضار ما يسكت عنه
فهو نص يستصرخ همة العرب ويستفزهم على نض كفن الاستسلام لواقعهم المستلب الانسانية والكف عن انتظار المعجزات والتصدي لمن يصادر قيمتهم الوجودية وما هو سوى قردة ( تعتلي المناكب ) ، ويختم النص بصفعة على وجوه الخانعين :
( ولكن ……
أينطق الحجر
في حضرة
قومٍ سفهاء …….. ؟!! )
لعلهم ينطقون بلغة الثورة .
ـ باسم العراقي ـ

بقلم : عبدالجبار الفياض

جُذور Roots

أوقَفوا قلباً
أنْ ينبضَ ما شاءَ لهُ الله . . .
يمضي الرّكبُ على مسرى نجومِه . . .
الأغلى في الكون
في أحسنِ تقويمٍ خُلق
بخرساءَ من بني لقيط
يُردى . . .
لا ترثيهِ سوى حروفٍ
شافهتْ موتَهُ على بقعةٍ حمراءَ
جُرحاً لا يصرُخ . . .
العشقُ صَمْت !
. . . . .
هم يُحسنونَ قطفَ العنبِ حصرماً . . .
أبدلوا جنودَ السّورِ بمرتزقةِ القبضِ الآلي . .
أرقاماً متورّمةً في أقبيةِ مُلوكِ الشّطرنج المُنتفخينَ بنعيمِ الأرض . . .
تختزلُ الأحمرَ من قابيلَ إلى لوحاتِ الموتِ المجّانيّ في عصرِ النّت . . .
لكنْ
للشّمسِ أيامٌ شاخصةٌ في سفرِ أيوبَ
بعدَ عُسرٍ
تولد . . .
تنزعُ للظّلامِ أقنعةً ما كانَ لها أنْ تسرقَ من الزّمنِ أجملَه . . .
. . . . .
ألمْ تَريْ أنّ العشقَ لا يرى في رصاصٍ في صدرِ لوركا سوى رذاذٍ تُمسحُ بهِ مرآةُ وطن ؟
كانَ كنفاني
يرسمُ خارطةَ عشقِ عودتِهِ حينَ احتسى الموتَ في فنجانِ قهوتِه . . .
لم يكنْ ليلُ زنزانةٍ إلآ ورديّاً في عيونِ مانديلا . . .
يصرخُ في وجهِ قَدَرِه
دعْهُ يأتِ
واقفاً يموتُ العاشق . . .
ما للسّماءِ أنْ تفاخرَ بنجومِها . . .
أليسَ كذلك؟
. . . . .
أيّتُها الرّافضةُ خِدراً لذاتِ دَلّ . . .
دعينا
ندعُ معنا
سبارتكوس
جيفارا
مختارَ برقة . . .
نجمعْ من الأسماءِ ما أورق . . .
نرجمُ زنازينَ حُبلى بظلامٍ ميّت . . .
الكونُ دائرةُ حبٍّ لا تُغلق
وإنْ
فعلى احتواءٍ
لا يدخلُهُ مَنْ نازعتْهُ لسلبِ ثمارِ سواهُ نفسُه . . .
لا شيءَ في قلبِ عاشقِه
ينتهي بشيءٍ إلآ به . . .
تعساً لرغائبَ
تسلخُ لحاءَ ليلٍ بأصابعَ لم تعتدْ أنْ تنامَ بيضاء . . .
ما لعيونِهِ أنْ تقرأَ ما تكتُبهُ ذُبالةُ شمعة . . .
حين يُطفئ فانوسَه
يبدأُ الخريفُ قدّاسَهُ الأخير
لكنَّ الشمسَ بغروبِهِ
لا تُدفن !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
شباط / 2020

بقلم : رشيد الأطرش

..كورونا..
.
تصرخ كورونا.. في وجه الإنسان.
هل يمكن للذرة البشرية أن تعيق تطوري؟
انا لم آتي من أعماق الخلود الكئيب
انا عبثا جئت من عبث!

لي ألف مسار
تصميمي صرخة قاتلة
لا تقاوم!
حركتي أبدية..
في مسار تصاعدي متبث!

لا تستطيع أن تراني
دون تعب
أملأ الحقل بوجودي فيك
يتجدد إسمي مع الوقت

على عجل
تتابع تصميمي
تتابع تشكيلي
في داخلي.. كيف من جديد أبعث ؟!

و انا أنفث صرختي القاتلة
لا أختار قتيلي
هو يختارني ..
داخله يقاومني ..
اتكاثر بلا هوادة.. لا يحب الموت!

انا متعة الفناء
تتبعني ضجة
اشعر بها!
بجانبي أم تبكي
حب يحترق بصدرها
يرسم نظرة تخترق جداري
فقاوم لإنشاء الكون .. قاوم لإنشاء الكون
انا أستسلم! انا لن أموت .. أنا في المكث!

حان دورك..حان دورك
في ساعات حبك للوجود!
في يدك المبدعة!
ارسم خريطة الحياة.. لا تعبث!!

رشيد الأطرش …29..02..2020..شفشاون المغرب.

بقلم : حسن علي المرعي

. . . جُـوريٌّ لِـجـوريْ . . .

تَـوسَّــلَ بالـشَّـهـيـقِ و بالـزَّفـيـرِ
ومـازجَ بيـنَ عِـطـرِكِ والعُـطـورِ

وحَـدَّثَ صُبْحَ أنْ قـاربْـتِ مِنـْهُ
ودارَ حـديـثُ جُـوريٍّ لِـجُـورِيْ

فـباحَ و وشْـوشَـتْ لَـمياكِ شَـيْـئـاً
عَـنِ المـخـتومِ بالـخَـتْمِ الأمـيرِيْ

عَـتـيـقِ سُـلافَـةٍ نَـقَـشَــتْ عَـلـيهِ
عُـيـونُ الـصُّبحِ بـالحَـرفِ الكـبـيرِ

ثَـلاثَـةَ أسـطُـرٍ مِـنْ وحيِ عَـيْـنٍ
وسَــطـراً مِـنْ شـذا وادٍ مَـطـيـرِ

دَخـلْـتُ جِـنانَـهُ بِـدُعـاءِ أيْـدٍ
تُــسايـرُ مـا تَـكَسَّــرَ بـالخُـصـورِ

وتَـعـبُـرُ تَـلَّـتَـيْـنِ بِــلا حَـيـاءٍ
إلـى مـا لـيسَ يَـسـمحُ بالعُـبـورِ

بِـلا حُـلُـمٍ تُـفَـسِّـرُ مـا تـراءى
وتَـنـثُـرُ بَـوحَـهـا بَـينَ السُّـطـورِ

فَـيعـترِضُ اليـمـيـنُ عـليهِ عِـلْمٌ
مِـنَ المـأثـورِ عـنْ بَـدرِ الـبُـدورِ

ويَـتَّـفِـقُ الـيســارُ وكُـلُّ شَـيءٍ
يُــفَــتِّـحُ عُــروةَ الـزِرِّ الأخـيـرِ

ويـجـتـمـعانِ رأْيـاً بـلْ قَــراراً
عــلى أنَّ الصَّـدارةَ لِـلصُّـدورِ

فَغطِّيْ .. بَعضُ وهْجِ الشَّمسِ غِلٌّ
مِـنَ الـمَغرورِ بـالـغَ بـالظُّـهـورِ

وبَعـضٌ لـسْـتُ أعـرفُ ما يُعاني
إذا مـا كُـنْـتِ بـالـشّالِ الـقَـصـيـرِ

فَـيدنُـو بالـبَـنَـفـسَجِ فـيهِ طَـيْـفٌ
خـجـولٌ غَـلَّ مـابَـيْـنَ الـزُّهـورِ

فــتَـأْتـلِـفُ الـنَّـوايـا طـامِـعـاتٍ
بأبـعـدَ مِـنْ نُـهـودِكِ في السَّـريـرِ

عـلى أمـرٍ وأحـسَـبُـهُ خَـطـيـراً
ويَـحـسَبُـني بـأكـثـرَ مـِنْ خَـطيـرِ

كِــلانا هـائـمٌ و يَــحُـبُّ مِـنْها
نَــوافِـرَ لِـذَّةٍ و نُــفـورَ حُـورِ

ووادٍ مُـسْــكِـرِ الـنَّـسَــماتِ فَـجٍّ
عَـميـقٍ حَـفَّ بالـفَـرَحِ الـمُـثـيرِ

بـهِ نَـهرٌ ويجريْ حَـيثُ تَجريْ
عُـيـونـيْ بالـسُّـرورِ إلى سُـرورِ

بُـحـيْـرةِ لِـذَّةٍ صَـعَـدتْ عـليـها
أكُــفُّ الفـجْـرِ مِـنْ نُـورٍ لِـنورِ

وغـافَـلَـها ونَـقَّـرَ حَـيْـثُ طارَتْ
عَـنِ الأشهى سُـنُـوْنُـوَةٌ ودُورِيْ

الـشّاعـر حسـن عـلي المـرعي ٤/١/٢٠١٩م

. . . جُـوريٌّ لِـجـوريْ . . .

تَـوسَّــلَ بالـشَّـهـيـقِ و بالـزَّفـيـرِ
ومـازجَ بيـنَ عِـطـرِكِ والعُـطـورِ

وحَـدَّثَ صُبْحَ أنْ قـاربْـتِ مِنـْهُ
ودارَ حـديـثُ جُـوريٍّ لِـجُـورِيْ

فـباحَ و وشْـوشَـتْ لَـمياكِ شَـيْـئـاً
عَـنِ المـخـتومِ بالـخَـتْمِ الأمـيرِيْ

عَـتـيـقِ سُـلافَـةٍ نَـقَـشَــتْ عَـلـيهِ
عُـيـونُ الـصُّبحِ بـالحَـرفِ الكـبـيرِ

ثَـلاثَـةَ أسـطُـرٍ مِـنْ وحيِ عَـيْـنٍ
وسَــطـراً مِـنْ شـذا وادٍ مَـطـيـرِ

دَخـلْـتُ جِـنانَـهُ بِـدُعـاءِ أيْـدٍ
تُــسايـرُ مـا تَـكَسَّــرَ بـالخُـصـورِ

وتَـعـبُـرُ تَـلَّـتَـيْـنِ بِــلا حَـيـاءٍ
إلـى مـا لـيسَ يَـسـمحُ بالعُـبـورِ

بِـلا حُـلُـمٍ تُـفَـسِّـرُ مـا تـراءى
وتَـنـثُـرُ بَـوحَـهـا بَـينَ السُّـطـورِ

فَـيعـترِضُ اليـمـيـنُ عـليهِ عِـلْمٌ
مِـنَ المـأثـورِ عـنْ بَـدرِ الـبُـدورِ

ويَـتَّـفِـقُ الـيســارُ وكُـلُّ شَـيءٍ
يُــفَــتِّـحُ عُــروةَ الـزِرِّ الأخـيـرِ

ويـجـتـمـعانِ رأْيـاً بـلْ قَــراراً
عــلى أنَّ الصَّـدارةَ لِـلصُّـدورِ

فَغطِّيْ .. بَعضُ وهْجِ الشَّمسِ غِلٌّ
مِـنَ الـمَغرورِ بـالـغَ بـالظُّـهـورِ

وبَعـضٌ لـسْـتُ أعـرفُ ما يُعاني
إذا مـا كُـنْـتِ بـالـشّالِ الـقَـصـيـرِ

فَـيدنُـو بالـبَـنَـفـسَجِ فـيهِ طَـيْـفٌ
خـجـولٌ غَـلَّ مـابَـيْـنَ الـزُّهـورِ

فــتَـأْتـلِـفُ الـنَّـوايـا طـامِـعـاتٍ
بأبـعـدَ مِـنْ نُـهـودِكِ في السَّـريـرِ

عـلى أمـرٍ وأحـسَـبُـهُ خَـطـيـراً
ويَـحـسَبُـني بـأكـثـرَ مـِنْ خَـطيـرِ

كِــلانا هـائـمٌ و يَــحُـبُّ مِـنْها
نَــوافِـرَ لِـذَّةٍ و نُــفـورَ حُـورِ

ووادٍ مُـسْــكِـرِ الـنَّـسَــماتِ فَـجٍّ
عَـميـقٍ حَـفَّ بالـفَـرَحِ الـمُـثـيرِ

بـهِ نَـهرٌ ويجريْ حَـيثُ تَجريْ
عُـيـونـيْ بالـسُّـرورِ إلى سُـرورِ

بُـحـيْـرةِ لِـذَّةٍ صَـعَـدتْ عـليـها
أكُــفُّ الفـجْـرِ مِـنْ نُـورٍ لِـنورِ

وغـافَـلَـها ونَـقَّـرَ حَـيْـثُ طارَتْ
عَـنِ الأشهى سُـنُـوْنُـوَةٌ ودُورِيْ

الـشّاعـر حسـن عـلي المـرعي ٤/١/٢٠١٩م

. . . جُـوريٌّ لِـجـوريْ . . .

تَـوسَّــلَ بالـشَّـهـيـقِ و بالـزَّفـيـرِ
ومـازجَ بيـنَ عِـطـرِكِ والعُـطـورِ

وحَـدَّثَ صُبْحَ أنْ قـاربْـتِ مِنـْهُ
ودارَ حـديـثُ جُـوريٍّ لِـجُـورِيْ

فـباحَ و وشْـوشَـتْ لَـمياكِ شَـيْـئـاً
عَـنِ المـخـتومِ بالـخَـتْمِ الأمـيرِيْ

عَـتـيـقِ سُـلافَـةٍ نَـقَـشَــتْ عَـلـيهِ
عُـيـونُ الـصُّبحِ بـالحَـرفِ الكـبـيرِ

ثَـلاثَـةَ أسـطُـرٍ مِـنْ وحيِ عَـيْـنٍ
وسَــطـراً مِـنْ شـذا وادٍ مَـطـيـرِ

دَخـلْـتُ جِـنانَـهُ بِـدُعـاءِ أيْـدٍ
تُــسايـرُ مـا تَـكَسَّــرَ بـالخُـصـورِ

وتَـعـبُـرُ تَـلَّـتَـيْـنِ بِــلا حَـيـاءٍ
إلـى مـا لـيسَ يَـسـمحُ بالعُـبـورِ

بِـلا حُـلُـمٍ تُـفَـسِّـرُ مـا تـراءى
وتَـنـثُـرُ بَـوحَـهـا بَـينَ السُّـطـورِ

فَـيعـترِضُ اليـمـيـنُ عـليهِ عِـلْمٌ
مِـنَ المـأثـورِ عـنْ بَـدرِ الـبُـدورِ

ويَـتَّـفِـقُ الـيســارُ وكُـلُّ شَـيءٍ
يُــفَــتِّـحُ عُــروةَ الـزِرِّ الأخـيـرِ

ويـجـتـمـعانِ رأْيـاً بـلْ قَــراراً
عــلى أنَّ الصَّـدارةَ لِـلصُّـدورِ

فَغطِّيْ .. بَعضُ وهْجِ الشَّمسِ غِلٌّ
مِـنَ الـمَغرورِ بـالـغَ

بقلم : عبدالجبار الفياض

رهانُ العشقلم أنسَ
أنّي جئتُها من وادٍ سحيقٍ
بصرخةِ رفضٍ على جدارِ كُرهٍ أملس
فكانَ القماطُ أولَ قيدٍ من غيرِ زنزانة . . .
وِصمْتُ بما لا خيارَ لي فيه
عبوديّةٌ باردةٌ بلا أسوار . . .
لكنْ
كُلُّ مَنْ وِلدَ حُرّاً هنا
تمنّى أنْ يكونَ مسيحاً لهذا المَهد !
. . . . .
لم أرَني يوماً
أُطفئُ شمعةَ ميلاد
أُلبسَ دُمايَ ألوانَ عيد . . .
رمادُ احتراقي
أرسمُهُ خارطةَ وطنٍ
اكلتْ نصفَهُ أرضةُ سليمانَ النّبيّ
سكيناً
لم تخرجْ من غورِ جُرح . . .
عندَها
أيقنتُ أنَّ الحزنَ امرأة . . .
فهل أنا وسيمٌ
لتعشقَني إلى هذا الحدّ ؟
أم أنّها المُتبنيةُ بعدَ أنْ اعتصرَ الجدْبُ أثداءَ مَنْ ألقتٌ حملَها في بيتِ طين؟
فكنتُ وجهاً آخرَ لفارتر !
. . . . .
حيتانٌ بريّة
ازدردتْ كُلَّ شيءٍ حتى أحشاءَ نهايتِها . . .
ليس لمرآةٍ أنْ ترى غيرَ بقعٍ داكنةٍ تلطّخُ أجنحةَ النّوارس . . .
شُربَ الظّمأ
انحسرَ الخوفُ بسنواتِ ظلّه . . .
لم نعدْ بحاجةٍ لحنجرةٍ
لا تصدحُ بترتيلةِ بقاء . . .
لقصيدةٍ مُصابةٍ بداءِ المُلوك . . .
لقلمٍ
يتثاءبُ حينَ يتحدّثُ جُرحٌ عن فَجْرٍ قريب . . .
. . . . .
نكراتٌ
تعلو بنفاياتِ السّادةِ تحتَ سقفِ بيوتٍ زجاجيّة . . .
توهّمتْ أنّها خرقتْ حُجبَ الغيْب . . .
المساحيقُ لا تغيّرُ صفحةً مشوّهة . . .
إنّها المواجهةُ الأصعبُ حينَ يكونُ التّابوتُ حَكَماً بينَ اثنين . . .
ما لنفسٍ
أنْ تعلِقَ بينَ بيْن . . .
الجُرحُ حينَ يتّسعُ
دونَهُ جهنمُ
تلتهمُ ما أُعدَّ لها من حطبٍ مُبتلٍّ بقذارة !
. . . . .
لا تَقنطي
أيّتُها الطّاويةُ لألمِ المَخاض . . .
ديموزي
يكتُبُ حروفَ النّشيدِ الأوّل . . .
بقيثارتِها الذّهبيّة
ستعزفُ سومرُ لحنَ العودة . . .
ليسَ لعشتارَ إلآ رقصةُ السّنابل
موكبُ الشّمسِ
يشقُ طريقَهُ لساحةِ الخلود !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
شباط / 2020

بقلم : عبدالرحمن بكري / المغرب

ذكرى عشتار

أيها المتفوه
على بيان السكك الطويلة
استعد صباك
عنوة في عيون الليل
وهذا سرير الموت
يحضن حلمك
منذ تعلمت الخطو فوق مياه السراب
نجمة تختال
في سراديب الضيم
زمن لم ينفلت من شرنقة الاجترار
اشته كما توسمت ..
فوق مرافئ الانتظار
حلما داعب جفون النهار
يطفو .. على مدار الوجع
و طيف يلف شهية الاشجار
بين ثنايا هذيان
يعتكف منذ أعوام ضفيرة الأنساب
اختر وحدك في خلوتك
بطاقة المرور
لوطن مشرد بلا منارة
انتق وقتما شئت
لون فنجانك الشاحب
بلا نكهة في القرار
تستعيد بها فلسفة الحواس
في حديث الهزيمة على الأبواب
وقشدة تنتحب
على ذكرى عشتار

عبدالرحمن بكري

بقلم : خوله رمضان

النقد الخاص من قبلي خوله رمضان لقصيدة لا جديد للشاعر المصري أحمد سعيد

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الرّؤية النقدية المقدّمة من قبلي خولة رمضان لنص (لا جديد ) عبر برنامج في ظلال النّقد .

للأديب المتألق الشّاعر المصري

احمد سعيد
وإليكم الرّؤية المبسطة وما يختبئ وراء الرُّؤية من ظلال وانعكاسات .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أعزائي المتابعين

لمحة عن حياة الشّاعر كما ذكر عن نفسه

السـيـرةٌ الذّاتـيـَّةٌ :

أحمد سعيد

الشاعر أحمد سعيد حمودة شاعر وأديب وفنان تشكيلي من محافظة البحيرة في مصر ، تابع دراسته الثّانوية عبر دورات خاصّة بالفن التشكيلي . أب لثلاثة حفظهم الله، صدر له ديوان شعر في بداية حياته اسمه أشواك .

وهناك مجموعة من الدواوين معدّة للطباعة .

يكتب الشعر الحر والعمودي بطريقة فطرية سماعية وله كتابات نثرية ايضا.

وإليكم النّص

لا جديد

مللتُ الكتابة..

وواقع الأوطان..

يدعو للكآبة..

مؤتمر يتلوه مؤتمر ..

والشّمس..

سلّمت الرئاسة للقمر ..

والأرض حبلى بالصّراع ..

وشعوب ..

على وشك الضّياع ..

وأنا الإنسان..

مطحون بين فكىّ الرّحى ..

أشاهد الشّاشات ..

من الصباح للمساء..

ومن المساء للضّحى ..

علنى أمسك بالأمل ..

لا جديد ..

غير فستان المذيعة ..

وعقد يزين أحلى جيد..

لا جديد ..

والحلم مصلوب ..

على أبواب المدينة..

والابتسامات تعلو الوجوه..

وقلوب تملؤها الضّغينة..

لا جديد ..

انظروا للشّام ..

وفلسطين..والعراق ..

وليبيا ..

واليمن السعيد ..

هل هو حقا سعيد ..؟؟

لاجديد ..

غير أبواق تنادى ..

تتشدق بالعروبة ..

والعروبة تتصفّد بالحديد ..

لا جديد ..ولا علاج

لجروح يملؤها الصّديد

لا جديد ..

غير أنّنا ننتظر

القادم من بعيد

ننتظر الأمل الوليد ..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أحمدسعيد…

نظرة للعنوان :

– لا جديد

——————

لا النّافية للجنس مع كلمة جديد وهي كلمة تدل على المتوقع حدوثه أو ما سيحدث.

لكن أين خبر لا النافية للجنس ؟

الخبر محذوف تقديره يدل عليه سياق الكلام وتقديره لا جديد في الأمر أو لا جديد في القضية … أو لا جديد اليوم أو بعد اليوم.

و هذا العنوان يوحي بأن الخبر رواية أو قضية يفسرها النص ويشير إليها .

هل ورد العنوان في النّص ؟

نعم ، ورد ست مرات . وهذا التكرار لبّ النّص وهويته التي عُرِف بها .

لكن التكرار في أحيان كثيرة عيب من عيوب الكتابة الأدبية ، فهل جاء التكرار هنا قبيحا ؟

جملة العنوان من الجمل المفتاحية التي صبغت النّص بالجمال ، وتكرارها ضروريّا لأنّ الشّاعر يعرف أين يضع بصمة العنوان داخل النّص ، مما أكسب النّص صبغة إيقاعية ونغمات موسيقية مميزة .

وكأنّ الشاعر تعرض لهجمة من أي نوع ،

سواء على شكل تساؤلات أو سلوكات وربما هي مجرد خواطر هاجمت عقله الواعي وكانت مؤرشفة في عقله الباطن نظرا للظروف التي تحيط به من انتهاكات للنّفس والأوطان . فكان جوابه لا جديد . ونلاحظ أنّ إجابته فيها يأس وإحباط متكرر لكنه مرتبط بالأمل كارتباط الأم بوليدها ، وقد انقشعت ضبابية اليأس في نهاية النّص إضافة لعفوية فرضتها طبيعة النّص الأدبي .

الشكل البصري للنص :
———————–
قصيدة من الشّعر على نظام الشعر الحر عنوانه :

( لا جديد )

نص وجداني رمزي وطني قومي يحمل أبعادا اجتماعية ولمحة فلسفية

هذا النّص قصيدة شعر حر ،دلّنا عليها الشّكل البصريّ للنّص, وتناسق جمل النّص والألفاظ والسياقات الشعرية …

إذن هي قصيدة وطنية وجدانيّة رومانسيّة تحمل الهمّ القومي اليعربي والوطني والمجتمعي, رمزية سياسية, بمسحة فلسفية اجتماعية

تتبع مذهب الفن للمجتمع..

فلو افترضنا العنوان كالتالي :

لا جديد اليوم في قضية الوطن العربي .

لقد تبلور مفهوم الحداثة والجِدة بالنسبة لنا مع مفهوم الوقت الذي سيأتي علينا

فالشاعر يشير الى وقت سابق ضمنا أيضا وكأنه يقول : لا جديد اليوم في قضية مطروحة على جدول البحث من زمن سابق.

وهذا تفسيري للخبر المحذوف وهو الزّمن السّابق واللّاحق .

هنا تتجلّى البلاغة فالمحذوف يفسّره المذكور . لأن الأديب لم يقصد اليوم السابق فقط بل الزمن الّذي بدأت منه القضية وتطوراتها يوما عن يوم .

لا بد من التّعمق في أفكار النّص لنفهم

هذه القضيّة وملابساتها.

نترك العنوان لنبحث في اغوار النّص

عما يفسّر ملابسات وظلال خبر لا النّافية للجنس الذي هو لبّ القضية وأساسها .

البؤرة المحورية في النّص

——————————-

الشاعر هنا يترجم واقع الأمة العربيّة

على العموم على سبيل وصف حالة مأساوية لأمة مصفدة بالحديد . ترتع في الخيبات والصراع والضياع .

أنوه ان الشاعر عبر عن هدفه بقصيدة قريبة من الشّعر الحرّ أكثر مما تكون نثرية مقفاة ، وكلمات هذه القصيدة تخلق جوا من الاستفسارات المدهشة التي تدور في أذهان القارئ العربي الحريص على اكتشاف ما خفي من أمور ويرجو أن تعود أمته إلى مجدها وعزّها وبهائها .

حرص الشاعر فيها على إيصال كلماته إلى كل مواطن حرّ شريف ..فجاءت الصّور الشعرية خادمة للأفكار وما هدف إليه الشاعر.

وكذلك تطغى على النّص الإضاءات الجميلة كقوله (لا جديد ) والنّص وجداني بصورة ثورة واستنكار انشائي عبر سيل من الشّكوى المتخفيّة لما آل إليه حال المواطن العربي الذي انفصمت شخصيته وانشطرت لتبدو بمظهر لائق وهو يخفي أشد مظاهر القهر المجتمعي والسّياسي .

تناول الأفكار

—————-

توصلنا الى أنها قصيدة من الشّعر الحرّ المعاصر إنسانية وجدانية سياسية رمزية .وتبدو فيها التجربة الشّعورية مع الأحداث المعاصرة واضحة جليّة . سيطرت على الشّاعر عاطفة اليأس

لهذا وصف نفسه قد ملّ الكتابة .

فقال في هذا المعنى :

مللتُ الكتابة

وواقع الأوطان يدعو للكآبة .

ثم نقلنا معه فجأة الى عاطفة الضّياع التي تشمل كل مواطن عربي ، فعبّر عن دهشته وتعجبه مما يحدث. فقال :

‏مؤتمر يتلوه مؤتمر

‏والشمس

‏سلمت الرئاسة للقمر .

‏والأرض حبلى بالصّراع

‏وشعوب على وشك الضّياع

‏وأنا الإنسان

‏مطحون بين فكيّ الرّحى

‏أشاهد الشاشات

‏من الصّباح للمساء

‏ومن المساء للضحى

‏علّني أمسك بالأمل

يتحسر الشاعر على وضع المواطن العربي وأوطان العروبة. فصور لنا المواطن منطلقا من ذاته حيث جاء بصورة بلاغية رائعة ، فقد جعل نفسه كجسد مطحون في رحى الحبوب واستعار للرحى فكين ، مم يشير لصورة قبيحة للمسؤول الذي يضغط على المواطن ليهتم بلقمة عيشه ولا يلتفت لما حلّ بوطنه.

إلا أن شاعرنا لم يستسلم فالمواطن العربي يحاول أن يمسك بطرف خيط الأمل .

ولنتصور هذا المشهد المؤلم .الذي يصعب تخيله على النّفس الإنسانية فما بالكم بالنّفس العربيّة المنتميةوهي نفسية شاعر يمثل أبناء أمته بكل معنى الكلمة ..

هذه البساطة في الألفاظ والتراكيب تدلّ

على أسلوبه المعبّر باستخدام الصّور الشّعرية الواضحة التي نقلنا من خلالها إلى وضعية الوطن العربي في الشام وفلسطين والعراق وليبيا واليمن.

صور رمزيّة حيّة صُلِب فيها الحُلم على أبواب المدينة، كناية عن حالة من التدهور العام ، فحتى الحلم لم يعد المواطن العربي يمسك زمامه . لكّنه مضطر للعيش عبر ابتسامة مزيّفة ، ويحمل قلبا تملؤه الضغينة على من ظلمه فقال في هذا المعنى :

والحلم مصلوب ..

على أبواب المدينة..

والابتسامات تعلو الوجوه..

وقلوب تملؤها الضّغينة..

لا جديد ..

انظروا للشّام ..

وفلسطين..والعراق ..

وليبيا ..

واليمن السعيد

ويتابع الشاعر بسؤال فريد من نوعه

هل هو حقا سعيد ؟ سؤال استنكاري لانقلاب وضع البلد العربي الأصيل اليمن العريق . إضافة لإيحاءات هذا السؤال من رفض تام لهذا الوضع المزري الذي جعل البعض يتظاهر بالانتماء للعروبة عبر أبواق لا تسمن ولا تغني من جوع كناية عن أن المواطن العربي ما زال يعيش بالماضي وبطولات الأجداد ، لكنه حقيقة الأمر مسلوخ عن عروبته لأنّ العروبة مصفّدة بالحديد . وصورة العروبة هذه كناية عن حجم المؤامرات التي تحيط بالعروبة وحجم عداوة بغيضة للعروبة من قبل الغربالذي يريد السيطرة والتسلّط والتّحكم بشعوب الأرض. فقال في هذا المعنى :

لاجديد ..

غير أبواق تنادى ..

تتشدق بالعروبة ..

والعروبة تتصفّد بالحديد ..

لا جديد ..ولا علاج

لجروح يملؤها الصّديد

بعد هذا الاسترسال المبسط وبعد اليأس والاكتئاب ،ما الجديد في الأمر ؟

فقط سننتظر مخاضا للأمل يتولد في أيام قادمة . ربما يكون فيه عصر من الحرية والفكر المستنير.

فقال في هذا المعنى :

لا جديد ..

غير أنّنا ننتظر

القادم من بعيد

ننتظر الأمل الوليد ..

الصورة الكليّة للنّص :

————————

نص بهيئة الشّعر الحرّ مكون من نظام الأسطر التي تطول وتقصر وفقا لخلجات الشاعر وتدفقاته الشّعورية .

النص ينقل وجدانيات الشاعر نحو الأوطان المنكوبة، وهو نص واقعي ينقل لنا ما حدث بالفعل ، ونص قومي لأنه يشير لأمة بأكملها غرقت في أوحال سياسة مخطط لها . وهو نص فكري يحمل أبعادا فلسفية من رؤية الشاعر عبر رموز لها تفسير وتشير إلى قضية واقعية مطروحة على الساحة العالمية .

البيئة الشّعرية للنّص:

————————-

الوطن العربي الأكبر هو بيئة النّص لأن قضيته قومية عامة فيطلق العنان لدواخله كاشفاً حالته النفسية، وما يعتريه من انفعالات, وفي هذه البيئة الممتدة تتوالد إبداعات الشاعر، وهذه البيئة هي التي تساهم في إخراج عمله الإبداعي ممزوجاً بحالته النفسية وأفكاره .

بيئة بلد الشّاعر، مصر البلد العربي الأصيل, موطن النيل ، البلد العريق بما يحمل من حضارات سادت قبل الإسلام وبعده ، لكن الشّاعر يتحدّث عن الوطن العربي الكبير في الوقت الحالي . وهو الشاعر الذي تغلي عروقه قهرا على بلده الأكبر فتتدفق تيارات فكره وعاطفته, ليرسم لنا لوحة القصيدة هذه.

الخيال :

————

الخيال في القصيدة ضاربٌ في العمق وهذا العمق بلغ الفضاء . دمج الشاعر بين الواقع وهو قضية قومه وبين عناصر الفضاء كالشمس والقمر .

إن الخيال الذي أخذنا إليه الشاعر يعتبر خيالا مجنّحا وحلّق بنا بين عناصر الكون

بعمق النّظرة للفضاء . إضافة للصّور الشّعريّة

من تشبيه تمثيلي كصورة المواطن بين فكيّ الرّحى وصورة الحلم المصلوب على أبواب المدينة .

البؤرة الثابتة

—————

تظهر البؤرة الثابتة منذ السّطر الأول للنّص

إذ ذكر الشاعر حالته مع قلمه الذي ملّ الكتابة نظرا لواقع الأوطان العربية الذي يدعو للاكتئاب .

‏قضية قوميّة مؤججَة بمشاعر اليأس

‏ولا جديد في القضية مما يشير إلى عهود من السّيطرة على مقدرات الأوطان ، والغوص في لعبة سياسية قذرة . هنا تكمن البؤرة الثابتة . إذ فقد الشاعر الثقة بإمكانية التغيير .

البؤرة المتحولة

——————

ما الذي حدث لنفسية الشاعر بعد اليأس وفقد الثقة بالتغيير ؟

بدأ يرقب من بعيد نتائج المؤتمرات ، والتغييرات الجذرية المتحوّلة في السلوكات المجتمعية وخصوصا تلك المظاهر التي تبدو في شخصية مذيعة الأخبار . فهي تمثل بيئة اجتماعية عامة ورمز لمن يتفوه بما لا يمثّل له اي اهتمام وانتماء،.

فما تأتي به من أخبار يناقض ما تبدو به من مظهر . وصل به الأمر لحالة من فقد الثّقة بإمكانية التغيير فاعتبر نفسه كالحبوب المطحونة بين فكيّ الرّحى كناية عن الانصهار في بوتقة من الظلم والتسلط وسلب الحقوق . ولكن هل من أمل بالتغيير ؟

نعم هو يتأمل مع قومه فقال : لا جديد إلا اننا ننتظر الأمل الوليد والتغيير المُنتظَر فهنا تكمن البؤرة المتحولة .

عملية فكرية تأملية يتمخض عنها التغيير الشامل .

محاور النص :
—————-

يقوم النص على عدة محاور

أولها : أن الشاعر ابتدأ بذاته التي سينطلق منها إلى قضيته الكبرى .

الذات التي كتبت وتأثرت بالواقع

ولم تجدْ حلّا لقضية استوت وتفحّمتْ في موقد النّار .

والمحور الثاني هو :

تأثير هذا الواقع على الشّاعر الذي هو رمز للمواطن العربي ، حيث ساد اليأس والإحباط بالتأكيد .

الكلمات التي تدل على هذا الحال هي :

مللتُ من الملل

الكآبة من الاكتئاب

انا الإنسان مطحون بين فكيّ الرّحى صورة بلاغية موحية بالكثير وأهمها ما حصل لإنسانية الإنسان على وجه الأرض .

لم يعد للإنسان قيمة تذكر ، فالصراعات جعلت حلم الإنسان العربي موؤودا . صورة الطّحن بين فكيّ الرّحى تدلّ على أن الإنسان العربي هان على مرؤوسيه وهو من خسر الكثير لأجل وطنه ولكنه مستهدف من جميع الأطراف المتصارعة .

حتى حلمه مصلوب ، صورة توحي بأن الإنسان العربي مسلوب الإرادة .

أما القلوب فتملؤها الضغينة ، لمَ يا ترى ؟

لأن المشكلة السّياسية طغت وتغربلت داخل القلوب ، ونتج عنها توجهات قسّمت الشّعوب وفق طوائفهم .

هذا المواطن يبتسم رغم الحقد إشارة واضحة للنّفاق الاجتماعي والسّياسي والتّخبّط الفكري ، فقد أشرت أنّ النّص اجتماعي أيضا. يكشف عن السلوكات الأيدولوجية للإنسان .

أصبح هم المواطن الوحيد التشدّق والنفخ في الأبواق لإظهار موروثاته الأصيلة وأهمها العروبة وما تعنيه هذه الكلمة الكبيرة والتي قامت من الأساس في لغة الإنسان ،وركيزة مهمة لمن يتمسك بالعروبة والدّين الإسلاميّ .

ما الذي يؤرق هذا المواطن المسلوخ عن قيمه ومبادئه ؟

يريد حلّا جذريّا فينتظر التّغيير ، يترقب على الشّاشات علّه يقرأ خبرا جديدا .

الإنسان العربي غير مستقر نفسيا .

فتأتي الإجابة الشافيه ، صوت العقل الواعي

: لا جديد . ما الجديد في الموضوع ؟

فستان المذيعة وعقدها الذي تتباهى به ،

سخرية مريرة من ظاهر متجدّد يخفي وراءه واقع مظلم .

هذا الجديد أخفى وراءه جراح الوطن التي لم تعد قابلة للعلاج لأنها امتلأت بالصديد . كناية عن الإهمال المبرمج لقضاياه .

وأن الخطط الاستعمارية في طور التمكن من مربط الفرس .

هكذا يريد عدوهم تحقيق الخطط عن طريق هدم انتماء المواطن لعروبته ودينه وقيمه .

يطمسون الحقيقة ويسلمون قيادة الرئاسة لمن لا يستحق أن يمسك زمام الأمور .

الشمس هي الفكر المستنير هي القيادة الحكيمة ، هي العروبة في أيام العزّ والزّهو والانتصارات ، هي الحكمة والمعرفة ، هي القيادة المهيمنة والمكلفة بنشر رسالة السماء.

والعجيب في الأمر أنّ الشّمس تنازلت برضاها للقمر ، وهو الذي يستمد الضوء منها

فهو جرم سماوي مظلم ولولا الشّمس لما كانت له أي أهمية .

هذه الرّمزية في القصيدة سأشير لها لاحقا
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الرّمزية في النّص :

(( الرّمزيّة مذهب أدبيّ فلسفيّ، يعبّرُ عن التجارب الأدبيّة والفلسفيّة المختلفة بواسطة الرمز أو الإشارة أو التّلميح، والرمزُ معناه الإيحاء، أيْ التعبير غير المباشر عن النّواحي النفسيّة المستترة التي لا تَقوى اللغة على أدائها أو لا يُراد التعبير عنها مباشرة، وقد كان الشّعر الجنس الأدبيِّ الرئيس في الرمزية… منقول ))

لو تجولنا بين أسطر النّص الشّعريّ نجد الشاعر صريحا كلّ الصّراحة ولم يتعمّد المذهب الرّمزي ولكنّه استخدم بعض الكلمات لتدل على رموز القضية، فماذا نجد من رموز ؟

أولا كما قلت سابقا ، رمز الشمس والقمر .

وهي رموز فلكية مرئية.لها تأثيرها الزّمني في الكون . لكن استخدمها الشاعر كرمز على غياب الحقيقة وضعف الأمة التي تنازلت عن موروثاتها مما جعلها تتنازل عن مبادئها وقيمها لأجل إرضاء رموز السلطة المتغيرة ، إضافة للمداهنة والنّفاق وكسب المصالح .

ثانيا : الرّحى

صورة تمثيلية للتّغيرات التي تحصل للمواطن بفعل الصّراعات السّياسيّة والخطط الاستعمارية ، إضافة أنها رمز اجتماعي للقهر والحصار النّفسي والمجتمعي ، ورمز لسحق شخصية المواطن العربي ليعيش في ضيق وكدر .

أخيرا أشكر اديبنا الفاضل وشاعرنا الألق الأستاذ أحمد سعيد على قصيدته الهامّة حيث فتحت لنا آفاقا في النقد والكشف عن مضامين التغيرات الصّعبة في قضية الوطن العربي .. وقد جعل شاعرنا قيودا خاصة به في تعبيره وأخضع كلماته لحكم العقل وهذه الحريّة المقيدة هي ما نريدها من أدبائنا ومفكرينا .

قصيدة رومانسية شفافة تأخذ القارئ إلى الفضاء في رحلة رومانسية وتعيده للأرض مستمتعا باجواء النّص ومداخلاته القيّمة .

هذا الجهد المتواضع هديّة قيّمة لك مني خوله رمضان ومن إدارة همسات فوق أوراق الصمت.
كان معكم :
خولة رمضان
ألف شكر وتقدير لكل المتابعين

بقلم : سعيد محتال / المغرب

اوراق مشردة

تناول من جيبه سره الدفين
تليفون وورقة تعود لعهده القديم
ودون قصد أخذ القلم
وبدأ يسجل ويرسم
ما يروج على وجه الشاشة
حرك أصبعه بكل إثقان
لعله يجد خبرا
ينسيه ألم النهار
أو صورة
تزرع فيه دم الحياة
حدقت به من داخل العنوان
قصة تحكي عن زمن النسيان
غير بعيد من المكان
صادف ما كان يروج خارج الزمان
حكاية بطلها الادمان
لوحة تسترق السمع
تحدثه بأمان
استهوته الواقعة
أنسته القلم
القابع بين يديه بغير عمل
على إيقاع رنة خفيفة
قام مسرعا
دون أن يلم حطام القلم
الممزق على بقايا الورق
تاركا المجال
لريح قادم من غير استئذان
سعيد محتال
02/02/2020

بقلم : باسم عبدالكريم الفضلي / العراق

{ وُشومٌ… على جدرانِ الأنا }
( ميتا نص )
…. الصمتُ صلاةُ الجرح ، ..أين ..؟؟ ، حدأة الهزيمةِ تفترسُ أفراخها ولا .. عزاءَ للآفاق ،
……………………………….. = د….ا….ر… دار …/
………………………….. ــ طَوطَم ) ..
….. / ، …… ن…..ا……ر ….دار
|…../ لايجوز … ( أُريد …. ) }] |
… ÷ … ؟؟؟
هُــــــ ………
من ………… / نير…..ان …. دور
……………….الى ….
أمّا بعـ……………….
… قد أَحبَبْـ … / واحد … اثنـ( غبار.. غبار ..]
…………….. تمرُّ بـ …… أطيافـ….
تنسـ……….ـي …. حـ…..
………………………………نها ………. البدء ……..
…….لا [ دار … ناري ) ..
…….. لقـ……………….ـا … ولـ……..ـمّا …..
…………………………… لا ……….. إلّا ……
……… فو………ق ………………………ذرى / لوجوس )
…….أنـ……..
……………جمر …. / حرام …
………………………………………………………………….ـــــمو
………………………………. / برونو ..!!
صهوةُ الذُّعر
تَجنَحُ
بوَردةِ العيونِ الصَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــافية …….
…../ ايروس ……………………………+ …… _ …. ×

حَـ ..ـبـ……………..
……………….ـيـ…..
…..ـبَـ……………………………………………….ـتي / لجوانتي )
في يومٍ بلا أمسِ
إلتقيتُكِ………..
……………..فهل
من وداع
………………………………………………/ آنو )
يُنسينيّايَ / غـــــ ….ـار …غاران }
….. أو ……….. ستضمحلُّ
عناقيدُ اللقاءِ الأول
بين كفَّي اللذَّةِ الأخيرة / 358 ق.م. ــ 2003 {……….
……………… لكنْ ….. بساتينُ السَّقسقة
السَّلْوَسية
تحلِّقُ
……………………………………………في
فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراغِ النَّظرةِ
المـَ…
……..ـقْـ…..
…………………………………………….ـطُ…..
…………………..ـو
……………………….عَـ
………………………………………………..ـةِ الغُصن ….. ، …..
(( اوتو ـ نبشتم )) الإستحواذُ
بأطرافِ اناملِ الرغبةِ المُرَّة
قبضةُ سرابٍ عَذب .
… / …/ …
……. أم … عصافيرُ الرماد
تحلِّقُ بغصنٍ المطر
في ………………………………….. بساتينِ الريح ؟؟
……………………………………………..) لا ادرية ابدية ( …..
…….. (( اور ـ شنابي …
………. من
يّصّحِّي
الجذوةَ
في
قلبِ
الشَّلال
………………. ) } ]
… دمعةٌ النار ….. بلا لسان
………………………………. لا ….. ـ بلى ـ
متى ……………………………………………… ؟؟ …
………………………………… وهناك
كَيفَ عرجاء
ولا إشتهاء
إلا للـ……….
………..ـطنينِ
على أرنَبةِ الوعد .. غدا
…… / [ { ( …………..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :
ــ الطَوطَم : أي كائن يُتخذ منه رمزاً للقبيلة وكثرما عُبِدَ بإعتباره الحامي وان روح الإله تتجسد فيه
ــ العلامتان | ..| هما خاصتان بعلم الرياضيات وتعنيان مطلق العد او المقدار المحصور بينهما
ــ اللوجوس : كلمة لاتينية من اهم معانيها ( العقل الكلي ) و ( الإله )
ــ برونو : قيلسوف ايطالي ( وكان قبلها راهباً ) اتهمته الكتيسة بالهرطقة وحكمت عليه بالموت حرقاً
لأنه قال بأن الأرض تدور فاعتبرت ذلك كفراً ، أُعتبر بعد موته رمزاً للفكر الحر وشهيدَ العلم
ــ آيروس : إله الحب والرغبة والجنس في ( ميثولوجيا اليونانية )
ــ لجوانتي : وردة تموت اذا لمستها يدٌ آدمية ،
ــ آنو : إله السماء و كبير الآلهة عند السومريين ، كانت زقورته في الوركاء
ــ 358 ق.م. : تاريخ سقوط اخر حضارات وادي الرافدين على يد الفرس الاخمينيين
والعام 2003 الاحتلال الامريكي للعراق في العضر الحالي
ــ أوتو ـ نبشتم : جد كلكامش ، الوحيد الذي كان يعرف مكان ثمرة الخلود
ــ أور ـ شنابي : البحار الذي أخذ كلكامش لمكان الثمرة تلك لأنه الوحيد الذي كان يعرف
الطريق الى هناك
ــ الاقواس مرسومة ومبتورة بشكل مقصود ذي دلالة رمزية
ـــــــــــــــــــــــ/ باسم الفضلي ـ العراقي

بقلم : عبدالرحمن بكري / المغرب

ترانيم المساء

عبدالرحمن بكري

حين يفد المساء
تتشابك أهداب عينيك
فوق حقول قلبي
تختفي مخلفات يبابي
استبطن ذات مقام
لون السواد
يدعس على شريان في رأسي
يملأ أحداقي قميص اللقاء
وسيرة الفؤاد
في تسارع الدقات
خطها يراعي المفتون
على سرير الآهات
في ركن من وصية الإشتهاء
في مناسك الضياع
يطول مسائي
وتشتد سطوة البعاد

يخترق بغتة طيفك العلياء
تجتاح مخاوفي شقوق القمر
تتقلص نبرة صوتي
خلف نشيد الردى
في استحياء
حتى لاتنام أحلامي الهاربة
فوق سقف القطار
وتضيع قوة بأسي في الصمت
هي مضارب خدك
ما تشعل غربة الأوطان
أتربص بها خلسة خلف كأسي
لعل النسيم يتلو قصيدتي
زغرودة ميلاد
تفيض على وجه المساء
كل شهقاتي
في عناق القبل
تلبي وعد ندائي
على شط هذا السهاد

يعبر وجهي هذا المساء
مثقلا بغيوم الحنين
إلى ضفة العناق الموعود
خلسة من تلك القيود
ترافقني
في انكفاء
فوق جسري العاكف منذ سنين
يتحير على سفن القادمين
من مدن الهزائم
بلا أوراق هوية
ولا انتماء
أشيع هؤلاء الماسكين على فتيل يأسي
في الساحات
والمداشر المقصية
وعند صلوات الأحياء
على قبور الماء
وغيماتي
تطوي مسائي
على نقع الرماد

عبدالرحمن بكري

بقلم : أحمد بياض / المغرب

ليتك تعرف****

ويتسع صوتنا
في رخام الضباب؛
لم يجد صداه؛
لم يجد عشاء أخيرا
لنا…
ونغسل كف الشمس
نعيد المجرى لنهر إله.
/وتسقط غيمتتا على الدساتير/
فذكريني
بأوصال الجفن
على مرآة النخيل.
ذكريني
بنهر الخطى….
لا تستغربي
فقد أعدت النرد
إلى شرفة يدي؛
وناولت الحمام
وكر الورق
وزيتونتي….
زهرة
أمام خريف الانتظار؛
مسافر جثم الشوق
في مقلتيه
وليالي البحار.
ليتك تعرف
أنين الصوت
وريق الصدى
والحنين المتزايد
تحت ظل خيمة.
الحنين المتزايد
تحت ظل غيمة…….

ذ بياض أحمد المغرب

بقلم : باسم عبدالكريم الفضلي

( نص مفتوح )
{ من مذكرات رصيف .. }
صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامتٌ
…………… وجهُ الأيام
لافكرةً ….. تزرع
يقينَ ضوء ………………. في غدِ اللهفةِ العذراء
ــ سيأتي
ــ متى ..؟؟
ــ امس …
زورقي الورقي … لايزال مبحراً
في سواقي حدائق
اوروك
يحملُ هديلَ حلمي
تزفُّهُ
ضحكاتي الفَراشية ….على
وقْعِ خفقتي البِكـ..
….. / ــ لكنه .. يعرف كلَّ شيء
وبعد إعدامِك ..
نقَّبَ عن رقيمِك المسحور
… في
حضنِ امِّك
… في
صدر عصفورتك …
( غزاله غزلوكي .. الكهرباء انقطعت .. وين اللاله ..)
….. الطريق ضبابية
….. السائق
بلا اوراقٍ ثبوتية
….. والزعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيقُ الأصفر
يحجب الرؤية …
كيف سأحل الكلماتِ المتقاطعة ..؟؟
ــ في تاسع فصل من الكوميديا الرابعة سأراه
يحفرُ اسمي
في
لوحة الاعلانات الكورشية .. / إشششش .. انه نائم
ــرِ ..ثم تقاذفتهُ
نسمةٌ مذعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة
مضرَّجة
برائحةِ الغُربـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
…. توقَّفَ
……….. تَوَقَّــ ..ـفَ ..تَوَ .. تَـ ….. ……
عند شاطيء خريفي
كانوا يقصُّون
اجنحةَ نشيـــ …
ــ لكنك ستأتي ..
ــ الآن … ؟
ــ متى ….
( كاعدهْ على الشط / لكنه نضب ..!!! )
فلتمضِ
عجلةُ الترقُّبِ الوحيدِ العين
في مضاجعةِ بذورِ ا
لـ
أُ
مـ
نـ
يـ
ـا
تِ فلا وردةُ
تبيعُ مفاتنَ الحكمة …. / كُلْ ثومَكَ و … صَلِّ
فقدِ انقطعَ
قيطان الحلم …
..ــدي الأوَّلِ ..
حين زحفتُ
……………. تحت
الوعودِِ الشائكة
لأصِلَ حِصنَ حبيبتي
…. تظلُّ الدروبُ
تهرب
امامَ فحيح
عقاربِ ساعتِهِ الرملية ..
… لكنْ ..نْ نْ نْ نْ نْ
نظارتي ضاعت ….
……. كيف سأتوضّأ ……. !!!!!!!؟؟؟؟؟
استكانات الجاي المُر
تكرّزُ
ذاتَ التهكماتِ العمياء .. ( خيلي خوووووب )
…. عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاجل …. :
وقع انفجار في شارع النشيد
مما ادى الى نشور
سبايا الانتظار الجديد ……….
العجز … : كلشي ماكو للعشه نفس الغده
..او
… استعطاء الدولِ المانحة ….
سَــــــــــــــــــ/ من …………….؟؟
عسى …. ماخلا ………………… كأسي ..
ــ أكلتُ ثومي …. فهربتِ الصلاة ..!!
…. الساعةُ تقتربُ من منتصفِ الليل
سأُصحّي مرآتي
كي تستقبلَ وجهي
في نشرةِ الأخبار …
…………………….. الصدر … :
ألبسوني فجرَهم .. عُرياً
ثم قالوا ..
أُرقصْ على جُحرِ الجرذان ….. !!!!
…. بوِدي لو ….
وإنني لا ….
قد كان عندي قمرٌ
حلوٌ طويل ……… الذَّنَبِ …
مقام لامي ..:
إنهم يفصِّلوني
على مقاساتهم …. ( 1511 ×2 × 10× 2003 )
…. الإجازة … :
تمَّ تأهيل الرَّحلات
اذاً .. إفترشوا الرفوف …….
الخطوة صفر
تتســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
لتحيطَ بمراافيْ الآمالِ الحابية
في دياجير المسالكِ
المقدَّرةِ للـ/ صه .. فالأفواه تقيء الكلام
…. الأحداثُ تترى
وانا ……….. مكاني
متى أستدلُّ على
قـ
…………….سَـ
….. ـمـ .
…………………… ـا
……….تـ
………………………… ـي ….؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :
اولاً / في النص كلمات عراقية دارجة مثل :
1 ــ غزلوكي : اي جعلوكِ غزالة و { غزالة غزلوكي ..
. .. كاعده ( اي جالسة ) على الشط } هي من الاغاني الشعبية التي
كانت مشهورة بين الاطفال في زمن
ليس بالبعيد 2 ـ وين : اين ..3 ــ إش : أُسكُتْ …
4 ــ قيطان : رباط الحذاء .
.5 ــ استكانات الجاي : اقداح زجاجية صغيرة / الجاي : الشاي ..
6 ــ تكرّز: تكسر المكسرات باسنانها .. 7 ـ كلشي ماكو : لايوجد اي شيء ..
8 ــ عشه وغده : العشاء والغداء .. 9 ــ الرحلات : مقاعد الدراسة
ثانيا /
ــ اوروك : اقدم مدينة في التاريخ وهي الوركاء / في محافظة المثنى
جنوبي العراق
ــ تاسع والرابع : اعني بهما 9 / 4 من عام 2003 يوم اسقط الاحتلال
الامريكي نظام صدام
ـــ كورش : القائد الاخميني الفارسي الذي اسقط الدولة السومرية في
العراق ( الالف الميلادي الثاني ق. م.)
ــ رقيم مسحور : هو الرقيم الذي كان مرسومة عليه خارطة الابحار
في بحر الظلمات للوصول الى جزيرة ثمرة الخلود ( ملحمة كلكامش )
ــ فجرهم هنا اعني به اسم المعركة التي اطلقها الامريكان على غزوهم
العراق 2003 حيث اسموه ( فجر العراق )
ــ جحر الجرذان اعني به :
المخبأ تحت الارض الذي كان صدام يختبيء فيه بعد سقوط حكمه ، والذي
اخرجه الامريكان منه بالطريقة التي شاهدها العالم كله في ك2 / 3003
ــ 1511 : رقم قرار مجلس الامن الذي صدر في 2 / 10 / 2003
بموجبه اعتبر العراق خاضع للاحتلال الامريكي
ــ خيلي خوب : جيد جدا باللغة الابرانية
ثالثاً / هناك تداخل في بعض ازمنة الافعال لغاية دلالية وكذلك تقطيع
لبعض الكلمات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ/ باسم عبد الكريم الفضلي ـ العراق

بقلم : فوزية أحمد الفيلالي

متى يبيعني أبي يا أمًي

آسف الإجابة عميقة
و الحوار مقفول
لن أستطيع أن أحدق في عينيك
جائرة هي دموع السبع سنين
الحليب من تدي أمي يسقط في شعاب
حنجرتي شهبا سوداء
أرى صورتي تشبه غراب ادغال افريقيا
فأتذكر الموت الرحيم
الذي تنتايني سكراته بلا جعة
رأيت رجلا أبيض يناولني كأس نبيذ أبيض
فرحت ظهرا ثم راتميت على بطني
كما سلحفاة عاشقة ليعض الظل
قلت لأمي وهل سيبيعني أبي؟
بلقمة فارغة وكوب ماء نتن في علب من قصدير…
أجلد على قفاي كالحصير الجاف.
أدمعت عيناها جف حنين سوادها …اغتيلت رموشها قبل الغجر

سألتها عن أخاديد وجنتيً
عن فراشة الصباح كيف انتحرت فوق شوك الضياع
عن لباس موحد كما البجعة العمياء
كما بطاريق هرب منها النهر…
ذميمة…كريهة المنظر
لا سلال لها…لا سبيل لها لشراء عطر الكولونيا
أو حتي قارورة rêve d ‘or
لجدتي كارولينا الحمقاء
حين باعت اسمها لأناس ظنوا أنفسهم عظماء

وهل يبيعني أبي يا أماه؟
لماذا بطنك أنجبني في العتمة
بطلاء رصاص وكوب قهوة مريض
وأسنان بيضاء …كم تمنيت أن تكون هي الأخرى
بلون ليلة شتاء باردة
أسخرها عود ثقاب وبعض من حطب!

لي حلم …أنزلق من قارب نوح العنصري
لماذا عزل الرجال عن النساء؟
أنثى الطيور عن الببغاء…
لماذا لم تخلطي بعض من حليبك…
لباقي نساء العالم
حينها لن يبيعني أبي جنينا
أنسلخ من رموشي من قارة هي لي
وأنا عنها لاه
أبيع عضلاتي للدخلاء…
متى يا أمي أرتل حروف بولص صلوات كنائس
وأسمع لدرويش قصائد عكا وحيفا…
أقول شكرا…
وأعتذر من أبي الافريقي
وهو على مجرة لكل الناس سواء

بقلمي فوزية أحمد الفيلالي

#وتستمر #الحياة#
بجلاليب ملونة وشيء من ماء

بقلم : ادريس لحمر / المغرب

لحن الفداء
غزلت الشمس لليل كفنا
ورسم النهار خلف البحر لحنا
ليعيد للكون ذاك البهاء
ويهدي الخلائق جمالا و حسنا
فانسابت بين يديه الورود
وأعطت للوجود خلدا ومعنى
قد تحولت النار إلى رماد
فأين من كان قبلنا اين واينا
غزلت الدودة سجنا من حرير
وحتما سيأتي الدور علينا
إلى متى سيظل الظل يلاحقنا
وحتى متى يموت النجباء غبنا
يعاهدني رداد الغيمة الحبلى
ببرد يسقينا كأسها حيثما كنا
قمرنا يباهي شمسنا وهجا
ونجومنا خبت خوفا منه وجبنا
هم يصنعون للطيور فزاعات
ونحن نزرع قمحنا ونحصده تبنا
قد خدعتنا الأماني لما حلمنا
وجميعنا لغيرنا كل ما حصدنا
ألا قولوا انتم أيها السعداء
أولم يمت ذاك الفداء علينا حزنا
بقلم ادريس لحمر

قراءة عاشقة في سطور بقلم : حسن اهويشر

قراءة عاشقة في سطور .

من الأستاذ : حسن اهويشر
إلى الشاعر علال الجعدوني
كلماتك وحروف قصائدك ، فعلا تترك أثرا بالغا ونقشا على أوتار شرايين كل قلب حي لازال يؤمن بمكانة المرأة ، السيدة، الدنيا ، القمر، الأم ، الزوجة ،الصديقة …وهذا مالامسته شخصيا بمسودة ديوانك الجديد ، رياح الشجن ،فكل منا يتذكر أول لقاء مع محبوبته ، وأول لقاء لنا جميعا مع رائحة امهاتنا عند صرختنا الأولى كإعلان لميلاد جديد فتنفسنا رائحة المسك الخالد لتنسيها صرخاتنا أوچاع الحمل والطلق …فتأتي رحلة الشجن ،فالثلج يبقى قماشا أبيضا في مراحل عدة من أشواط الحياة حتى الممات ، يرمم أجسادنا المكلومة قلوبها ، على مدار أعذاب العشق فعلا فتتقلب الأيام في فصول تختلف درجات حرارة فؤادها احتراقا وجمودا، فيرتقي العشق للهيام أحيانا فيحدث الزلزال،ويموت الحلم ،حلم الصدق والعروبة والحقيقة ، فيكفن البريئ بكفن أسود ، لتختلط الألوان في فسيفساء قوس قزح بألوان الوجع عندها تتساقط أوراق الخريف وتتحول لذبال ترتوي منه أرض وطننا المكلوم ،بعدها يأتي الربيع ليلبس القلب لباس الجمال في حلة الفرح ليرمم ما انكسر ، عندئذ تكثر زهور الأشواك لتجرحنا من جديد ، ولهول العشق تصبح المسالك سهلة إذا تناسق وتناغم المنطق والعشق ، فينبض الروح والقلب لتعود للأحاسيس معنى، ويسري الدم في الأوردة ويكتب القدر على الجبين فينفك الأسر وتبدع اللسان فيبحر الجسم الى حيث ننسى وجع الحياة لنعانق أبراج الأحلام الوردية لتكتمل دورة الحياة…طبعا برحيل من نحب ، نستسلم لقدر الزمن وقدره وقهره،لننثر من حين لآخر حروفنا المؤلمة حدادا على حزن الفراق ليكثر القلق والندم ،فيصبح بالفعل الزمان دون جدوى، فتغيب الابتسامة لترتسم على مقلة عيوننا كوابيس الليل ، ونعيش أحلام المجانين ، فننعزل ونقسم أن الحياة مرة بعد الفراق لتبقى البادية بعزلتها وعشقها السرمدي وتضاريسها الربانية ، متنفسا للتأمل والتشبت بالحياة .نتمرد أحيانا لنحلق في فضاء العشق المكسور فنزداد تمزقا واحتراقا ، فتتحرك أناملنا لتنقش حروف الشعر كإلهام لانعرف مصدره سوى صوت من نحب، يرن في آذاننا كذبذبات عبر الأثير تردد لحن الكلمات لنبتسم وهما كأننا عشاق مدللين فمن شيم الحر أن لا يستسلم …أخي الشاعر علال الجعدوني زادتني كلماتك لهفا وشوقا للمزيد ،فأبحرت فعلا بباخرتي المعطوبة أصلا وأنا اقرأ ديوانك الجديد رياح الشجن ، كأنني أبحث عن ذاتي في غابات الأشواك .

بقلم : إدريس لحمر

طريق الريح
يا الداخل سوق.. غير سوقو
يا الجاني قوق.. بلا عروقو
يا الراكب فوق.. صداع بوقو
يا المكسي بخروق.. ومعلي شدوقو
وياك يغرك طولك.. وتنسي اصولك
وتحصد فالليالي سبولك.. قبل ما يصفار
راه الشربة فكاس البلار
الا كان ماها محرار.. ما يطفي عطشك
الرغبة والتحزار.. فغابة الكبار
ناس المنكار.. ما تعلي عرشك
ايوا عري على دراعك..وبيع ذاك اللي باعك
ترتاح من صداعك..وتشبع كرشك
شحال من شجرة بلا وراق..غطاتنا بغصانها
شحال منهم نعس وفاق..مدفي بحنانها
الدنيا ضراعة..كلها يلبسها ساعة
إلا عصات حفرة بلاعة
والا صفات تصبح مطواعة
غطي راسك من السمرة..يا الراكب طريق الريح
لا تيق فولد المرا..راك تولي غادي وتطيح
وخا تكون حلاوتو ثمرة..راه ينهرك بكلام قبيح
تبغي الهنا يرجع جمرة..ويقولها لك بلسان فصيح
لهيبها يحرق عدو وصديق..
وخا تكون خو او رفيق ..
راه يهجرك فوقت الضيق..
يتلوى ويغلق كل طريق..
تمة شوف انت باش تيق
بقلم إدريس لحمر

بقلم : رشيد الأطرش

..أوهام..

على خد الفجر
ينهمر الدمع حزنا
يسرق روعة الصباح
من عيون نقية
من وجه ملائكي.
فقدت الورود…
متعة التفتح و الألوان
أوهام “السفينة”
سجن الهذيان!؟

تغفو عيناي ببطء
مندهشتان
يبتسم القمر
ياخد شكل البدر
يختفي سحر “الموجات”
يبسط الهمس ذراعه
خارج سجن الأوهام
يرسم آثار أقدام
لفجر يركض خارج القضبان..

رشيد الاطرش 22/01/2020 الدار البيضاء

بقلم : أنس كريم

ربما وجوه ابتسمت
وكلمات تمردت
ربما سلام يكتب المحبة
على خريطة الوطن
كلمات تثور في زمن المصفقين
وفي عشق الجمال
تتساقط الأوراق
والحب يفيض من الأعماق
هل يعود الزمن الجميل
كما كان
أفراح ورقصات الحلم
البديع
لعله يأتي ويأتي
يحيي أرواح الديار والأزهار
ويحمل الشموع المضيئة
ويزعزع الأسوار
يطرد النحس والألم
ويستقبل الخير
بالأحضان
من سلام إلى سلام
يوقد البسمة البريئة
يزيل ما كتب من الأخطاء
يضمني بقلبه
ويمضي..كما يمضي الزمن.
انس كريم

بقلم : خديجة بوعلي / المغرب

الريح منكم براء

لا دعوى للريح بما يحدث
في قلب المطر
وحدها عيون الغيم تفيض
من شجن
تسكب دموع جمر
تنحت بأظافرها الحجر

لا دعوى للريح بعويل
دبدبات السحر
هي فصول تنعي ما شاخ
و أضحى بلا وطن
ترسل صرصرا تقضي
من كل الأماني الوطر
تكدس موات الأوراق
على أرصفة العدم

لا دعوى للريح بتشظي الطلل
تقوس ظهر اليوم
وذاك القمر صار أحدبا
ساقاه حافيتان… ترتجفان
من وهن…

لا دعوى للريح بجدائل
كانت من ذهب
لفها غبار السنين… علاها الصدأ
لا دعوى للريح بعطر
غادر المكان
كان وهما… غزلته الفراشات
من سراااااب
خديجة بوعلي
خنيفرة المغرب 🇲🇦

بقلم : نادية السعيدي

وبعض المآتم للأحياء .!
لك العزاء
أنا بين كهوف ضلوعك دفنت
حوشي من غير جدار
مرصوص بمنخل ونثار
لك أن تلبسي الأبيض او الأسود
كلاهما وجه لحزن واحد
لا تضعي على قبري ورودا
فعامك عام الرحيل
منه الصمت
منه العويل
نحن ضدان في ثورة الغضب
هو ذا عامك
مفرط في النحيب
مفرط في المرارة
غصة تلو غصة
حكايا وبقايا قصة
نادية السعيدي

بقلم : الدكتورة عبير خالد يحيي

مقالي في موضوع التشذيب وإعادة الكتابة في موقع مجلة ( ضفة ثالثة)

التشذيب وإعادة الكتابة.. تجارب وشهادات (5)

صدام الزيدي
ضفة ثالثة
12 يناير 2020

لماذا يُعيد الأدباء والكتّاب النظر في أعمال ونصوص منجزة لتصدر ثانيةً إما في “طبعاتٍ منقّحة” أو في مجلات وصحف ومواقع للنشر الإلكتروني، تحت استدراك/تنويه: “كتابة ثانية”؟!. عربياً وعالمياً هناك أسماء وتجارب لافتة، اتسمت مسيراتها بالعودة إلى تشطيب شبه جذري لكتب وأعمال منجزة، كما أن البعض منهم (في غير مناسبة) تمنّى لو أنه عاد لتنقيح وغربلة كتاب ما.
عندما تُنجز دراسات وبحوث حول تجارب وإصدارات، ثم بعد حين يتغيّر شكل ومضمون تلك الإصدارات والنصوص بسبب أنها خضعت لكتابة ثانية، هل يفضي هذا بالضرورة إلى متغيرات جديدة في سياق القراءة والتحليل والدراسة والتقييم؟ هل البدايات هي من يفرض الأمر (بدايات تجربة ابداعية ما ليست بالطبع كمراحل لاحقة تصل فيها التجربة إلى النضج)؟ كيف أن أمر إعادة النظر في نتاج إبداعيّ مرّت عليه فترة من الزمن يكون وارداً لدى البعض وغير وارد لدى آخرين؟ كيف ينظر الأدباء والكتّاب إلى ظاهرة التشطيب وغربلة النصوص والمؤلفات من جديد أو ما عرف قديما بـ”التحكيك”؟ وما هي شهاداتهم من زاوية التجربة الشخصية حول “إعادة الكتابة”؟
هذه الأسئلة نطرحها في هذا الملف على أدباء وكتّاب وباحثين أكاديميين. هنا الجزء الخامس منه:

عبير خالد يحيى (باحثة وناقدة سورية/مصر): التنقيح لازمة تصيب المبدعين

إن الطبعات المنقحة لأعمال منجزة يعيد كتّابها النظر فيها مردّها إلى النضوج الأدبي للكاتب أو الشاعر بتقدّم العمر وتطوّر التجربة الإبداعية لديه، بحيث لا يعود الأديب مقتنعًا بما كتبه سابقًا، ونعزو ذلك إلى استمرارية التأويل الذي ينطوي داخلَه الإصرار على تبديل العناصر اللغوية والتي تنعكس منها العناصر الجمالية بشكل متطوّر يعكس نضج التجربة الأدبية عند الكاتب أو الشاعر. وهي حالة ملاحظة بكثرة، ومصاحبة للأدباء المتمكّنين من كتابة نصوصهم، والمصرّين على أن تكون نصوصهم في أبهى حلّة، ومكتوبة على درجة عالية من الحرفية الأدبية، بمعنى أننا نجدها عند من يمكن أن نطلق عليه لقب (النصّاص) لتمكّنه من نسج نصوصه بحرفنة كبيرة، فنجدهم لا يقتنعون بما يكتبون بشكل مطلق، وإنما ينظرون دائمًا إلى نصوصهم بنظرة الريبة وعدم الارتياح، فيصبح لديهم التغيير المستمر لازمة، بهدف تطوير النص نحو الأفضل، فإذا كان النص مطبوعًا_ومع الوقت تتجدّد لدى الكاتب معلومات ومكتسبات في تجربته الإبداعية فتغدو أكثر نضجًا وتبلورًا عما طبعه آنفًا_ نجده يلجأ إلى عملية التنقيح والتنقية ليرضي عملية التجربة والملكة الأدبية التي لا تقف عند حد، لذلك نتمكن من اكتشاف الفوارق الإبداعية بين الأدباء، وهذا هو المؤشر الحقيقي الذي يتقدّم فيه أديب على آخر إبداعيًّا، وهي لازمة ضرورية تؤسّس للعبقرية لو انتبه إليها من أُصيب بها. هل هي مرض؟ قد تكون علّة، لكنها علّة معرفية تحتاج دواءً، ودواؤها التجديد المستمر الذي لا يقف عند حد.
طبعًا بالنسبة إلى الدراسات النقدية يجب أن ترتقي بملاحقة التغيرات الحاصلة بشكل عمودي، بمتابعة المتغيرات التي تنتج تطورًا ملحوظًا في معطيات المواد الخاضعة للتحليل، وبذرائع مسنودة إلى علوم تثبت تلك المتغيرات بذلك الاتجاه المعرفي نحو الجديد، ولذلك نرى العديد من النقاد الذين يخصصون الكثير من جهودهم في نقد أعمال أدباء كبار يلاحقون تلك التغييرات أو تلك اللازمة عند أولئك الأدباء بشكل دؤوب، واضعين في الاعتبار حصولهم على مكتسبات وآفاق تحليلية نقدية لا تقل عن مكتسبات الأديب الإبداعية نفسه، ولذلك يضطر العديد منهم إلى تحديد تاريخ الطبعة ورقمها التي قدّموا عليها دراستهم، فاتحين المجال لأنفسهم لاستقبال قراءات جديدة ملحقة بدراستهم، تقتضيها عملية (التحكيك) المستمرة من قبل الأديب.

بالنسبة لي تعرّضت لهذه التجربة بالنقد مع أدباء مصابين بتلك اللازمة، وكان حظي أن الأعمال لم تكن مطبوعة ما سهّل علي الأمر، فكنت أتلقى منهم العمل الأدبي مرات عديدة، وفي كل مرة أتسلّم ملفًّا يُطلب مني أن أحذف السابق وأعتمد الحالي، وأكون على يقين من أنني سأحذف الحالي قريبًا، ولم يكن الموقف يستفزني، بل كنت أعتبر نفسي محظوظة لأني سأكون شاهدة على مراحل تشكّل نصّ ناضج فعلًا، ما يتيح لي التوسع العمودي بإضافة مستويات معرفية جديدة أضيفها إلى دراستي القديمة، حتى أن بعض دراساتي تجاوز فيها حقل دراسة التجربة الإبداعية العديد من النطاقات التي تدخل حيّز الابتكار.
أما عن من يكتب ويلقي ما كتب في أول فرصة في كتاب مطبوع، أو في نشر إلكتروني دون أن يجد في نفسه الرغبة في إعادة النظر فيما كتب، ويدّعي أن الإبداع وليد لحظته، دون أن يلقي بالًا إلى حقيقة أن الوليد يحتاج الكثير من الاهتمام بعد ولادته، ولعل التنظيف من الأخطاء هو أوّل هذا الاهتمام، فهو كاتب قصير النفس، غزير الإنتاج بلا طائل، ولا أعمّم طبعًا، لكن ما أراه من نصوص مطبوعة بأخطاء مروّعة، ودون أدنى اهتمام بمراعاة تقنيات الكتابة الفنية والجمالية، ما يجعل معظم تلك الأعمال ساقطة على الأقل في أحد البنائين إمّا الفني أو الجمالي أو كليهما معًا.
وبحال من الأحوال لن نجد النص الأول ضعيفًا أبدًا عند هؤلاء المصابين بتلك اللازمة، وإنما هو -وما تلاه- فقط نص لم يبلغ حدود اقتناعهم، ولم يرضِ توثّبهم إلى فضاءات أدبية رحبة لم يبلغها أحد

بقلم الناقدة الذرائعية : الدكتورة عبير خالد يحيي

فن الرسالة في الأدب السردي
دراسة ذرائعية مستقطعة رواية (شاعر وملهمة) للدكتورة أميمة منير جادو أنموذجًا
بقلم الناقدة الذرائعية الدكتورة عبير خالد يحيي

مقدمة وإغناء:
إن مصطلح أدب الرسائل يطلق على المراسلات أو الرسائل التي تكون بين شخصين شهيرَين في عالم الأدب, وغالبًا ما تكون بين صديقين أو ربما عشيقين .
“وهو فن نثري جميل يظهر مقدرة الكاتب وموهبته الكتابية وروعة أساليبه المنمقة” .
أو هو مخاطبات رسمية تاريخية أو دولية.
وبذلك تنقسم الرسائل إلى نوعين: النوع الأدبي, والنوع الرسمي, والرسمية في تلك الرسائل تأخذها من الاتجاه الأدبي إلى اتجاه التوثيق.
لم يكن لفن الرسائل دور يُذكر في الحياة الأدبية والاجتماعية في العصر الجاهلي لقلّة شيوع الكتابة والقراءة, وبروز الفنون الأدبية الأخرى كالخطابة والشعر وهي فنون مشافهة. بينما شهد ازدهارًا كبيرًا في القرنين الثالث والرابع الهجري, أواسط العصر العباسي, وأواخر العصر الأموي( رسائل ابن زيدون وولادة بنت المستكفي), فظهر بكامل هيبته, متكئًا على ركيزة أن الدعوة الإسلامية حثّت على تعلّم الكتابة والقراءة, وعندما قامت الدولة الإسلامية أُنشئ ديوان الرسائل, فهو أكثر الفنون الأدبية التي تقوم على هذين العمودين ( الكتابة- القراءة), فجاءت تعريفات تخصّ الرسالة بهذا المفهوم تحديدًا : “الرسالة هي ما ينشئه الكاتب في نسق فني جميل في غرض من الأغراض, ويوجّهه إلى شخص آخر, ويشمل ذلك الجواب والخطاب” .
وقد حفلت الكتب التراثية ودواوين الأدب العربي بضروب من الرسائل الإخوانية والعلمية والأدبية, منها ما حمل لفظ الرسائل بدلالاتها المختلفة مثل : رسائل الجاحظ, ورسائل أخوان الصفا, ورسائل بديع الزمان الهمذاني, ورسائل أبي بكر الخوارزمي…
أمّا في العصر الحالي, فقد تراجع هذا الفن – أو على الأقل- لنقل أنه لم يعد يتمتع بذات القوة التي كان عليها سابقًا, بسبب انتشار أجناس أدبية عديدة في السرد والشعر, لكن بحال من الأحوال لا يمكننا أن نغفل قوّة حضوره في الساحة الأدبية في مراسلات أدباء اشتُهروا به خلال ماض قريب العهد بنا, منها رسائل مي وجبران, غادة السّمان وغسان كنفاني, في أوروبا جان بول سارتر وسيمون دو بوفوار, كافكا وميلينا, وغيرهم من الأدباء الذين كتبوا ونشروا رسائلهم في العشق والأدب.

مستويات الدراسة الذرائعية

-1 التبئير الفكري أو البؤرة الثابتة Static Core:
وهي استراتيجية الكاتبة في كتابة نصوصها, أو على الأقل في كتابة هذا النص تحديدًا, والاستراتيجية التي اتبعتها الكاتبة في التناص التاريخي, ونقصد بالتناص التاريخي الالتزام بحُبَك قديمة تغذّيها بمجريات العصرنة في التطوّر والتجريد, أي أن التاريخ يعيد نفسه, بماذا؟ بإعادة الحوادث التاريخية, فالأدب يعيد نفسه في الحدث الإنساني, ولهذا السبب عندما كان شيكسبير يكتب مسرحياته, لم يكتبها بحبكة من عنده, وإنّما جميع حبكه أخذها من التناص التاريخي من روايات أو مسرحيات أدبية من أمم أخرى قد اشتهرت فيها كبؤر أدبية أو فلوكلورية, وكُتبت بتكنيكات وأسلوب أدبي هو الأسلوب الشعري الشيكسبيري الذي أدخل فيه فلسفات متعددة, فأصبحت نصوصًا موازية عبر التناص التاريخي, فكل نهاية تعيسة سُبِقت بحب عذري هي روميو وجولييت, وكل من قتل حبيبته هو عطيل, وكل من تردّد في الانتقام هو هاملت, وكل من بالغ في الشّح هو شايلوك, وكل من طارده البوليس عن جريمة لم يرتكبها هو جان فان جان, وكل طفل عاش حياته مشرّدًا هو أوليفرتويست, وكل رجل كبير لم تثنه مجاهل الحياة هو سانتياغو…
إذًا لا تخرج هذه الرواية ( شاعر وملهمة) عن التناص التاريخي الشامل, ولا تعطينا عبرة جديدة إلا من خلال التجارب القديمة, وسنرى ذلك عند التفسير التدريجي المدعّم بذرائع علمية موزعة على المستويات الذرائعية.
التقنيات السردية في هذا العمل الأدبي:
استخدمت الكاتبة أدب الرسائل, وهو أدب شحيح في أدبنا الحالي, لأنه يعتمد على أشياء علمية ( وثائق مكتوبة بخط صاحبها), فهو أدب وثائقي يثبّت الوقائع, وقد يعتقد الكثيرون أن أدب الرسائل هو أدب رومانسي في التجنيس الأدبي, لكنه ذرائعيًّا يُعتبر وثائق رومانسية, حيث تُعتبر الرسالة المكتوبة نصًّا, أي وثيقة لا يمكن التغيير فيها, فعند التجنيس لا نقول أن الرواية أدب رومانسي, وإنما أدب وثائقي رومانسي, لأن المحتوى العام الذي كُتبت فيه الرواية هو البؤرة ( الرومانسية) التي تحملها تلك الرسائل, واستطاعت فيها الكاتبة أن تنقلها ببراعة من بؤر إلى أحداث مرتبطة بخيوط سردية تجنح نحو خيمة الروي.
إن التشويق مرهون بوجود التكنيك, فإن لم يكن هناك تكنيك يختفي التشويق, ولهذا السبب نجد أن الروي المعاصر يحمل تشويقًا أكثر من الروتينية الكلاسيكية.
وتجنيس العمل رواية كلاسيكية واقعية موثّقة عبر رسائل.
-2الخلفية الأخلاقية Moral Background:
هذا العمل فيه دعوة لتلمّس معالم الجمال والأخلاق والفضيلة في كل ما يحيط بالإنسان, ودعوة لقبول الآخر وتقديره واحترامه على النحو الذي يليق مهما كانت الاختلافات الشكلية والفكرية والطبائع, بما لا يتنافى مع تقدير واحترام الذات, فالاحترام والتقدير لا يعني قبول المشاركة الحياتية بأي حال من الأحوال, فللقلب اختيارته أيضًا ولو كانت خاطئة, كما وجدت في هذا النص الكثير من الارشاد التربوي الذي تدعو فيه الكاتبة من خلال تجربتها التربوية إلى اتباع أساليب سلوكية إيجابية في التعليم بعيدًا عن أساليب العنف والترهيب النفسي المتّبع وإلى الآن للأسف في الكثير من المدارس العربية.
ومن البؤرة ننطلق إلى المستويات الذرائعية الأخرى:
أولًا- المستوى البصري واللساني : External and Linguistic Level
أتجاوز بهذا المستوى عن عتبة الغلاف لأن الرواية جاءتني ملف pdf بدون صورة غلاف, وأنتقل للعتبة البصرية الثانية وهي :
العنوان: شاعر وملهمة, جملة اسمية, عنوان ثنائي القطب, الواصل بينهما حرف عطف, كاشف لفحوى الرواية وملخّص لها, فالأحداث ستدور بين هاتين الشخصيتين الفاعلتين.
العتبة الداخلية:
الإهداء: إلى شخص باسمه وهو شاعر وأديب غيّبه الموت مغمورًا, الكاتبة باسمه الصريح, وإلى من القطب الأول في الرواية ( فيروز) ونقول لعلّه الاسم الحركي للشخص الأول, ولم تفصح الكاتبة عن ذلك صراحة :
الإهداء
إلى
روح الشاعر والأديب الكبير
الذي رحل ولم يحظ بالمكانة التي تنبغي له
فوزي عبد الهادي عبد الله ( رحمه الله)

إلى
” فيروز”
بعض دين في عنقي
( وصية حان تنفيذها)
ميّ
منوف – أبريل 2016
إن الإهداء بهذه الصيغة يحيل إلى أن العمل سيرة ذاتية تكتبها الكاتبة عن أحداث جرت بينها وبين الشاعر المذكور باسمه الصريح, لكن إن لم تصرّح الكاتبة بذلك فلا يمكن الجزم بذلك, سيما وأنها لم تذكر اسمها الصريح في الإمضاء, لذلك نحيل السرد بكل الرسائل والوثائق والمذكرات إلى ذمّة الساردة (ميّ).
العمل يقع في 10 فصول معنونة وموزعة على 183 صفحة,
بالنسبة إلى التنسيق المطبعي لا يمكنني أيضًا الحكم لأن العمل مقدم لي بصيغة ملف, وعلامات الترقيم كما هي بالملف ليست كما يجب, فهناك تكرار لعلامات بعينها من غير مبرر, وتحل النقاط الثلاث أو النقطتين مكان الفاصلة, وأفترض أن المطبوع الورقي أفضل حالًا من الملف.
راعت الكاتبة عند نشر الرسائل المنظور أو الخصائص العامة للرسالة, من ذكر المرسل والمرسَل إليه, وتذييل الرسالة بالإمضاء والتأريخ.
على المستوى اللساني:
الألفاظ المستخدمة من قبل الكاتبة في هذا العمل هي ألفاظ سهلة مألوفة, صاغتها في تراكيب وجمل تراوحت بين القصيرة والمتوسطة, في سياق النظم والنحو لم أجد أي خلل أو خطأ في تركيب الجملة نحويًّا, والعاطفة هي العنصر الأكثر بروزًا في هذا العمل, ولا نستغرب ذلك, فموضوع العمل قائم عليها منذ الاستهلال إلى النهاية, الأفكار كلاسيكية متناسبة مع موضوع العمل, والخيال بالقدر الذي يستلزمه الوصف لا أكثر, أما الصور الأدبية فقد زخر بها العمل ضمن علَمي البديع والبيان:
– اليأس والوحدة سيفان .. سيفان يقتلان عصارة الأمل (استعارة)
– نفسي نهر مليء بالنتوءات والهضاب والصخور العالية ( استعارة)
– خلتُ قرص الشمس غاب ثم حضرتِ, فحضر البهاء (كناية )….

, الموسيقى الشعرية تخلّلت بعض فقرات الرسائل, فالمرسل شاعر, والصياغة الأدبية لا تخطئها لا العين ولا الأذن, وبالعودة إلى تعريف أدب الرسالة سنجد أن أهم ما يميزه هو الموهبة الأدبية والأسلوب القوي المنمّق, وكان للسجع حضور لافت.
الكاتبة طبعًا على دراية تامة بالأجناس الأدبية, وظهر ذلك واضحًا باستخدامها تقنية الرسائل والمذكرات والخواطر, بمعرفة تامة بحدودها الجنسية وميزاتها الأدبية والبلاغية.

ثانيًّا– المستوى الحركي في التحليل Dynamic Level
أتناول فيه بنائَي العمل, البناء الفني والبناء الجمالي.
• البناء الفني:
وندرس فيه التشابك السردي وعناصره, ابتداء من قاعدة المثلث السفلي التي تحمل العنوان والاستهلال, وكنّا قد تحدثنا عن العنوان, ونتحدّث الآن عن :
1- الاستهلال أو المقدمة :
عنونت الكاتبة أول فصل بروايتها ب ( هذه الرواية), أما استهلاله فكان مقدمة زمانية, الزمان فيها ليس صريحًا وإنما هو حقبة زمنية معروفة ومقرونة بعروض فنية سينمائية نقول عنها مجازًا ( أيام الزمن الجميل) تقول الكاتبة :
أذكر أن أحداث هذه الرواية دارت في نفس العام الذي عرضت فيه هذه الفلام السينمائية الرائعة, وكم تأثرت بها كثيرًا, ( حبيبي دائمًا لنور الشريف وبوسي وقد أحدث ضجة واسعة وحقق نجاحًا جماهيريًّا بيننا نحن جيل الشباب العشريني….)
ثم تنتقل لذكر ووصف المكان الذي بدأت منه الأحداث:
ولعل أغلب الأحداث انطلقت من المدرسة الاعدادية التي عملت فيها في بدء حياتي العلمية في إحدى القرى التابعة العريقة في أقصى جنوب دلتا نهر النيل….

2- الصراع الدرامي وبناء الحدث:
استخدمت الكاتبة في بناء الحدث الطريقة التقليدية: حيث تدرّجت بحدثها من المقدمة حتى العقدة ثم النهاية, متتبعة التطور السببي المنطقي.
على النحو التالي : تدور أحداث الرواية في قرية من قرى الدلتا شمال مصر, بطلتها مدرسة علوم تدعى ( أمنية- أو مي كما تحب أن يناديها الغير) خانها خطيبها مع صديقتها, فانعزلت على نفسها, في المدرسة تعرّفت على مدرّس لم يكن له حظ من الوسامة في الشكل ولا من الرتابة في الهندام, حتى اسمه كان غريبًا ( فيروز), حالما رأته زميلتها صافيناز سخرت من شكله بالغمز واللمز, فلم يرق ذلك لمي, فهي لم تعتد السخرية من الغير, ولكنها أيضًا لم تتورّع عن وصفه, ( وكما أسلفت سنجد الوصف متوفرًا بكثيرة في هذا العمل) وكان فيروز شاعرًا وأديبًا, عندما عرف (فيروز) أن (مي) تقرض الشعر وتكتب الرواية والقصة أهداها أول أعماله المنشورة ” انتحار عاشق”, ردّت عليه بخواطر مكتوبة حولها, وبدأت الرسائل بينهما, تطورت لغة الرسائل التي كان يرسلها فيروز من تعريف بنفسه وإمكانياته الأدبية وغرابة تفكيره وتفرّده إلى إعجاب ب (مي) ثم حبّ جارف لم تستطع (مي) أن تجاريه فيه, لأنها كانت ما تزال تحمل لخطيبها حبًّا لم تمحه خيانته, كما أنها لم تستسغ الارتباط ب (فيروز) لانعدام التكافؤ بينهما, بالمختصر هي لم تحبه, وكتبت له رسائل تخبره بشعورها الحقيقي اتجاهه, لكنه واصل إرسال رسائلة العاشقة, ففكّرت أن تلعب معه لعبة ( تطفيش) كما يقال بالمعنى المجازي, وهو أن تشوّه صورتها بذهنه, حتى يكرهها ويكفّ عن ملاحقتها بحبّه, فأخبرته أنها تقبل الزواج منه شريطة أن يقدم لها سيارة وفيللا ومصاغًا ذهبيًّا, اندهش من طلباتها ولكنه قبل بها! عندها أخبرته صراحة أنها لا تحبه ولن تقبل الارتباط به, وتركت المدرسة واتجهت نحو الدراسات العليا, في تلك الفترة عاد إليها خطيبها السابق, وافقت على الرجوع إليه انتقامًا من صديقتها التي خانها معها, تزوجته وسافرت إلى الخليج لتدرس في إحدى الجامعات هناك, ثم عادت إلى مصر ونشرت روايتها الأولى, وبدأت البحث عن فيروز, التقت به في إحدى الندوات, وأنه تحوّل عن الكتابة الأدبية إلى إلى كتابة الأبحاث الدينية, وعرفت منه أنه تزوّج زواجًا تقليديًّا, وأخبرها أنه لم ولن يحب غيرها, تساعده بالانتساب لاتحاد الكتاب بعد أن أصبحت أديبة مشهورة وبقي هو شاعرًا مغمورًا رغم إبداعه, وكان قد أخذ منها وعدًا أن تنشر رسائله لها عندما يموت, تعود إلى الخليج وتغيب سنوات, تعود بعدها لتجده قد مات, فتقرر عندها نشر قصتها معه مضمنة إياها رسائله تنفيذًا لوصيته.
تعذّبتْ كثيرًا وتالّمت وحزنت بلا حدود حين بلّغها المرسال برحيله, فانبعثت الذكرى حيّة مرة أخرى تؤكد حضوره, عاشت حزنًا كبيرًا لم يزل يصاحبها كلما استرجعت ذكراه, فأخرجت أوراقها المخطوطة منذ ربع قرن, تهمس لنفسها: الآن آن الأوان … الآن آن الأوان.
حبكة بسيطة لا عقدة بارزة فيها, قصة حب من طرف واحد ومعالجة واقعية متناصّة مع الكثير من قصص الحب المشابهة غير المتكافئة, ونهاية حزينة كانت منطلقًا لنشر الرسائل بقالب روائي.
لم تغب العاطفة عن العمل, وأظنّ أن الكاتبة نجحت في أن تولّد في المتلقي تعاطفًا مع فيروز ذلك الشاعر الذي لم تساعده ( الكريزما) الخاصة به على الظهور كما ينبغي لشاعر حقيقي مبدع, لينال مكانته الأدبية المفترضة كأديب بمستوى إبداعه, كما لم يفز بقلب من أحب. التعاطف الآخر – ولو كان أقل- كان من نصيب (مي) التي لم تتحرّر من حبّ مَن خانها, وعاشت معاناة مؤلمة نتيجة تلك التجربة القاسية, ولكنها نجحت في الانكماش على جرحها دون أن تضحّي أو تلقي بنفسها في قصة حب لم تلامس مشاعرها, وبقيت مخلصة لوعد قطعته لإنسان لم تهبه قلبها.
حققت الكاتبة عنصر زمن الحدث الذي امتد على طول عام دراسي 1979-1980
أما زمن الرواية منذ البداية إلى النهاية فقد استغرق ربع قرن من الزمن.
أما سردية الحدث أي طريقة سرد الأحداث, فقد استخدمت الكاتبة طريقة السرد المباشر حيث قدّمت الأحداث في صيغة ضمير الغائب ( السارد العليم), كما استخدمت طريقة الوثائق والرسائل عند معالجتها لموضوع الرواية.
تناوب على السرد سارد عليم( ضمير الغائب), وسارد مشارك هو (مي) ( ضمير المتكلم), ويتنقّل السرد بينهما بذات الفقرة أحيانًا.
3- الشخصيات
شخصيتان رئيسيتان قامت عليهما الرواية:
فيروز : الذي قدّمت (مي) بعده الجسدي بهذا الوصف:
( كل شيء فيه كان غريبًا شاذّا لافتًا, قصره مع انحناء ظهر محدودب بانكسار حزين, شعره الأكرت الذي تركه طويلًا متعامدًا محتجًّا فوق رأسه الذي يحمل عينين جاحظتين مؤرقتين مفتوحتين مشدودتين وقد برزت حمرتهما بشكل لافت دالة على سهر وأرق طويل, وجهه مستدير باتقان كوجه أنثى في غير جمال أو وسامة, وجبينه مقطب كأنه لم يعرف الابتسامة ولا انفرجت أساريره بالفرح طول عمره, فتحتا أنفه الأفطس المتسعتان كأنهما خلقتا لجمع هواء الكون كله في شهيق واحد, شفتاه المطبقتان في صمت بائس واسى واضح, نظراته الزائغة تدور في أنحاء الحجرة شاردة لا تستقر على شيء…ملابسه المهملة التي يرتديها بغير عناية كفتى بوهيمي يهيم في الطرقات, جاكته المفتوح بتراخ وتهدل, كرافتته المفكوكة المعوجة كأنه أراد أن يخلعها قبلما يخرج ونسى).
طبعًا لم تغفل الكاتبة البعدَين الآخرَين, الاجتماعي والنفسي, وسأتكلم عن هذين البعدين معًا عند (مي) كما أوردته الكاتبة:
زهرة تتفتّح على الحياة, عذراء خجلى نشيطة متفوقة طموحة تملك إرادتها ولديها الكثير من الأحلام ورصيد هائل من أحزان وجراح, تختزنها صامتة بكبرياء معاند,وإصرار عنيد لتخطي الصعوبات وتحديّها, لا تعترف بفشل ولا تستسلم ليأس, يدعمها أبوها الحنون العطوف الموجه والمرشد بخبرة حكيم, والصديق الصدوق الذي الذي يحتويها ويصدقها النصيحة أولًا وأخيرًا ودائمًا, …. تميزت بالخلق القويم والاستقامة المشهود لها بها والتي يشيد بها الجميع, حتى صارت مضرب الأمثال , ومحطّ الأنظار كفتاة مثالية جمعت بين الجمال والعلم والأخلاق وأناقة المظهر وصيت العائلة العريقة ما لم يتوفر لكثيرات غيرها…..
• البناء الجمالي :
ناقشنا السرد في البناء الفني, وهو العنصر الذي يراوح بين البنائين, أنتقل للحديث عن :
-1 الأسلوب:
استخدمت الكاتبة الأسلوب الواقعي لأنها كتبت برسائل, والرسائل هي إخبار بين شخصين عن موضوع موثّق.
-2 الحوار:
لم يكن هناك حوارات خارجية, ولا حوارات داخلية, فالكاتبة اكتفت بالخواطر كبديل للحوار الداخلي, وبالرسائل كبديل للحوار الخارجي, معتمدة على حقيقة أن الرسائل لها ذراعَين تجعلها ثنائية الإخبار (حوار – ومتن للحدث). لذلك أفقدت العمل الأدبي التشويق, لأن الحوار يعطي حيوية وديناميكية في التشويق والإخبار بنفس الوقت, والحواريزيد النص تشويقًا, ويعطيه إدراكًا سهلًا وسريعًا لمحتويات النص الموازي من قِبَل المتلقي لإيصال الحدث إليه بيسر واكتفاء.

ثالثًا- المستوى النفسي
نأخذ منه:
1- المدخل السلوكي Behavioral entrance :
وهو مدخل استفزازي ومحفّز, يهتم بحركة الكاتب السلوكية في الكتابة , سأحاول أن استخرج بعض المسميات السلوكية والتساؤلات التي تخص تلك المسميات التي تخرج من رأس قلم الكاتب والتي برزت من الحبك الأدبي وكوّنت أفكارًا قد لا ينتبه لها الكاتب أحيانًا.
كان هناك :
تساؤلات فلسفية:
– هل الإنسان إلا روح وقلب نابض يضيفان للعقل سحره وجلاله واكتماله؟
– أنعيش مجرد أجساد, وتزن كل أمورنا وكل مقاييسنا مقياس الجسد والعقل والحكمة , هل الحياة فقط جسد وعقل وحكمة؟
تساؤلات نفسية:
– لِمَ ألوم نفسي كثيرًا وأعذبها وأكثر من ندمي؟ هل لأني أخطأت في حق نفسي وحق أهلي معه عندما خنت ثقتهم بي ورحت أقابله من وراء ظهورهم, بل وأسافر له وأقضي سويعات معه
– ولكن هو الاخر يلوم نفسه ويعذبها مثلي لأنه يشجعني على ذلك ولم يعترض أو يمنعني او يوجهني, أليس هو الآخر بمخطئ؟
– أم أن الخطأ بالنسبة لي يظل عارًا وبالنسبة له لا شيء على الإطلاق ؟ لا لأي فضل يعود إليه ولكن لأنه رجل.
تساؤلات اجتماعية:
– إن الحياة حياة بكل ما فيها, بكل تناقضاتها, لكن لِمَ دائمًا يلومون علينا نحن معشر النساء, ولا يلومون على الرجل؟

2- المدخل العقلاني أو التوليدي Mentalist entrance
وهذا المدخل يهتم بكل ما يتولد من فكر وأحداث, فهي قليلة بالنسبة لسعة الحياة وامتدادها , فالواقع الافتراضي هو عالم استنساخي للواقع الحقيقي, وصورة مزيّنة له يزوّقها الكاتب لتكون محببة للمتلقي, فما يكتبه الأديب مأخوذ من تجربة ثلاثية تتكون من ثلاث عناصر كما تراها الذرائعية, وتلك الثلاثية تتحكم في قلم الكاتب وتوجهه نحو خدمة المجتمع عملًا بالمبدأ الذرائعي ( الأدب عرّاب المجتمع), والثلاثية هي:
– أحداث الحياة الحقيقية: تناصت الكاتب مع أحداث الحياة الواقعية, فالخيانة, والحب من طرف واحد, والموت, كلها أحداث ولّدتها الحياة.
– تجارب الكاتب الشخصية : والمرجح أن الكاتبة في هذا العمل تكتب تجربة شخصية
– التجارب والأحداث التي مرّ بها غيره وقد شاهدها أو قرأ عنها:
لقد تناصت الكاتبة مع غيرها من الأدباء بالرسائل المتبادلة بين أديب وأديبة, وقد ذكرت ذلك صراحة على لسان ( فيروز) في إحدى رسائله:
” أأناديك بمي؟ أم بولادة بنت المستكفي وقد كانت تعيش في العصر الأندلسي, وعشقها ابن زيدون”
” صدقيني الارتباط الحقيقي هو الارتباط الروحي والفكري على الأقل لأمثالنا, فهكذا ارتبطت مي بجبران , وولادة بابن زيدون, وسيمون دي بوفوار بسارتر”
” صدقيني هذه هي الحقيقة والعقيدة الفكرية الروحية هي الباقية و الجسد سينتهي ولذا تكلمت الأيام عنهم جميعًا بعد الموت, وكذلك كان دانتي وبياتريس وهكذا كان أبو قاسم الشابي وحبيبته”
فالتناص عنصر مشترك بين الأديب والحياة وتجارب الآخرين, وقد دخلت الكاتبة حيّز التناص بثلاثيته.
الخاتمة:
مؤكد أن العمل ينفتح على رؤى غير محدودة بقدر القراءات وبقدر المتلقيّن, وهذا ما أعانني الله على تقديمه في حضرة عمل أعادتنا فيه الكاتبة فعلًا إلى زمن الحب العذري – الزمن الجميل- الذي كانت فيه المشاعر تُسطر على ورق ملوّن بأزاهير البوح الشفيف, فشكرًا لها, إن قصّرتُ فمن نفسي, وأعتذر, وعذري أن الكمال لله وحده.

المصادر:
– مقال لمحمود الدموكي – 26 مارس 2019 موقع تسعة
– الذرائعية في التطبيق – طبعة مزيدة منقحة – تأليف عبد الرزاق عودة الغالبي – دار نشر النابغة – 2019

– الذرائعية بين المفهوم الفلسفي واللغوي – تأليف عبد الرزاق عودة الغالبي –

بقلم : باسم عبدالكريم الفضلي

{ الدلالات المعنوية للبنية الصوتية النصية على مستوى الحرف الشعوري }

دراسة تأويلية سيميائية عن نص” فِلْقَةُ الروح” للشاعرة السورية رشا السيد احمد

النص

*****

ايا ايها العرفاتي الوسيم

متى كان اصطياد المحار من عينيك يفسد الصوم

و كيف أصوم عن عينيك وكل ما فيها محار يدعوني للغرق ؟؟!

نعم يا فلقة الروح كتبت لك أكثر مما كتبه أبو هريرة

لأنك روح من روحي تباثقت وأذبتها بروحي كما يذاب في كأس الماء الخفيف السكر

لأنك أبديتي المشتهاة التي بروحها أطلت بوشوشاتها الحارقة تفور بدمي رؤى علوية

و فتحت لكَ كتبي العميقة لتعرش بعشبك وزهرك فوق حدائق نبضي , وتجليّتُ كلي نفس تستمع هسيس الحروف الصوفية على اشتهاء القبل تتصعد آيات عشق

وأشرعت سماوتي البعيدة تلتقط من أنفاسك قصص النون , لتتوهج في الوتين حياة

فالعشق مذاهب تفتح لنا أبواب العبور , لفضاء المطلق إن احتل الروح

معلقة عيناك في عيني قناديل تسكب ضيائها في أوردتي على مهل شديد كبهاء نجمة الفجر السعيدة

كالقمر الذي يتراقص فوق سماء ” نهر الألبا ” منشغلا بأثواب النور

بينما أنا هنا أرقب خلخالي العالق في عينيك المنشغلة بالعاصفة التي تجتاح الوطن وأطالع طوقي اللؤلؤي المنفرط فوق حقولك بشغب طفلة مولعة

فيما قلبي يواري وجعه لأخبار الحرب في شامنا منذ سبع سنين عجاف وحتى الرماد

ما زلت أعد حروف قصائدك المرسومة في قلبي نار تناهت بعد تسعر زمن أنتظار , وأشم عطر زهورك تتصعد من حدائقي قواريرا فرنسية المزاج

وفي وجهك أقرأ قصص باذخة الأسرار

تحدثني عن العشق والملكوت الأعلى بينما أغرق في لجتك حد التصوف

فيما فراشة قلبي تقرأ خطيئتنا بسكرة حلم

فتميد بصلصالي نورا يبزغ في كل خلية مني لتنهض العنقاء من اعماقي البعيدة تحلق رهام ضوء معكَ لأبعد سماء ومعك تمضي .

رشا السيد أحمد

درزدن . ألمانيا

6 . 6 . 2018

*كتبت لك أكثر مما كتب ابي هريرة : هي رسالة موجهة و مشفرة وليست تشبيها

*نهر الألبا : نهركبير جدا يمر من شرقي ألمانية حتى البحر غربا

الدراسة

******

توطئة :

بنية اللغة الشعرية الحداثوية ، بتحررها من ثنائية ( الشكل / المضمون ) ، غدت مولِّدةً للدلالات او موحية بها ، والمجال الاشتغالي لدراستي هذه ، سيكون احدى بُنى تلك اللغة ، وهي البنية الايقاعية ، على مستوى حروفها الطاغية اصواتها على الخطاب النصي ، وهي بنية مولِّدة للدلالات الموحية بانفعالات الذات الشعورية الداخلية سلباً ( توترات عاطفية ، قلق ، هم ، حزن … الخ ) ، او ايجاباً ( مشاعر مقابلة لما مر ذكره ) ، وتوليد تلك الدلالات تكون وفق الالية الجدلية الاتية :

لفظ ( محسوس) / معنى شعوري ( ذهني ) ، بمعنى ان صوت الحرف ، و معناه الشعوريٍّ ، بينهما تعالق استيحائي يحدد المتعاطي معه ( كاتب / قارئ ) دلالته المعنوية ، كما يلي :

ــ المتعاطي : الشاعر

الدلالة : استدعاء فونيم / فونيمات ( الفونيم اصغر بنية صوتية / صوت الحرف ، ومنها النبر ) متعالقة مع معانيه الشعورية ، وتنوب عنها في سياق اشاراته النصية

ــ المتعاطي : قارئ

الدلالة : استدعاء معانٍ شعورية من الخزين الذاكراتي ، تتعالق مع فونيمات الاشارات النصية

هذه التوطئة .. تلخص الغرض من دراستي ، وآلية اشتغالها التأويلي للبنية الايقاعية للنص ، على مستوى

صوت الحرف ، وأثره في استدعاء المعاني الشعورية المتعالقة معها ، وصولاً لتحديد المعنى النصي

الدراسة :

تفكيك عتبة العنوان ( فلقة الروح ) :

ـ البنية الصوتية للحروف

أ ـ تتوزع فونيماتها بين :

* حروف مهموسة : الفاء ، القاف ، التاء والحاء

* حروف مجهورة : اللام (الاولى فقط ) ، الراء / كونها قمرية الغت صوت اللام قبلها ، كما الواو بعدها حرف مد اي انه من حروف الخفاء

ب ـ استيحاء معناها من اصواتها :

سأكتفي بمعاني اصوات المهموسة الشعورية دون المجهورة ، ليهمنة اصواتها على فضاء العتبة الايقاعي بنسبة ( 4 : 2 )

* الفاء : صدى صوتها يثير معنى الوهن والضعف

* القاف : يُلغى كونه ليس شعورياً ( لا يثير اي معنى شعوري )

* التاء : الحزن ويوحي بالاعياء

* الحاء : الحزن ، الالم والتعب

المقاربة الدلالية : هيمنة الهمس رغم ما تثيره فونيماته من مشاعر الحزن والوهن والالم ،على دواخل الشاعرة ، وتراجع الجهر و التصريح

ـ البنية النحوية :

عدم التصريح يتأكد هنا ، بوجود تلك الازاحة التركيبية / حذف المبتدأ ، وترك امر تقديره للقارئ ، وتقديم الخبر ( فِلقة ) المخصص باضافته ( للروح) ، جوازا ( اختياراً اي دون وجود ما يفرض الحذف والتقديم )

ـ البنية الدلالية :

الاشارة فِلْقَة : المعنى اللغوي / القطعة من الشئ

وباضافتها الى ( الروح ) يكون معناها : قطعة الروح / باضمار حرف الجر لتكثيف الدلالة

تكون المقاربة المعنوية للمسكوت عنه ( المحمول عليه / المبتدأ ) : الحبيب ( بسائر معانيه ) فهو وحده من نخبر عنه ( الخبر يُخبر عن المبتدأ ) بأنه بتلك المنزلة من الروح

بذا يكون تركيب جملة العنوان : الحبيب فلقة الروح / اي قطعة منها

باعادة تجميع الدلالات التفكيكية ومقارباتها اعلاه نحصل على التأويل التالي :

سكوت الشاعرة عن الجهر بهوية الحبيب والاشارة اليه همساً ، رغم مايعنيه هذا من بعث للمشاعر المؤلمة الحزينة ، وعدم الابتداء به مع مايحتله من منزلة روحية سامية لدى الشاعرة ، كان اما لغاية داخلية ( اسباب ذاتية ) ، او لوجود موانع خارجية ( محظورات آخروية / واقعية )

بذا تكون العتبة العنوانية مشفرة ، كأنها هي النص وماعلينا سوى البحث في المتن عن قصدية الهمس والحذف ، الحاضرين بقوة في سياق بنيتها اللغوية ، هل هي رغبتها يعدم اثارة انتباه احد لحبها اياه ( قد يكون حبيباً معنوياً كالوطن مثلاً ) ، او حرصاً منها على حمايته من خطر خارجي يتهدده ؟

العتبة هنا تحولت من كونها مفتاحاً الى شيقرة متعددة الدلالات .

سأتعاطى الان مع متن النص بقراءةٍ نوتيَّةٍ ( نسبة الى النوتة الموسيقية ) :

اصوات الحروف الشعورية لها اصداء في نفوسنا ، تثير فينا شتى المشاعر ، فلكل صوت منها معنى كما اسلفت ، وبالعكس ، فنحن حين نشرع بالكتابة نكون تحت تأثير هواجس او انفعالات ما ، نقوم شعورياً او لاشعورياَ ، بالاسقاط النفسي لهذه المشاعر على ما نستدعيه من مفردات تتناغم اصوات حروفها ( فونيماتها ) او بعضها ، مع مشاعرنا تلك ، وفق جدلية منقلبة عما ذكرته اعلاه فبدلاً من ان يكون الفونيم الباعث للشعور في روعنا ، يختار شعورنا الداخلي الفونيمات المتناغمة معه للايحاء به للاخر / القارئ . تحاشياً للتصريح به ، لسبب موضوعي او ذاتي كما مر بنا . قراءتي الموسيقية للنص ، اظهرت ان الشاعرة وظفت تلك الفونيمات لتؤلف لنا نصاً ( اوبرالي ) نابت فيها اصوات الحروف مناب الراقصين ، لتلعب دور التعبير الايحائي ، عن معنى نصها التحتاني ، لذا ساقوم بتفكيك بنية تلك الفونيمات الشعورية للتعرف على بنية الذات الداخلية للشاعرة التي اختارتها كترجمانٍ لمشاعرها المسكوت عنها / المستوره في اعماقها :

بدءاً ساستبعد الحروف ادناه عن اشتغالي التفكيكي للاسباب المبينة ازاء كل حرف :

ـ لام (أل) التعريف الداخلة على حرف شمسي / لاتلفظ

ـ اللام عموما / صوتها يعتمد على ماقبلها او بعدها من حروف

ـ الراء / السبب السابق

ـ الهمزة ،الدال ، الزاي ،الخاء ، الصاد ،الضاد، القاف ،الواو ،الياء / ليست شعورية ( صوتها غير باعث لمعنى شعوري)

ـ الثاء ، الظاء ، الطاء ، الجيم ، الغين / قلة تكرارها لدرجة عدم تاثير اصواتها في فضاء النص ، وكما يلي ث / 4 مرات ، ظ / مرة واحدة ،ط / 11 مرة ،ج / 10 مرات ، غ / 5 مرات )

ـ حروف المد / يتبدد صوتها بصوت الحروف التي تمدها

الحروف المهيمنة بفونيماتها على فضاء النص خسب الجدول التالي :

الحـــرف | مرات تكرارها | معنى صوتها

* التــــــاء | 82 مــــــــرة | الحزن ، الاعياء / مهموس

* الحـــــاء | 29 مـــــــــرة | الالم ، التعب ، الحزن ، الشوق ، الحب / مهموس

* الهــــــاء | 23 مـــــــــرة | التعب ، الالم ، اليأس ، الحزن ، / مهموس

* الفـــــــاء | 37 مـــــــــرة | الوهن ، الضعف / مهموس

*الســـــــين | 21 مـــــــــرة | القلق ، الحُرقة ، رقة / مهموس

*الصـــــــاد | 16 مـــــــــرة | مفخمة لصوت السين ، يوحي بالقوة ، النقاء ، الصفاء / مهموس

* الشــــــين | 17 مـــــــــرة | التشتت ، البعثرة ، الاضطراب / مهموس

* المـــــــيم | 58 مــــــــــرة | الالم ، الحزن ، المعاناة / الوهن / مجهور

* النــــــون | 51 مــــــــــرة | ذات المعاني السابقة / مجهور

*البـــــــــاء | 44 مــــــــــرة | يوحي بالحيوية والانبثاق / مجهور

* العــــــين | 42 مـــــــــــرة | السمو ، الفعالية والاشراق / مجهور

* الكـــــاف | 35 مـــــــــــرة | الخشونة ، القوة والفعالية / مجهور

الملاحظ :

ـ عدد مرات تكرار الحروف الشعورية المتعالقة صوتياً مع معاني ( الحزن ،الالم ،القلق ، النقاء

الحب و الشوق ) = 334 مرة { تكرر الهمس بها 225 مرة + الجهر بها 109 مرة )

ـ تكرار الحروف المقابلة لها ( ب / 44 + ع / 42 + ك/ 35 ) = 121 مرة ( 86 جهر+ 35 همس )

الجدول اعلاه مع ما لوحظ عليه تحول الى مفتاحٍ دلالي ، يمكننا من سبر اغوار اعماق معاني النص التحتانية ، مفتاح تولد من اعادة تركيب الدلالات ومقارباتها الناتجة من تفكيكنا اعلاه وكما يلي :

حزن + الم نفسي + شوق + حنين + قلق + تشتت + معاناة + حب = اغتراب نفسي عن حبيب مفتقد

وهذا المفتاح / الاغتراب يتكئ على ثلاث ركائز دلالية :

الاولى ـ ركيزة الوطن باشاراتها : عاصفة ، تجتاح ، الوطن ، اخبار ،الحرب ، شآم ، سبع سنين ، عجاف

الدلالة المعنوية : الحرب المستعرة في سوريا منذ 7 سنوات

الثانية ـ ركيزة الحبيب المفتقد باشاراتها : الملكوت الاعلى ، تحلق معك ، ابعد سماء ، تمضي

الدلالة التأويلية : فقد الحبيب باستشهاده

الثالثة ـ ركيزة الغربة : بتقابل سيرة الشاعرة الذاتية ( ماحوليات النص ) مع العتبتين الزمانية والمكانية للنص الموازي .

باستدعاء تلك السيرة نتعرف ان موطن الشاعر هي سوريا

عتبة النص الزمانية ( تاريخ كتابته ) : 6 / 6 / 2018

عتبته المكانية ( مكان كتابته ) : درزدن ، المانيا / الاشارة المعززة للعتبة المكانية : نهر الألبا

باحالة هذا التاريخ داخليا على الركيزة الاولى اعلاه / سبع سنين : يتوضح ان هذا الوقت مزامنٌ لسني الحرب .

وبمقابلة سوريا ( مكان الشاعرة الاصلي ) / المانيا ( مكان الشاعرة الحالي ) = هجرة / تهجير / نزوح

بتركيب هذه الدلالات :

شاعرة سورية + زمن الحرب السورية + مكان التواجد بعيد عن سوريا = غربة عن الوطن

وباستدعاء الاغتراب السابق ازاء هذه الغربة :

الاغتراب النفسي عن حبيب مفتقد ( بالاستشهاد / بالاحالة على الركيزة الثانية )= غربة عن الوطن

بحذف الاشارات المتشابهة :

الحبيب المفتقد = الوطن

وهو حبيب قلما تجهر بألمها وحزنها لبعدها عنه ( ينظر عدد مرات الجهر اسفل جدول الحروف اعلاه )

باسم عبد الكريم الفضلي ـ العراق

بقلم : عمر بنحيدي

ريح الخريف :

ضٓيّٓعت الموعد
زرعت التردد
أشواكا في الضلوع،
أينعت حقولٓ شرودٍ
حان حصادُها.
مالت الشمس نحو الغروب
توقف القطار لحظات
ابتلعتك الدروبُ
لا أثر للمحبوب
طيفك لم يظهر
وعدت أدراجي
ذيول الخيبة أجرُْ
أطفئ حرائق
اندلعت في هذه الفجاج .
يد ريح الخريف
أحنى من يد الجحوذ
تُربِّتُ على كتفي
تمسح على شعري
تهدهدني كالوليد
او ضالٍّ شريد
عواؤها أشجى تغريد
تتشكل قوس قزح
أو زوبعة ترقص في السماء
وأنت تُمعنُ في الاختفاء
قررت ألآّ أتأسف
على من انحرف
مع التيار انجرف
تاركا قلبا أصيلا
من حبه صار عليلا
لكن لن يكون له ذليلا.
عمر بنحيدي 01/2020 /13

بقلم : جميلة بلطي عطوي

…….مَلْءُ الفراغ…….

مُميتٌ هذا الفراغ
يلْتهمُ شاهية الوقت
يتسرّبُ في التّفاصيل
أحجيةٌ تنتظر فكّ الرّموز
تشتهي مِشرطا جرّاحًا
تستفزُّني
أشقُّ كبِد الفراغ
في عمقه أبحثُ عن بذرة
عنْ غيمة أنهكها الضّرْب
كادتْ تضيعُ في متاهة الجدب
أشقُّ كبِدَ السّراب
أُحوّلُ ومضته الواهمة امتلاء
أسقيها طَلّ حكايتي
يُنشيها شهد صبابتي
تنزُّ ماء.. رَواء
مِنْ وراء اللّهفة تُطلّ البراعم
تهرهرُ في الشّرايين الدّماء
تُزهرُ في العين حديقتي
تلك المعلّقَة على أكفّ الحلم
تملأ أصيصي زهرًا
تَهبُ أمنيتي الذأوية عُمرًا
أتفـّح أنا في كفّ القدر
يُلبسني الدّفْء جزافًا
يُتوّجُ جبيني بالدّرر
أمتلئ .. أمتلئ
أناجيكَ يا أنا السّاكن في عمق الغياب
أمسحُ عنْ وجهكَ تُراب الغربة
أوقدُ حولك الشّموع
أغريكَ بالإياب
معًا تحضُننا الطّريق
تلهمنا الشّوق رفيق
تطهّمُ سابحَكَ ..تردفني
نركضُ ..نركضُ
تغمزُنا المسافة
تنفتحُ أبعادُها
والمدار يُراقص خطانا
يهمسُ
زَيِّنا محطّاتي
منكما أتعلّمُ الصّبر
ومعنى الصّديق.
تونس…..15 / 1 / 2020

بقلمي …جميلة بلطي عطوي

بقلم : خوله رمضان

على لسان عروبة 2020

سألتُها سنةً ستأتي
كيفَ السبيلُ إلى يدٍ
لا تعبثُ بأوراقي ؟
وكيف أنجو من فساد
سنةٍ مضتْ
أسهمتْ في تزييف عروبتي
‏وتهجيري
وهدرِ أوقاتي ..
وغرفتُ من زيفها
ضجيجَ لغتي
وأوقدتْ في الحرف
نيران انتكاساتي ..
وصل لهيبُها إلى جوفي
وأوردتي
وقد طالتْ معاناتي …
وطالَ الكلامُ في
في مرافعاتٍ
‏أكّدتْ على كثر ذنبي
‏وشهدَ الجمعُ مقاضاتي …
‏وقبل إعدامي
‏سرعانَ ما زحفتْ
سنةٌ وليدة
بالخفاء أسرعت
رقّعَتْ حرفي
وبرّأتني من تُــهَـمٍ
كانتْ سببا في عذاباتي ..
ثمّ تولّاني الحنين
وغرفتُ منه
عمريَ الموقوت
لتغزوني انطلاقاتي …
فهاجرتُ مع طيور ،
للبحثِ معها
عن ظلالِ الأمنِ فيما سيأتي
من سنواتي ..
هيّا اقرؤوا ما دوّنته
يداي
من أسىً مقرون
بربيعِ حياتي …
رغم الجفاف وانتكاس
شجرة عروبتي
وظلال غيماتي ..
سأعودُ
ملوّحةً برفاتِ سنةٍ
أتعبتني ،
وقد دوّنتُ التّفاصيلَ
في كتابِ ضمّ
اعترافاتِ عامٍ مضى ،
وما ستكونُ عليه
عروبة فجريَ الآتي …

بقلمي خوله رمضان

بقلم : سعيد محتال / المغرب

غربة النفس

أيا مكبلا بالتراب
شدّني الحنين إليك
أبَعْد كُلّ رحيل
يغازلني طيفُك العليل
يذكرني عذوبة بحر عينيك الكليل
يرتعش البرق من همسات قلبك الكسير
يستكين مستسلما
معلنا انهزامه في الأخير
عادت العصافير
وما عُدتَ
أين تُقيم
كانتْ للعُش وفية
أما أنتَ
بغيابك صرت جرحا
زدت في الوجع سهما
سواقي الصبر تشكو
من ملوحة ماء الدمع
عُدْ الى ظلك
سحابتُك مزقتها الأيام
القلب صار حطاما كالتراب
لا تحلق عاليا
يا من كنتَ وراء الألم
أنت من تملك السهم
رسالة منك ينبعث الامل
أما زلت يا جسد
تطاردني
شغلت نفسك بي
وأنا حرة طليقة
منذ خلقت
وأنا احلق
أما تدري أنك من تراب
وأنا خلقت لأعيش هناك
قلت لك مرارا
لا تداعبني
فلست الا مجذافا
ان تشبت بي
رحتُ وغرقتَ في التراب
إذا التففتُ بك مجددا
نجوتَ من مساق السراب
سعيد محتال
18/01/2020

بقلم : حسن صبي

…….شكون أنا….

گلت غ نشوفني من بعيد
ؤ رجعت للور خطوات
واش أنا ماركة ولا تقليد
ولا غ خايب العفطات
لگيتني كيف الهداوي
نگول لگيتني غير معگاز
بوحدي معايا داوي
خاصاني غير دربالة وعكاز
اللحية تگول عتروس
مگابل شلا معزات
العقل إمكن ممسوس
وشعرات بيضات
للنواظر غزات
شفتني زجال هاوي
عارف قدري مانفوتو
ماقاري وللشعر غاوي
يعجبني صدقو وبهوتو
هههه..الفوقية مقزبة
والمسطاش محسن
غلبني الحرف غلبة
حتى وليت بيه ندندن
حنززت مزيان فگلبي
لگيتو تگول من الزاج
ما نداري فيه ولا نخبي
ولا ليه قفل ومزلاج
فيه شوية من المحبة
وفيه بزاف ديال الهم
للصدق محراب وقبة
ؤالأمانة ساكنة فيه تم
حسن صبي…

بقلم : أحمد بياض / المغرب

صفرة التجاعيد******

صوت
يكسره الصمت
خشخشة الآلهة!!!!
إنني
أعلمك الرحلة
اليتيمة
على سفر المعلقات
والهجرة البعيدة
على موج التراب…
ربما
سترحلين غدا
على مجرة السائحين
وتنمحي
الأشياء فيك
بعلقم الضباب…
وأنا
سيد المكان
دون ذكراك
ندى غريب
على زهرة الصباح…
ترجمي
إيقاع القصيدة
دون ملابسة
دون إرث مجهول
على جفاف الأوراق….
/وتنام
تحت سدرة الجوع
الأفواه المقموعة/
والوجه الزمني
الغَائِر في عينيك
ساعات فارغة
كجغاف الشمس
وموت إله….
وعلى قميص
لا يعرف الانفصال عن الجسد
يرتوي الألق…
وأشرقت الشمس
في صباها
شمس موؤدة
تدعونا للسير
دون انقطاع
يحملنا
الريح
والتاريخ
على زفرات حالمة.
نمشي
في الصوت المجذوب
بلحن الفراق
ووجهك المصقول بالتراب…
بابل
وهجرة الشمس الأخيرة
شرق الأغصان
لا ينفعنا الخمر
لولادة أمر…
لون
ماسح للغروب
جسد المرآة العتيقة
على لعاب الليل…
إلى الفجر البعيد
الذي
يرتعش مرتين
على معاصم الأفواه….
حين تزهر العناكب
في حوض الشمس
نقرأ المصاحف
على دمعة عين..
بيداء
وشوق
إله
إلى الصبح القديم…
هل نعيد
المقدمة الأولى
دون
تفاحة على الجمار؟!!!
بشهد ليل
ومدن غائمة
بصوت مشتعل
في فناء الأسماء..

ذ بياض أحمد المغرب

بقلم : باسم عبدالكريم الفضلي

من اسباب الثورة …

………………..{ السَّفُّود show/ الدخول مجانا } ……………

مدن العاب الهوى العذري ….. :

…… غبار تتري القهقهات …

……و …… قمامة ادعية عند عتبات الاولياء … ــــــــ احذفْ ـــــــ ؟؟

……قطار الاحلام …….

…………………………….(. .. الزعيق الاصفر القسمات لايرسم

………………………………….. ليوم الحشر علامات مرور

…………………………………….و …. قبضة تراب .. بوجه السراب

……………………………………. ثم

………………………………………. صرخة عارية النهدين

……………………………………….. في حضن

……………………………………………. تكبيرة الفتح المبين

…………………………….. / تم دبلجة اللقطة بكل اللغات .. بلا الوان ]

يتبختر على اظلاع الضحكات الفراشية

ويتوقف

.. عند آبار بدر …

…. ــ. روثٌ داحسي ….||

عاجل عاجل … :

.. مسرح العرائس بحاجة

…. لمؤذن / المقابلة في مصلى السيرك الوطني

( لابد من رشوة نادل الجنة .. فقد افلست بنوك الوعود )

صورة التقطتها طائرة مسيرة ..:

أثافي البطن الحاتمية النهم

تزغرد

في جفن مزادات الخصيان

…………. لينتفضَ صعاليك الأمان

يعرضون مفاتن مفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــازاتهم

مقابل جحر رفيف

……. || حربة لاتصدأ أكفها

فتوى بلا ازرار ..:

تصلبنَّ كلا .. في بيوت النمل / سنن ابن حاجة

([ تحالف النعاج ألفي طرفها حورٌ .. اعلن الحرب على من صبأ في سبأ >)

…………. نطفة نبوية

تسعى بين صفا …الهوى

ومروة العناق

ــ دواليب المنابر ××large . ( يرجى تقريب الكاميرا هنا ) لاتلجم

ضباح مغارات العسس

{ اعفاء ضريبي على السبي / بإجماع الائمة >> / ـــ اين الجواب ..؟؟

……………… / تحذير : سينقطع نت الاحلام يرجى دفع الاشتراكات

قال حاوي السيرك الأعلم ( قُدّسَ اسمه الأعظم ) ..:

حينما نزلت عبلة … مضارب الدمى المتحركة

…….. خطفها كبير سدنة الحضائر المقدسة

ونسى فردة حذائها ….. { أُلقيَ الفبض على المخرج كونه لايجيد التلاوة >>

سمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعاً ..:

…. رحيق القباب الميّاسة

يُضمّخُ

جثةَ السر الالهي …

…… فلا يتلمسنَّ احدٌ ظله

وليلُذ

بقمقمِ الاعشاش المفقوءة الافق

لانجندلنَّهُ الاسئلة المقنَّعة

بألوان الاشتهاء

لحلمات الزفرة المارقة .. [ اقطابُ ماراثون الهجرة

ملزَمون شرعاً بخلع سراويلهم …. / متفق عليه ))

……… / بائع المياه الزمزمية يتوضأ بماء الوجوه

يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدور

حول صبار الصدى

………. بلبلُ الصيادين المحظي لايتعرف وجهه

في شِباك < السائر على حبل الوتين .. اسقط عصا توازنه

………………………. … فتوسلوا له اجنحةَ البراق ] التذاكر

و صراط الاياب …

يكبو

في محطات اليبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب …

……[الجلسة الطارئة لخلية البسمة : لاهزيمة تفضح عريَ ايلاف

………………………… الجدب..يتم تعميم المقررات بلا مكياج رجاءً ..)

/ …. زوووووووووووووووووووووووووووم … :

الذباب يتحلق حول فم الحكمة العسلية

النواجذ / لاتقطعْ … فقط اطبع اسم المرجع

………………. لكنها ..

كانت تعشعش على بيضٍ مسلوق …

………..ــ لاتفضح عورةَ التاريخ .. وارضَ ببيت عنكبوتك ..

…………………….فالـ F16 لن تفضَّه ….

نداء .. نداء .. نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداء :

انقطعت سلسلة ارجوحة السماء

.. فمن يتطوع للافتاء في بورصة البترول ( … اطرح تكاليف الدفن )

…………..

……………………….

………………………………… ؟؟ ــ اين هو السؤال

/ حاوي السيرك الحوقلي يُدخلُ الفيلَ في ثقب المجرة

سأعوم

في بحور غير بحوركم

لعلي اصل ……………………… لـكم

فهل تنسفون غــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار الكلمة ..؟؟

………………………………………….. ادري …

وادري أنّ اللثامَ وسام

…….. لابأس بالمحاولة

فأوراق اليانصيب بلا سيم كارت …

والغبراء ليست عرجاء

……… ( 4×400 متن ناسف سيبدأ الآن .. يرجى تقديم رهاناتكم ||

مازالت تمتطي الريح

في برلمانات المزرعة السعيدة

… ـ اتجيد قفز الزانة ؟؟

ــ لأي ارتفاع ؟؟

ــ سبع سماوات طباق

ــ ………. لكنك لم تحدِّثْ سِجلك الانتخابي ….

..ــ ………

…………………

……………………………..

……لاتتدافعوا ….هناك متسع …. فالعرض سيستمر … حتى آخر نحر ….

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هامش : السفود هو قضيب حديدي يخترق الذبيحة لتثبيتها للشواء عند تدويرها على النار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ / باسم عبد الكريم الفضلي ـ العراق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ